يُعدّ الجيل زد (Generation Z) أول جيل نشأ في ظل تطور الإنترنت والتقنيات الذكية، مما جعله أكثر تكيفًا مع تدفق المعلومات واستيعابها بسرعة. ومع دخول هذا الجيل إلى سوق العمل في خضم الثورة التكنولوجية، باتت مهاراتهم في التعامل مع الذكاء الاصطناعي عنصرًا حاسمًا في تطورهم المهني.
الجيل زد والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بين التقبل والقلق
الجيل زد والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بين التقبل والقلق
يتعامل الجيل زد مع الذكاء الاصطناعي التوليدي بحذر، لكنه يدرك أيضًا إمكانياته الكبيرة في تحسين فرص العمل والتطور المهني. على سبيل المثال، طوّرت Avalon Fenster، البالغة من العمر 23 عامًا، مهاراتها في الذكاء الاصطناعي ذاتيًا، واستطاعت الاستفادة منه في حياتها الشخصية والمهنية، كما ساعدت زملاءها الأكبر سنًا في فهم هذه التقنية.
وتدير Fenster حاليًا منصة Internship Girl، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الموارد المهنية لأكثر من 350,000 شابة من 100 دولة، مما يعكس دور هذه التقنية في تعزيز تكافؤ الفرص، خاصة للطلاب الجامعيين وغير الناطقين بالإنجليزية.
على الرغم من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، فإن هناك قلقًا بين أفراد الجيل زد بشأن تأثيره السلبي في التفكير النقدي، والقدرة على الابتكار والتواصل الفعّال. لذلك، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي الرقمي وتوفير برامج تدريبية لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنية.
إضافةً إلى ذلك، يرفض بعض الشباب استخدام الذكاء الاصطناعي لأسباب بيئية، مثل Katya Danziger، طالبة علوم الحاسوب التي قررت التوقف عن استخدامه بسبب استهلاك الطاقة المرتفع، حيث أشارت تقارير إلى أن طرح سؤال على ChatGPT يستهلك طاقة أكثر من البحث عبر جوجل.
يشعر العديد من أفراد الجيل زد بالقلق من تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، حيث أظهر استطلاع أجراه مركز Pew للأبحاث أن 35% من العمال الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قد يقلل من فرص التوظيف.
ورغم هذه المخاوف، ترى (Christine Cruzvergara) أن القلق ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل يمكن أن يكون دافعًا للبقاء يقظين والاستعداد للتكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل المتطورة.