نجحت ناسا في إطلاق تلسكوب جيمس ويب JWST بقيمة 10 مليار دولار، والذي طال انتظاره حيث خلال جميع الأوقات التي يتم تحديدها لإطلاق التلسكوب بها يحدث أمر يمنع من إطلاقه في موعده.
تلسكوب جيمس ويب يحلق في سماء الفضاء
أخيرًا وبعد انتظار طال أَمدُه تمكنت ناسا من إطلاق تلسكوب جيمس ويب على متن صاروخ Ariane 5 من غويانا الفرنسية من ميناء كورو، وسيكون الإطلاق احتفالًا بالسنة الجديدة في 25 ديسمبر.
بعد إعلان ناسا عن موعد إطلاق التلسكوب الجديد أضافت أن مدة إطلاق التلسكوب 32 دقيقة بداية من الساعة 7:30صباحًا حسب توقيت شرق الولايات المتحدة (12:20 بتوقيت جرينتش).
الرياح العالية لها هدف كبير في نجاح مهمة الإطلاق حيث في حالة فشل الإطلاق ستعمل الرياح على عدم الوقوع مرة أخرى، وسيستغرق الصاروخ أريان فايف كما متوقع 27 دقيقة خلال الصعود.
سيذهب التلسكوب بعيدًا عن الأرض وفي عكس اتجاه الشمس بمسافة 1.5 مليون كم، وهي رحلة طويلة من المتوقع أن تستغرق شهر بأكمله، وعند هذه المسافة يكون تلسكوب جيمس ويب بلغ نقطة يطلق عليها لاغرانج L2.
ظهر لأول مرة التلسكوب في نهاية التسعينيات ولكن باسم تلسكوب الفضاء الجيل التالي، وبداية من 2004 بدأ العمل على بناء التلسكوب، ومن حينها يعمل فنيين وعلماء ومهندسين من 14 دولة لبناء التلسكوب.
أهم مواصفات التلسكوب
أكثر ما يميز التلسكوب بعيدًا عن حجمه الضخم هو المرآة الضخمة التي يبلغ طولها 6.5 متر لتستطيع جمع أي ضوء منبعث من أي شيء تراقبه، وكلما ازداد الضوء الذي تجمعه المرآة كلما زادت دقت وتفاصيل الشيء الذي تراقبه.
مرآة التلسكوب أثناء فترة الاختبار
تتكون المرآة من 18 قطعه سداسية الشكل مطلية بالذهب، وكل قطعة سداسية يبلغ قطرها 1.32 متر، وحسب تصريح ناسا فإن المرآة هي الأكبر التي صنعتها طوال تاريخها.
بسبب حجم المرآة الضخم واجهت ناسا مشكلة جديدة، حيث لم يتسع الصاروخ لحجم المرآة، وهذا الأمر حير ناسا لفترة من الوقت.
كان الحل يكمن في تصميم تلسكوب جيمس ويب ليكون عبارة عن سلسلة من الأجزاء التي تنطبق على بعضها بأسلوب الأوريغامي ليصل حجمها ل 5 أمتار مما يجعل التلسكوب مناسب لوضعه في الصاروخ.
أسباب تأجيل إطلاق التلسكوب
تختلف أسباب تأجيل إطلاق التلسكوب حيث تم تحديد مواعيد مختلفة لإطلاقه ولكن جميعها لم يتم إطلاق التلسكوب بها، وهذه المواعيد هي:
مارس: تم تأجيله لشهر أكتوبر بسبب جائحة فيروس COVID-19.
18 ديسمبر: تم تأجيله مرتين خلال الشهر أحدهما بسبب اهتزاز المرصد نتيجة الإطلاق الغير مخطط له بالكامل لفرقة المشبك.
24 ديسمبر: تم إعلان في 14 ديسمبر أن الإطلاق لن يحدث قبل هذا الموعد بسبب وجود مشكلة في الاتصالات بين نظام الإطلاق الخاص بالمركبة والمرصد.
16 ديسمبر: صرح المدير المساعد لناسا أنه تم إصلاح مشكلة الاتصال، وأن JWST كان تحت الاختبارات النهائية.
مراحل فتح التلسكوب
أول مرحلة تبدأ بعد مرور 33 دقيقة من الإقلاع، وهنا يبدأ تلسكوب جيمس ويب بفتح ألواحه الشمسية، وبعد ذلك سيتم أول حرق بغرض تصحيح منتصف المسار، وهذه العملية تحدث بعد الإقلاع ب 12.5 ساعة.
سيتم بدء فتح حاجب الشمس بعد مرور 3 أيام من وقت الإطلاق، وسيتم فتح لوحتين على طرفي المركبة الفضائية يتجهان لأسفل مع فتح درع الشمس الموجود بداخلهم، وهذا بعد 2 يوم من الإطلاق.
بعد مرور 8 أيام سيكون تم الانتهاء من جميع مراحل نشر حاجب الشمس لتبدأ مرحلة نشر المرآة الضخمة بعد يومين من انتهاء مرحلة نشر حاجب الشمس.
تبدأ المرحلة الجديدة بتمدد حامل بثلاث قوائم لدعم المرآة الثانوية، وهنالك جناحان يحمل كلاهما ال 18 قطعة السداسية بالتساوي، وبعد 13 يوم سيكون تم الانتهاء من نشر التلسكوب.
تبدأ أجهزة تلسكوب جيمس ويب بالعمل بعد مرور شهر من انتهاء نشر التلسكوب، وسيتم تبريد الأجهزة حتى تصل لدرجة حرارة التشغيل خلال فترة تستغرق 6 أشهر من وقت الإطلاق.
عمليات النشر الأولية مهمة جدًا وخطيرة، حيث قال مايك مينزل المهندس المسؤول عن أنظمة المهام الأساسية أن 80% من حالات الفشل مرتبطة بمراحل النشر.
خلال مراحل النشر إذا حدث أي شيء بشكل خاطئ، فإن هنالك عدة حلول لحل المشكلة منها إرسال أمر بالنشر من جديد ومراقبة القياس للبحث عن أي إشارة تدل على الخطأ.
التلسكوب مزود بهوامش مبردة تستطيع امتصاص جزء من المشكلات المرتبطة بنشر حاجب الشمس حيث من الممكن وجود حرارة زائدة تؤدي إلى إحداث مشاكل عديدة في التلسكوب.
قال مدير المشروع أن مرحلة استخدام التلسكوب ودرع الشمس من المراحل الخطيرة من الطيران.
ماذا سيفعل التلسكوب؟
تلسكوب جيمس ويب من المتوقع أن يكون خليفة هابل، وتم إطلاقه يوم السبت الموافق 25 ديسمبر، ويعتبر التلسكوب هو الأكبر من نوعه ومن المتوقع أن يساعد العلماء في اكتشاف خبايا الكون وأسراره.
التلسكوب تم بناؤه ليسبق هابل في إنجازاته العظيمة حيث من المخطط أن يتعمق في الكون بصورة أعمق من هابل وكشف أحداث الماضي التي مر عليها أكثر من 13.5 مليار عام، حيث ستعمق لكشف تفاصيل الانفجار العظيم.
ظل هابل يعمل بشكل رائع على مدار 30 عام، ولكن شيخوخة التلسكوب أدت ناسا إلى التفكير في صنع تلسكوب أقوى ليأخذ مكان التلسكوب بل ويتفوق عليه.
دفعت قدرات التلسكوب الكبيرة إلى بناء أمل لدى العلماء في إيجاد حياة بعيدًا عن الأرض، واكتشاف الأجزاء التي يخفيها الفضاء، ودراسة الكواكب الخارجية وتكوين غلافها الجوي.
يكمن الاختلاف الأساسي بين تلسكوب جيمس ويب وتلسكوب هابل في قدرة جيمس على الرؤية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، ليستطيع اكتشاف الضوء غير المرئي.