قام باحثون من جامعة تكساس بابتكار تربة ذكية تعزز من نمو المحاصيل بنسبة 138% وتوفر 40% من المياه مقارنة بالتربة التقليدية ولا تعتمد التربة على أنظمة ذكاء اصطناعي أو حساسات وروبوتات للتحكم في عملية الري والتسميد بل تستعمل جل هلامي خاص يتم خلطه مع التربة.
ابتكار تربة ذكية بدون ذكاء اصطناعي
يعطي هذا الجل للتربة القدرة على امتصاص بخار الماء خلال الليل وإطلاقه لجذور النباتات طوال النهار. يتأثر الجل بالحرارة، حيث يخزن بخار الماء عند انخفاضها ليلاً ويحرره عند ارتفاعها نهاراً. يتم تزويد جذور النباتات بمغذيات مثل كلوريد الكالسيوم الممزوج مع الجل الهلامي، مما يضمن تغذية النباتات أثناء الري.
بهذا الابتكار اي تربة ذكية يقدم الباحثون حل لمشكلة نقص المياه في العديد من المناطق الزراعية كما يقللون من الجهد اللازم للري والتسميد بفضل ميزات هذا الجل.
خطط مستقبلية للاستخدام تربة ذكية
يخطط الباحثون لتجربة مزج أسمدة مختلفة في الجل واستخدامه في مناطق زراعية متنوعة وعلى مدى فترات زمنية أطول ويعد هذا الجل حل واعد للمشاكل التي تواجه الكثير من الأراضي الزراعية حيث يوفر في المياه والأسمدة ويزيد من إنتاجية التربة في آنٍ واحد.
وفي إطار سعيهم لتحقيق نتائج أفضل يعمل الباحثون على تطوير أنواع جديدة من الجل الهلامي لزيادة فعالية امتصاص وتخزين المياه وتشمل هذه الأنواع مركبات كيميائية جديدة تحسن من قدرة الجل على الاحتفاظ بالرطوبة لفترات أطول مما يتيح للنباتات البقاء منتعشة حتى في فترات الجفاف.
إمكانيات الزراعة الحضرية والعمودية
يبحث الفريق في إمكانية استخدام هذا الجل في الزراعة العمودية والزراعة في المناطق الحضرية حيث يمكن أن يساهم في تحسين إنتاج المحاصيل في الأماكن ذات المساحات المحدودة فإذا نجحت هذه الأبحاث فقد تحدث ثورة في طرق الزراعة التقليدية وتفتح آفاق جديدة للزراعة المستدامة.
من جهة أخرى يقوم الباحثون بدراسة تأثير هذا الجل على التربة ذكية على المدى الطويل بما في ذلك تأثيراته على التركيبة الكيميائية للتربة والحياة الميكروبية فيها ويهدفون إلى ضمان أن تكون هذه الابتكارات آمنة بيئي ولا تسبب أي أضرار محتملة على النظام البيئي.
اهتمام عالمي بابتكار تربة ذكية
تلقى هذا الابتكار اهتمام كبير من قبل المزارعين والمنظمات الزراعية في جميع أنحاء العالم حيث يمكن أن يسهم في حل جزء كبير من مشاكل الزراعة التقليدية مثل استهلاك المياه الزائد وتكاليف التسميد المرتفعة ويمكن أن يكون هذا الحل جزء من استراتيجية أكبر لتحقيق الأمن الغذائي العالمي وتحسين استدامة الزراعة.