أثار إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد مانوس Manus، الذي طورته شركة (Monica) الصينية الناشئة، جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية، إذ تدعي الشركة أنه أول وكيل ذكاء اصطناعي عام قادر على تنفيذ مهام معقدة باستقلالية تامة. لكن، هل هذه الادعاءات دقيقة، أم أنها مجرد ضجة تسويقية؟
مانوس وكيل الذكاء الاصطناعي المستقل ثورة تقنية أم مجرد دعاية
يعتمد مانوس على مفهوم الأنظمة المتعددة الوكلاء، حيث يدمج عدة نماذج ذكاء اصطناعي لتنفيذ المهام دون تدخل بشري متكرر. من أبرز ميزاته:
مانوس وكيل الذكاء الاصطناعي المستقل ثورة تقنية أم مجرد دعاية
فرز السير الذاتية وتصنيف المرشحين بسرعة فائقة.
تحليل توجهات سوق الأسهم.
استخراج البيانات من الإنترنت.
إنشاء مواقع ويب تفاعلية بالكامل.
كما تفيد تقارير الشركة بأن مانوس تفوق على وكيل (Deep Research) من OpenAI وفق معيار (GAIA)، مما يعزز مزاعم تفوقه التقني.
من يقف وراء تطوير مانوس؟
تم تطوير مانوس من قِبَل شركة (Monica)، التي يُقال إنها تابعة لشركة (The Butterfly Effect) المسجلة في سنغافورة، مع وجود مكاتب لها في بكين ووهان. يقود الفريق المؤسس رائد الأعمال الصيني (شياو هونج)، الذي سبق له تطوير تطبيقات ناجحة ضمن منصة WeChat.
بحسب منشورات الخبراء، يعتمد مانوس على نموذج (Claude 3.5 Sonnet) من Anthropic، إلى جانب نماذج (Qwen) من شركة (علي بابا) الصينية، مع خطط لترقيته إلى (Claude 3.7) لتحسين قدراته التحليلية والتنفيذية.
مقارنة مانوس بـ(DeepSeek): هل يمثل لحظة فارقة؟
يتم عقد مقارنات بين مانوس و(DeepSeek)، التي أحدثت ضجة عند إطلاقها، مما أدى إلى تراجع أسهم إنفيديا بنحو 600 مليار دولار. لكن بعض المحللين يرون أن (مانوس) يتجاوز نموذج (DeepSeek) من حيث الطموح، كونه يهدف إلى تقديم ذكاء اصطناعي مستقل تمامًا.
يواجه (مانوس) انتقادات فيما يتعلق بخصوصية البيانات، إذ تساءلت الباحثة (لويزا جاروفسكي) عن موقع تخزين البيانات، وإمكانية وصول السلطات الصينية إليها. كما عبّر (ميل موريس)، الرئيس التنفيذي لشركة (Corpora.ai)، عن مخاوف مماثلة، معتبرًا أن ارتباطه بالصين قد يزيد من الجدل حول أمن وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
سواء كان (مانوس) اختراقًا تقنيًا حقيقيًا أم مجرد ضجة تسويقية، فإنه يمثل خطوة جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة. ومع استمرار الاستثمارات في هذا المجال، يبدو أن المنافسة ستزداد احتدامًا خلال السنوات المقبلة.