هبطت كبسولة ستارلاينر بنجاح في ميناء وايت ساندز الفضائي بنيو مكسيكو فجر يوم 7 سبتمبر، بعد انفصالها عن محطة الفضاء الدولية. تحمل الكبسولة اسم “كاليبسو” وعادت إلى الأرض دون طاقم بشري، على الرغم من إطلاقها مع رائدي الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور. ورغم التحديات التقنية التي واجهتها الرحلة، تمكنت الكبسولة من إنهاء مهمتها بنجاح كبير، مما يمثل خطوة مهمة في تطوير برامج الفضاء التجارية.
عودة كبسولة ستارلاينر بنجاح إلى الأرض رغم التحديات التقنية
اتخذت ناسا قرارًا في أواخر أغسطس بإعادة رائدي الفضاء على متن كبسولة سبيس إكس دراجون في فبراير المقبل لأسباب أمنية، وذلك بعد ظهور بعض المشكلات التقنية في نظام الدفع الخاص بكبسولة ستارلاينر. اقتصرت مشاركة ويليامز وويلمور في الرحلة على دعم رحلة العودة ومراقبتها من محطة الفضاء الدولية، بينما تم تأجيل عودتهما إلى الأرض حتى تكون جميع التدابير الأمنية قد اكتملت لضمان سلامتهما.
واجهت الرحلة تحديات تقنية ملحوظة، أبرزها تسرب الهيليوم من وحدة الخدمة الخاصة بكبسولة ستارلاينر، إضافة إلى خلل في بعض المحركات الدافعة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل المهندسين الذين أجروا اختبارات دقيقة على مدى ثلاثة أشهر، قررت ناسا إعادة كبسولة ستارلاينر دون طاقم بشري لضمان السلامة، حيث لم تكن واثقة تمامًا من أداء المحركات الدافعة في الظروف الجوية الصعبة التي قد تواجهها أثناء الهبوط.
عودة كبسولة ستارلاينر بنجاح إلى الأرض رغم التحديات التقنية
التعامل مع التحديات وتفويض ناسا لقيادة المهمة
خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الهبوط الناجح، غابت شركة بوينغ عن الحديث، وتركت الأمر لممثلي ناسا الذين قاموا بالتحدث عن المهمة. أكد المسؤولون الثلاثة من ناسا أن بوينغ فوضت الوكالة لتمثيل المهمة، ما يدل على التزام الشركة بالعمل عن كثب مع ناسا في تحقيق الأهداف المرسومة للمهمة. كما أشاد المسؤولون بنجاح عملية الإرساء والهبوط الدقيق في نيو مكسيكو، مؤكدين أن المهمة حققت بين 85% و90% من أهدافها، رغم التحديات التقنية.
الخطوات المستقبلية لتحليل البيانات وتحسين الأداء
ستستغرق عودة الكبسولة “كاليبسو” إلى مركز ناسا حوالي أسبوعين، حيث سيبدأ فريق المهندسين في تحليل البيانات التي تم جمعها خلال المهمة. ستسهم هذه البيانات في تحسين المركبة ومعالجة المشكلات التقنية التي ظهرت. ومع ذلك، لن يتمكن الفريق من فحص المحركات الدافعة المتضررة بشكل مباشر، حيث تم التخلص من وحدة الخدمة التي تحتويها خلال العودة إلى الأرض. لكن، أوضحت ناسا أن سبب الخلل يعود إلى ارتفاع حرارة معدات الدفع أكثر من المتوقع أثناء الطيران، وهو أمر ستعمل عليه الفرق التقنية في المستقبل.
أكد ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في ناسا، أن المشكلات التقنية التي واجهتها كبسولة ستارلاينر ليست مستعصية، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت لمعالجتها بشكل نهائي. وعلى الرغم من التحديات التي ظهرت خلال الرحلة، شدد على أن هذه التجارب هي جزء أساسي من تطور المركبات الفضائية وأن الأمور لا تسير دائمًا وفقًا للتخطيط في الرحلات التجريبية.
بينما تتعامل ناسا مع التحديات التقنية التي ظهرت في كبسولة ستارلاينر، تستعد الوكالة لمهمات أخرى. من المقرر أن تعود مركبة SpaceX Crew-8 إلى الأرض في نهاية سبتمبر، بينما سيتم إطلاق مهمة Crew-9 في وقت لاحق. ومن المتوقع أن تحمل Crew-9 رائدي فضاء فقط بدلًا من الأربعة المعتادين، لترك مساحة لعودة ويليامز وويلمور في فبراير 2025 على متن كبسولة سبيس إكس دراجون.