الذكاء الاصطناعي
كيفية تخزين الذكريات في الدماغ البشري؟ اكتشاف جديد من سويسرا
في إنجاز علمي حديث، أعلن باحثون سويسريون عن تحقيقهم اختراقاً كبيراً في فهم كيفية تخزين الذكريات في الدماغ البشري. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة في دراسة العقل البشري ويحل أحد أكبر الألغاز التي حيرت العلماء لعقود.
كيف يمكن تخزين الذكريات في الدماغ البشري؟
غالبا ما نتساءل كيف يقوم الدماغ بتخزين الذكريات وقد يتبادر إلى الذهن أنه يعمل بشكل مشابه لقرص الحاسوب الصلب، حيث يتم تخزين المعلومات في مكان واحد. ولكن البحث الجديد، الذي نشرته جامعة بازل السويسرية، كشف أن هذه العملية أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً. الدراسة أوضحت أن الدماغ لا يخزن الذكريات في نسخة واحدة، بل يقوم بإنشاء ثلاث نسخ مختلفة لكل ذكرى.
ثلاث نسخ مختلفة لكل ذكرى
وفقاً لما جاء في موقع T-online الألماني، يوضح البحث أن منطقة الحُصين في الدماغ، المسؤولة عن التعلم والتذكر، تقوم بإنشاء ثلاث نسخ من كل ذكرى. هذه النسخ تتطور بشكل مختلف مع مرور الوقت. هذا الاكتشاف يُعد تقدماً مذهلاً لأنه يظهر أن كل نوع من هذه النسخ يمتلك قدرة على التكيف والتغيير بناءً على التجارب الجديدة.
تخزين الذكريات في الدماغ البشري
فعلى سبيل المثال، تخزين الذكريات في الخلايا العصبية الأحدث تكون مرنة وسهلة التعديل. إذا استرجعنا ذكرى معينة بعد فترة قصيرة من وقوعها، تعمل هذه الخلايا على دمج المعلومات الجديدة في النسخة الأصلية من الذكرى. في المقابل، الذكريات المخزنة في الخلايا الأقدم تكون أكثر ثباتاً وأقل عرضة للتغيير.
أنواع الخلايا العصبية والذكريات
البحث أظهر أن كل نوع من تخزين الذكريات في مجموعة معينة من الخلايا العصبية:
- الخلايا الأقدم: تكونت هذه الخلايا في المراحل الأولى من النمو الجنيني وتحتفظ بتخزين الذكريات لفترات طويلة وتصبح أقوى مع مرور الوقت.
- الخلايا العصبية الأحدث: تكونت في مراحل لاحقة من الحياة، وتخزن الذكريات لفترة قصيرة قبل أن تبدأ هذه الذكريات في التلاشي.
- الخلايا العصبية المستقرة: تحتفظ هذه الخلايا بذكريات مستقرة نسبياً ولا تتأثر كثيراً بالتجارب اللاحقة.
الباحثون الذين أجروا تجاربهم على أدمغة الفئران يعتقدون أن عملية تخزين الذكريات لدى البشر قد تكون مشابهة لما يحدث في أدمغة الفئران مما يجعل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أفضل لآليات عمل الدماغ البشري.