وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته وبنك سبيربنك، وهو أكبر بنك في روسيا، لتعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة استنادًا لتعليمات نُشرت على الموقع الرسمي للكرملين، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز.
روسيا تعزز تعاونها مع الصين في الذكاء الاصطناعي للتغلب على التحديات التقنية
يأتي هذا التحرك في ظل العقوبات الغربية التي فرضت قيودًا صارمة على وصول روسيا إلى التقنيات الحيوية، مما أثر بشكل كبير على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. نتيجة لهذه العقوبات، توقفت كبرى شركات تصنيع الرقاقات في العالم عن التصدير إلى روسيا، ما أدى إلى عرقلة طموحاتها في هذا المجال.
روسيا تعزز تعاونها مع الصين في الذكاء الاصطناعي للتغلب على التحديات التقنية
تحديات الحصول على رقاقات الذكاء الاصطناعي
أقر الرئيس التنفيذي لسبيربنك، جيرمان جريف، في عام 2023 بأن وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، التي تعد حجر الأساس في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أصعب المعدات التي تواجه روسيا صعوبات في تأمينها. وتتحكم دول مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، كوريا الجنوبية، وتايوان في صناعة وتطوير هذه الرقاقات.
يسعى التعاون الروسي الصيني إلى مواجهة الهيمنة الأمريكية في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر من أكثر المجالات تطورًا وأهمية في القرن الحادي والعشرين. كما أن هذه الشراكة تأتي في إطار خطط روسيا لتوسيع التعاون مع دول مجموعة بريكس وغيرها، بما في ذلك إعلان بوتين في ديسمبر الماضي عن إنشاء شبكة تحالف الذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى جمع خبراء من هذه الدول لتعزيز الابتكار.
رغم هذه الجهود، تحتل روسيا حاليًا المرتبة الحادية والثلاثين من بين 83 دولة في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن مؤسسة Tortoise Media البريطانية. تتأخر روسيا بشكل كبير عن الولايات المتحدة والصين، وحتى عن دول بريكس الأخرى مثل الهند والبرازيل، من حيث الابتكار والاستثمار في هذا المجال.
من خلال تعزيز تعاونها مع الصين ودول غير غربية، تحاول روسيا تقليص الفجوة التقنية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواكبة التقدم العالمي، مع التركيز على الاستقلالية التقنية في مواجهة التحديات.