مع حلول كل موسم حج، تتسابق المملكة العربية السعودية لتقديم أفضل تجربة ممكنة لضيوف الرحمن، واضعةً في قلب جهودها الابتكار والابتكار الرقمي ، ليتحول أداء المناسك إلى رحلة روحانية مريحة وميسّرة. وتلعب المدينة المنورة، باعتبارها أول محطة للآلاف من الحجاج، دورًا محوريًا في هذا التحول، حيث تتكامل فيها التقنيات الذكية والخدمات الرقمية لتبسيط الإجراءات وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
المدينة المنورة بوابة الابتكار الرقمي لخدمة الحجاج رحلة روحانية مدعومة بالتقنية الحديثة
من لحظة وصول الحاج إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، تبدأ تجربة رقمية شاملة تواكب تطلعات الزائرين. فمن خلال المنصات والتطبيقات الحديثة، يمكن تنظيم الإقامة، إدارة التنقلات، وتيسير أداء العبادات في المسجد النبوي، فضلًا عن زيارة المعالم الإسلامية الأخرى.
المدينة المنورة بوابة الابتكار الرقمي لخدمة الحجاج رحلة روحانية مدعومة بالتقنية الحديثة
منصة نسك تُعد من أبرز الابتكارات الرقمية، إذ تتيح حجز مواعيد زيارة الروضة الشريفة، مما يضمن تنظيم الوقت وتقليل الازدحام. كذلك تسهم التطبيقات الصحية ومنصة توكلنا في توفير رعاية طبية فورية، من خلال تحديد مواقع المراكز الصحية، حجز المواعيد، وطلب الخدمات الإسعافية بمرونة ودقة.
الذكاء الاصطناعي يرشد ويوجّه بلغات متعددة
أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي عنصرًا مهمًا في تسهيل رحلة الحجاج، حيث يمكنهم طرح أسئلتهم بلغاتهم الأصلية والحصول على إجابات دقيقة وفورية. سواء تعلّق الأمر بالإرشادات الدينية أو المعلومات اللوجستية، فإن هذه الأنظمة تضمن توافر الدعم والمشورة بشكل سلس وفعّال.
التقنيات المتقدمة لإدارة الحشود تُسهم في انسيابية الحركة داخل المدينة والمناطق المحيطة بالحرم النبوي. في الوقت نفسه، تتيح الخرائط التفاعلية الوصول السهل إلى المساجد، المرافق، ووسائل النقل الترددي، مما يضمن تجربة تنقل مريحة وآمنة للحجاج.
إن ما تشهده المدينة المنورة من تطور رقمي ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة استراتيجية وطنية طموحة تدعمها رؤية السعودية 2030، التي تضع ضيوف الرحمن في قلب أولوياتها. تعمل وزارة الحج والعمرة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) على تحديث المنصات والخدمات الرقمية باستمرار، استنادًا إلى تحليل دقيق للبيانات وملاحظات الحجاج، لضمان تجربة أكثر كفاءة وسلاسة عامًا بعد عام.
لم يعد التحول الرقمي مجرد خيار، بل أصبح ضرورة في إدارة موسم الحج. فمن خلاله، تم تقليل الازدحام، تحسين الأداء، وتقديم تجربة فريدة تمزج بين روحانية الزمان والمكان وحداثة الوسائل، لتجعل من المدينة المنورة مركزًا عالميًا للابتكار في خدمة الزائرين.