يوجد في الفضاء ما يشبه هيكل عملاق يحيط الأرض ونظامنا الشمسي من جميع الاتجاهات، وكشفت دراسة جديدة معلومات مثيرة جدًا تؤكد أن الأرض داخل نفق عملاق.
الأرض داخل نفق عملاق
دراسات جديدة أجراها فريق من العلماء كشفت سر خطير يحيط بنظامنا الشمسي وكوكب الأرض، وتشير الدراسة إلى معلومات مثيرة جدًا تأكد وجود الأرض داخل نفق عملاق يمكن مشاهدته بموجات الراديو.
جينيفر ويست وهى مساعدة بمعهد دنلاب المختص بعلم الفيزياء الفلكية والفلك تقدم حالة علمية ملخصها أن هنالك بنيتين ساطعتين تم مشاهدتهم على جوانب متقابلة من سماء الأرض التي كانت تعتبر في السابق منفصلة.
لوحظ أن هذين البنيتين متصلتين وتتكون من خيوط تشبه الحبال، وتشكل الاتصال ما يشبه نفقًا حول الأرض ونظامنا الشمسي، مما يجعل النظام الشمسي والأرض داخل نفق عملاق.
يقول ويست عند تطلعنا للسماء للأعلى، سوف نرى هذا الهيكل والذي يمكن تشبيهه بالنفق الذي يحيط بالسماء من كل اتجاه تقريبًا، وإذا كان البشر يمتلكون عيون تستطيع رؤية خطوط الراديو فسوف يشاهدون هذا النفق.
يقول ويست إن المناطق الفلكية التي يطلق عليهم اسم North Polar Spur, Fan Region موجودين على جوانب متقابلة في فضاء السماء، ولكن مرتبطان ببعضهم بنظام معقد مت الخيوط المغناطيسية.
تم التعرف على هذين الهيكلين منذ عقود في الستينيات، ولكن كان من الصعب تفسير طبيعتهما المعقدة، حيث يبعدان آلاف السنين الضوئية عن بعضهم، وهذا حسب التوقعات، وفي الماضي لم يقم أحد بربطهم ببعض.
على النقيض من ذلك، تعتقد ويست وزملاؤها أنهم أول علماء الفلك الذين قاموا بتوصيلهم كوحدة واحدة، وهذا النفق يمتد إلى نهاية الكون.
الصورة توضح شكل النفق وكيف يمكن تخيله
الصورة إلى اليسار: نفق منحني مع خطوط تشكلها أضواء النفق وعلامات حارات الطريق تشكل هندسة مماثلة للنموذج المقترح لمنطقة الشمال.
الصورة على اليمين على اليمين: السماء كما تظهر في موجات الراديو المستقطبة.
تتكون من جسيمات مشحونة ومجال مغناطيسي، تتشكل الهياكل مثل الحبال الطويلة، وتقع على بعد حوالي 350 سنة ضوئية منا – ويبلغ طولها حوالي 1000 سنة ضوئية.
يقول ويست أن هذه المسافة كافية للسفر من فانكوفر إلى تورنتو مئات المئات من المرات وقد تصل إلى تريليوني مرة.
كانت ويست تفكر في هذه الميزات داخل وخارج لمدة 15 عامًا منذ أن شاهدت لأول مرة خريطة لسماء الراديو، وكانت تريد رسم خريطة تخيلية لكيفية وجودة الأرض داخل نفق عملاق.
في الآونة الأخيرة، قامت ببناء نموذج كمبيوتر يحسب كيف ستبدو سماء الراديو من الأرض حيث قامت بتغيير شكل وموقع الحبال الطويلة، مما يجعل الأرض داخل نفق عملاق.
سمح هذا النموذج لويست “ببناء” الهيكل من حولنا، وأظهر لها كيف ستبدو السماء من خلال تلسكوباتنا، وكان هذا المنظور الجديد هو الذي ساعدها على مطابقة النموذج بالبيانات.
الخريطة السابقة مصورة لمجرة درب التبانة موضحة بموقع وحجم الخيوط المقترحة، يُظهر الشكل الداخلي عرضًا أكثر تفصيلاً للبيئات المحلية، وموقع الفقاعة المحلية ومختلف سحب الغبار القريبة.
نحن نعيش داخل ذراع راديوي عملاق
يقول ويست أن أحد المؤلفين المشاركين قال منذ بضع سنوات أن هنالك ورقة تعود لسنة 1965 من الأيام الأولى للفلك الراديوي، وبناءًا على بيانات كانت متاحة في ذلك الوقت تم استنتاج نتائج مهمة.
النتائج هى أن الإشارات الراديوية الغريبة التي يتم استقبالها على الأرض من الممكن أن تتكون نتيجة رؤيتنا للذراع المحلي للمجرة من الداخل، وهذا حسب التقرير الموجود في مجلة Science alert.
الورقة البحثية ألهمت ويست على تطوير هذه الفكرة والعمل على ربط البيانات بشكل نموذجي بنسبة كبيرة مما يسمح لها بتخيل شكل الأرض داخل نفق عملاق، وتتوقف هذه النسبة على قدرة التلسكوبات الأرضية اليوم.
يستخدم الغرب خريطة الأرض كمثال، حيث يقع القطب الشمالي في الأعلى وخط الاستواء عبر الوسط إلا إذا أعدت رسم الخريطة من منظور مختلف، وينطبق الشيء نفسه على خريطة مجرتنا.
يقول ويست أن أغلب علماء الفلك ينظرون إلى الخريطة حيث القطب الشمالي الخاص بالمجرة يكون بالأعلى، بينما مركز المجرة يكون في المنتصف.
يقول بريان جينسلر الأستاذ في معهد دنلاب ومؤلف المنشور: إنه لعمل ذكي للغاية، وعندما عرضت جينيفر هذا عليّ لأول مرة، اعتقدت أن الأمر رائع لدرجة يصعب معها أن يكون هناك تفسير محتمل.
ولكن بنهاية الأمر تمكنت من إقناعي، والآن أنا بكامل حماسي لمشاهدة رد فعل علماء الفلك والمهتمين بالفلك، ويتطلع ويست للمزيد من الاكتشافات الممكنة المرتبطة بهذا البحث.
تقول ويست أن جميع المجالات المغناطيسية تكون متجمعة مع بعضها ولا توجد بشكل منعزل أبدًا حيث لا بد من اتصالهم ببعضهم البعض، ولذلك، علينا التعمق أكثر في فهم الطريقة الأمثل لارتباط المجال المغناطيسي المحلي بالخاص بالمجرة.
كذلك الأمر بالنسبة بالمجالات المغناطيسية المحيطة بالأرض ونظامنا الشمسي، وأيضًا الأمر يرتبط بأي مجال مغناطيسي صغير متصل بمجال مغناطيسي أكبر، وهذا يجعل الأرض داخل نفق عملاق ليس له نهاية معروفة بشكل مؤكد.
حركة المجالات المغناطيسية تكون دائرية أو حلزونية، ويتحرك الحقل المغناطيسي حسب مصدره، أو حسب الاتجاه الذي تتحرك به الأجسام الموجودة داخل نطاق تأثيره، على سبيل المثال حقل الأرض له اتجاه واحد فقط ثابت.