في خطوة تهدف إلى توسيع قدراتها التقنية وتعزيز منافستها مع الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة علي بابا عن إطلاق أكثر من 100 نموذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر. تأتي هذه النماذج تحت اسم “Qwen 2.5″، وقد تم تصميمها لتلبية احتياجات متنوعة تشمل قطاعات مثل السيارات، الألعاب، والبحث العلمي.
علي بابا تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق نماذج مفتوحة المصدر
النماذج الجديدة التي طورتها علي بابا، والمعروفة باسم Qwen 2.5، تتميز بقدرات متقدمة في مجالات مثل الرياضيات والبرمجة. تم تدريب هذه النماذج على كميات ضخمة من البيانات لتكون قادرة على فهم المطالبات وتوليد النصوص والصور، مما يجعلها أداة قوية ومرنة للاستخدام في تطبيقات متعددة.
علي بابا تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق نماذج مفتوحة المصدر
المصدر المفتوح: فرصة للجميع
اختارت علي بابا تبني نموذج المصدر المفتوح لتتيح للباحثين والأكاديميين والشركات من مختلف أنحاء العالم استخدام هذه النماذج دون الحاجة إلى تدريب أنظمة جديدة، مما يوفر الوقت والتكاليف. وتهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى زيادة تبني نماذجها من قبل المطورين والمؤسسات، وتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي.
تسعى علي بابا إلى منافسة عمالقة التكنولوجيا المحليين والدوليين مثل هواوي، بايدو، مايكروسوفت، وجوجل، إضافة إلى OpenAI. وبفضل إطلاق نماذج Qwen 2.5، تدخل علي بابا في منافسة مباشرة مع نماذج مثل Llama من ميتا و GPT4 من OpenAI.
نماذج مغلقة ومفتوحة: استراتيجية مزدوجة
على الرغم من التركيز الكبير على النماذج المفتوحة المصدر، لم تتجاهل علي بابا تطوير نماذج مغلقة المصدر. فقد قامت الشركة أيضًا بتحديث نموذجها الرائد Qwen-Max، الذي يعتبر غير مفتوح المصدر، وتقدمه من خلال خدمات الحوسبة السحابية التي توفرها للشركات. وتدعي علي بابا أن Qwen-Max 2.5 قد تفوق في اختبارات على منافسين كبار في مجالات مثل المنطق وفهم اللغة.
من بين الابتكارات الجديدة التي أطلقتها علي بابا، أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحويل النص إلى فيديو. تتيح هذه الأداة للمستخدمين إدخال نصوص لتقوم النماذج بإنشاء مقاطع فيديو بناءً على تلك النصوص، ما يفتح آفاقًا جديدة في مجال إنشاء المحتوى.
الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
أكد إيدي وو، الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، أن الشركة تستثمر بكثافة غير مسبوقة في مجال البحث والتطوير لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعكف على بناء بنية تحتية عالمية لتلك التقنيات. تأتي هذه الجهود في ظل سعي وو لتنشيط نمو الشركة العملاقة، التي تواجه تحديات من بينها تباطؤ الاستهلاك في الصين وتزايد المنافسة.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، تأمل علي بابا أن تسهم عروضها في تعزيز قسم الحوسبة السحابية، الذي كان يعاني من تباطؤ لكنه أظهر بوادر نمو خلال الربع الثاني من العام الحالي. الشركة تسعى لجذب المزيد من العملاء، سواء داخل الصين أو خارجها، للاعتماد على خدماتها السحابية المدعومة بنماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.