أبرز المتضررين من الرسوم الجمركية هي شركات التقنية الأمريكية الكبرى المعروفة بـ”السبعة العظام” (Magnificent Seven) التي تضم: آبل، أمازون، مايكروسوفت، ألفابت (جوجل)، إنفيديا، ميتا، وتسلا. وقد بلغت خسائر هذه الشركات مجتمعة أكثر من تريليوني دولار أمريكي خلال فترة قصيرة منذ إعلان الرسوم في 2 أبريل 2025.
رسوم ترامب الجمركية العاصفة الاقتصادية التي تضرب سوق التقنية
أصبح هاتف آيفون، أحد أبرز رموز التقنية في العالم، نموذجًا لفهم تأثيرات تلك السياسات. وأشارت تحليلات إلى احتمال أن تلجأ آبل إلى رفع أسعار هواتفها لتعويض الزيادة في التكاليف الناتجة عن الرسوم.

رسوم ترامب الجمركية العاصفة الاقتصادية التي تضرب سوق التقنية
السيناريوهات المحتملة من جانب آبل:
-
زيادة طفيفة على المستوى العالمي بنسبة بين 3% و6%.
-
زيادة أكبر في السوق الأمريكية فقط بنسبة تتراوح بين 10% و19%.
ويرى محللون أن آبل قد تمتص جزءًا كبيرًا من التكاليف من خلال أرباحها العالية، تفاديًا لفقدان حصتها السوقية، وخصوصًا مع المنافسة القوية من شركات أخرى قد تكون أكثر مرونة في التعامل مع التكاليف.
الضغوطات تتزايد: سعر آيفون 16 برو ماكس قد يقفز 350 دولارًا
وفقًا لتقديرات بنك UBS، قد يشهد هاتف آيفون 16 برو ماكس زيادة تصل إلى 350 دولارًا في السوق الأمريكية، أي ما يعادل زيادة بنسبة 30% تقريبًا عن سعره الحالي البالغ 1199 دولارًا.
أما آيفون 16 برو، الذي قد يتم تصنيعه في الهند، فمن المتوقع أن تزيد تكلفته بنسبة أقل، بنحو 120 دولارًا فقط.
هل تفيد خطة التصنيع خارج الصين؟
رغم محاولات آبل لتقليل اعتمادها على الصين، إلا أن محللي بنك مورغان ستانلي يرون أن استراتيجية “إعادة التموضع” نحو دول مثل الهند وفيتنام لا تزال غير فعالة بالكامل، حيث ستظل المنتجات خاضعة للرسوم، وإن بنسبة أقل.
وقدّرت التحليلات أن الشركة ستواجه تكاليف إضافية تقدر بـ 34 مليار دولار سنويًا، مما قد يدفعها إلى رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 18% في السوق الأمريكية، في حال لم تحصل على إعفاءات حكومية.
وفي حال نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة، يتوقع محللون أن يصل سعر هاتف آيفون إلى 3500 دولار، وهو أمر مستبعد حاليًا نظرًا لتعقيدات البنية التحتية ونقص الكفاءات التقنية المحلية.
ترامب يدعو لتصنيع آيفون داخل أمريكا
في ضوء الأزمة، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب يؤمن بإمكانية تصنيع آيفون داخل الولايات المتحدة، مستشهدة باستثمارات آبل الأخيرة التي تبلغ 500 مليار دولار في السوق الأمريكية.
لكن الواقع يؤكد أن هذا التوجه لا يزال غير عملي، وفقًا لما أوضحه مؤسسو الشركة مثل ستيف جوبز وتيم كوك، حيث تفتقر الولايات المتحدة إلى المهارات الفنية المتخصصة والبنية الصناعية المناسبة التي تتوفر في الصين وغيرها.
مستقبل غامض للاقتصاد والسوق التقنية
بينما تتصاعد حدة الحرب التجارية وتتعقد سلاسل الإمداد العالمية، يبدو أن سوق التقنية العالمي على أعتاب مرحلة جديدة من التحديات. وتبقى آبل، وآيفون تحديدًا، واجهة معبرة عن هذه الأزمة التي قد تعيد رسم خريطة الصناعة التقنية عالميًا، وسط سياسات أمريكية غير تقليدية يصعب التنبؤ بمآلاتها.