كشفت دراسة طبية حديثة عن ابتكار نظام ذكاء اصطناعي متقدم يمكنه التنبؤ باحتمالية عودة أورام الدماغ لدى الأطفال بدقة غير مسبوقة. ويعتمد هذا الابتكار على تقنية “التعلم الزمني” (Temporal Learning) التي تتيح للنظام تحليل تسلسلي لصور الرنين المغناطيسي المأخوذة بعد العلاج، ما يمنحه قدرة عالية على التقاط التغيرات الدقيقة التي قد تشير إلى انتكاس المرض.
الذكاء الاصطناعي يحقق دقة غير مسبوقة في التنبؤ بعودة أورام الدماغ لدى الأطفال
بدلًا من تحليل صورة واحدة كما تفعل النماذج التقليدية، يعالج هذا النظام عدة صور طبية مأخوذة بعد الجراحة، ما يعزز من دقة التنبؤ. ويساهم ذلك في تقليل عدد الفحوصات المطلوبة، ويخفف من القلق الذي يعيشه الأطفال وذووهم، كما يُمكّن الأطباء من التدخل المبكر عند الحاجة.
الذكاء الاصطناعي يحقق دقة غير مسبوقة في التنبؤ بعودة أورام الدماغ لدى الأطفال
تعاون طبي مرموق لتطوير الذكاء الاصطناعي
شارك في تطوير هذا النموذج باحثون من مركز Mass General Brigham بالتعاون مع مستشفى بوسطن للأطفال ومركز Dana-Farber/Boston لعلاج أورام وأمراض الدم. وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة New England Journal of Medicine AI بتاريخ 24 أبريل 2025.
بحسب الدكتور Benjamin Kann، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإن غالبية أورام الدماغ القابلة للعلاج تعود في بعض الحالات بعد الجراحة، ما يتطلب مراقبة دورية مرهقة للأطفال. وأضاف أن النظام الجديد قد يُحدِث نقلة نوعية في تحديد الأطفال الأكثر عرضة لخطر الانتكاس، وبالتالي تقليل العبء النفسي والجسدي عنهم.
واجه الباحثون تحدي ندرة الحالات، لذا تعاونوا مع مؤسسات طبية مختلفة لتجميع ما يقارب 4000 صورة رنين مغناطيسي لـ 715 طفلًا. وتم تدريب النظام عبر تقنية “التعلم الزمني” لرصد التغيرات التدريجية في دماغ الطفل بعد العلاج.
نتائج دقيقة وتطور لافت
حقق النموذج الجديد نسب دقة تراوحت بين 75% و89% في التنبؤ بعودة الورم خلال سنة من العلاج، وهي نسبة تفوق بكثير دقة النماذج التقليدية التي بلغت نحو 50% فقط. كما تبين أن استخدام من 4 إلى 6 صور فقط بعد العلاج كافٍ لتحقيق أفضل أداء للنموذج.
رغم النتائج المبشرة، يشير الباحثون إلى ضرورة اختبار النموذج في بيئات سريرية متنوعة قبل اعتماده رسميًا. ويأمل الفريق في إجراء تجارب سريرية قريبًا لمعرفة مدى فاعلية التنبؤات في تحسين الرعاية الصحية للأطفال، سواء بتقليل عدد الفحوصات أو بالبدء المبكر في العلاج الوقائي عند الحاجة.