عانى العالم من عدد كبير من الأزمات في الأشهر الأخيرة، ولعل واحدة من أبرز تلك الأزمات كانت أزمة نقص البطاقات الرسومية. وتعد البطاقات الرسومية واحدة من أهم المكونات في أي حاسب شخصي أو حاسب محمول.
وتعمل بطاقة الرسوميات، والتي تضم بداخلها معالجًا للرسومات GPU، على إدارة جميع العمليات المرئية التي يتعامل معها المستخدم. وذلك بدايةً من استعراض الصور ومشاهدة المقاطع. ووصولًا إلى تشغيل الألعاب أو العمل على تحرير الصور والفيديوهات.
وبعد مرور عام كامل من النقص الشديد للبطاقات الرسومية يبدو أن الوضع لم يتحسن. حيث إن تقريرًا حديثًا عن 3DCenter قد كشف عن استمرار المشكلة وصعوبة حلها. كما أنه وعلى الرغم من زيادة التوفر بنسبة ملحوظة، إلا أن الأسعار ما زالت عالية جدًا.
وفي دول مثل ألمانيا والنمسا على سبيل المثال فإن المعروض من البطاقات قد زاد قليلًا. إلا أن الأسعار قد استمرت في الارتفاع وذلك بسبب السلوكيات الاحتكارية لمنصات البيع والتوزيع، ولأسباب أخرى عديدة.
وقد شهدت المعالجات الرسومية من الشركات الرائدة في هذا المجال، إنفيديا و AMD، زيادات في الأسعار وذلك بالرغم من أن هذه الإصدارات تعد قديمة نوعًا ما، حيث تم إطلاقها منذ ما يزيد عن العام.
أزمة نقص البطاقات الرسومية مستمرة
تفاقمت أسعار المعالجات الرسومية بما وصل إلى 304% لبطاقات AMD الرسومية، و 214% لبطاقات Nvidia الرسومية على الترتيب، وذلك بناءًا على سعر البيع الرسمي.
وقد ظهرت أزمة المعالجات الرسومية منذ فترة طويلة، وكانت الأسباب الرئيسية ورائها هي ضعف الإنتاج بسبب جائحة كورونا والتي أثرت على صناعات عديدة حول العالم، ومن ناحية أخرى فإن الإنتاج قد تأثر بسبب زيادة الطلب على البطاقات الرسومية من قبل العاملين في مجال التعدين.
أزمة نقص بطاقات الرسوميات
بسبب الربح من العملات الرقمية
وذلك حيث إن معدني العملات الرقمية المشفرة كانوا يقومون بشراء المعالجات الرسومية حتى ولو كانت بأسعار أعلى من أسعار البيع الرسمية، وذلك نظرًا لفرص الربح الكبيرة في تعدين العملات الرقمية، خصوصًا عند استخدام بطاقات معينة من الفئة الرائدة وفوق المتوسطة.
ولم تتمكن الشركات المصنعة والمطورة من زيادة إنتاج المعالجات الرسومية بسبب أزمة إنتاج الرقاقات التي أثرت بدورها على جميع المجالات.
وحاليًا تحقق الشركات المصنعة أرباحًا ضخمة، بالرغم من ضعف الإنتاج. وذلك لأن الأسعار مستمرة في الارتفاع وكذلك هو الحال بالنسبة لمعدلات الطلب.