تزايدت التسريبات والتكهنات حول الإصدار القادم من هواتف آيفون مع اقتراب موعد طرح “آيفون 16” المتوقع في سبتمبر المقبل. وتشير التوقعات إلى أن شركة “أبل” قد تفاجئ السوق بخفض سعر “آيفون 16 برو” عن المعتاد، وهو ما سيكون خطوة غير مسبوقة بالنسبة للعملاق التكنولوجي.
وفقاً لتقرير نشرته جريدة “دايلي ميل” البريطانية واطلعت عليه “العربية Business”، يُرجح أن يبدأ سعر “آيفون 16 برو” من 1099 دولاراً أميركياً، بينما قد يبدأ سعر “برو ماكس” من حوالي 1200 دولار. يعود هذا الانخفاض المحتمل في السعر إلى قرار “أبل” بنقل جزء من إنتاج موديلات “آيفون” الراقية إلى الهند، مما قد يؤدي إلى خفض التكلفة الإجمالية بنسبة تصل إلى 10%.
نقل الإنتاج إلى الهند وتأثيره على الأسعار العالمية
يُعد هذا التحول في استراتيجية التصنيع جزءاً من جهود “أبل” لتوسيع قاعدة إنتاجها خارج الصين. بدأت الشركة بالفعل في تكثيف إنتاج “آيفون 16 برو” في الهند، حيث تقوم “فوكسكون”، المورد الرئيسي لـ”أبل”، بتدريب آلاف العمال في مصنعها بولاية تاميل نادو. من المتوقع أن يؤدي هذا إلى تقليص فجوة الأسعار بين الهند والدول الأخرى، حيث يتم تصدير الأجهزة المصنعة بأسعار أقل إلى أسواق مثل الولايات المتحدة.
تاريخياً، لم تكن الهند مركزاً لتصنيع أجهزة “آيفون”، مما أجبر السكان هناك على استيراد أحدث الطرازات بأسعار أعلى. ولكن مع بدء تجميع الأجهزة محلياً، تتطلع “أبل” إلى خفض التكلفة بنسبة تصل إلى 10% داخل السوق الهندي. ويشير المحلل سانيام تشوراسيا من شركة الأبحاث “كاناليس” إلى أن هذا التحول سيحفز العملاء في الهند على شراء الأجهزة محلياً بدلاً من استيرادها.
من المثير للاهتمام أن هذه هي المرة الأولى التي تنتج فيها “أبل” طرازات “آيفون برو” خارج الصين. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يبدأ شركاء “أبل” الآخرون، مثل بيجاترون ومجموعة تاتا، في تجميع “آيفون 16 برو” في الهند بعد فترة وجيزة من إطلاقه.
ورغم أن الإنتاج في الهند لا يزال يمثل جزءاً صغيراً مقارنة بما يتم تصنيعه في الصين، تسعى “أبل” لزيادة الإنتاج في الهند إلى 25% بحلول العام المقبل. وتشير تقارير إلى أن الشركة قد تخطط لإنتاج “آيفون 17” بشكل حصري في الهند، مما يعزز مكانة البلاد كمركز عالمي لتصنيع منتجات “أبل”.
دعم حكومي وتحفيزات مالية
تأتي هذه الخطوة في ظل جهود الحكومة الهندية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي قدم حوافز مالية بقيمة 28 مليار دولار لتشجيع الشركات على نقل تصنيع منتجاتها إلى الهند. وأكد مودي على أهمية “التصميم في الهند للعالم”، مشيراً إلى أن المنتجات الهندية يجب أن تكون قادرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية على حد سواء. ويهدف إلى جعل “المعيار الهندي” هو المعيار الدولي، مما يعكس الثقة المتزايدة في جودة الإنتاج الهندي.