أصدرت السلطات التركية قرارًا بحظر منصة المراسلة الفورية “ديسكورد” استنادًا إلى حكم قضائي، بعد تحقيقات كشفت أن المنصة تُستخدم لتسهيل ارتكاب جرائم خطيرة، بما في ذلك استغلال الأطفال جنسيًا وتداول محتوى ضار.
تركيا تحظر منصة ديسكورد لحماية الأطفال والشباب من المحتوى الضار
تأتي هذه الخطوة عقب حادثة أثارت جدلًا واسعًا في تركيا، حيث قُتلت امرأتان في إسطنبول، وانتشرت تقارير تُفيد بأن بعض مستخدمي “ديسكورد” قاموا بالإشادة بالجريمة. هذا الأمر أثار استياءً كبيرًا لدى الحكومة والمجتمع التركي، مما دفع إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنصة.
تركيا تحظر منصة ديسكورد لحماية الأطفال والشباب من المحتوى الضار
تعليق الحكومة التركية: رفض التعاون الأمني
وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أوضح أن السبب الرئيسي وراء الحظر هو عدم قدرة وحدات الأمن التركية على مراقبة محتوى المنصة بفعالية، خاصة مع رفض “ديسكورد” مشاركة بيانات حساسة مثل عناوين الـ IP. وأكد أن المنصة لم تُظهر تعاونًا فيما يتعلق بتقديم المعلومات اللازمة للتحقيق في الجرائم، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار الحظر.
من جانبه، أشار وزير العدل التركي، يلماظ تونج، إلى أن حماية الأطفال والشباب من المحتوى الضار في “ديسكورد” كان الدافع الأساسي وراء الحظر. وشدد المسؤولون الأتراك على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الحفاظ على أمان المستخدمين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا.
تركيا ليست الوحيدة: حظر مماثل في روسيا
لم تكن تركيا الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الإجراء ضد “ديسكورد”. فقد قامت روسيا أيضًا بحظر المنصة مؤخرًا للأسباب ذاتها، مشيرة إلى استخدام المنصة في نشر محتويات غير قانونية وفشلها في الامتثال لطلبات حذف المواد المحظورة.
في بيانٍ لها، أكدت الشركة أنها على دراية بالتقارير المتعلقة بعدم إمكانية الوصول إلى منصتها في تركيا وروسيا، وأن فريقها يعمل على التحقيق في هذه التقارير.
تاريخ الحظر الرقمي في تركيا
تركيا ليست غريبة على حظر المنصات الرقمية، فقد سبق لها حظر منصات عدة مثل “إكس” (تويتر سابقًا)، “فيسبوك”، و”يوتيوب”. وفي أغسطس الماضي، تم حظر “إنستاجرام” دون تفسير واضح من الحكومة، كما تم فرض حظر على منصة الألعاب “روبلوكس” بسبب مخاوف تتعلق بالمحتوى الموجّه للأطفال.
منصة ديسكورد: من مجتمع الألعاب إلى أداة للتواصل الاجتماعي
تُعد ديسكورد منصة تواصل اجتماعي تتيح للمستخدمين التواصل الصوتي والنصي ومكالمات الفيديو. ورغم أنها أُنشئت في البداية لخدمة مجتمع الألعاب الإلكترونية، إلا أنها تحوّلت إلى منصة شاملة يستخدمها مختلف الفئات لتكوين المجتمعات الافتراضية.