الذكاء الاصطناعي

كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل دراسة الطيور المهاجرة وحمايتها

Published

on

تقطع مليارات الطيور سنويًا مسافات هائلة عبر القارات والمحيطات، محققة توازنًا بيئيًا بالغ الأهمية. ورغم دورها الكبير في تلقيح النباتات، ونشر البذور، والسيطرة على الآفات، تواجه الطيور تحديات متزايدة مثل فقدان الموائل الطبيعية، والتغير المناخي، والتمدن السريع. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يُحدث ثورة في دراسة أنماط هجرة الطيور، مما يعزز الجهود المبذولة لحمايتها.

كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل دراسة الطيور المهاجرة وحمايتها

تلعب الطيور المهاجرة دورًا حيويًا في استقرار النظم البيئية، حيث تعمل كـ”مؤشرات بيئية” على صحة الكوكب.

كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل دراسة الطيور المهاجرة وحمايتها

  • مثال على أهميتها:
    • انخفاض أعداد طائر السنونو يُظهر نقص الموائل الطبيعية والحشرات.
    • هجرة طائر الخرشنة القطبية لمسافات تصل إلى 40 ألف كيلومتر تساعد في دراسة صحة النظم البيئية القطبية.

وبما أن الطيور المهاجرة تنتقل غالبًا في الليل، أصبحت المراقبة الصوتية أداة أساسية لدراستها. حيث تتميز كل طائر بـ”بصمة صوتية” فريدة يمكن استخدامها لتحديد الأنواع المهاجرة ومتابعة حركتها.

الذكاء الاصطناعي في تحليل أصوات الطيور

ظهرت تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتحسين دراسة حركة الطيور المهاجرة. ومن أبرز هذه الأدوات:

BirdVoxDetect

  • وظيفتها:
    • طورها مختبر كورنيل لعلم الطيور وجامعة نيويورك.
    • تتيح تحديد وتصنيف أصوات الطيور بدقة، حتى في البيئات المليئة بالضوضاء.
  • مميزاتها:
    • تصفية الأصوات الخلفية مثل المطر وضوضاء السيارات.
    • تحليل آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية بتكلفة منخفضة.
    • المرونة في التكيف مع مناطق جديدة باستخدام بيانات تدريب محدودة، مما يجعلها مثالية لدراسة الطيور في بيئات مثل غابات الأمازون.
  • واتساب تختبر تبويبًا جديدًا مخصصًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي

BirdNET

  • وظيفتها:
    • مصممة للعلماء وهواة الطيور، تتيح تسجيل أصوات الطيور باستخدام الهواتف الذكية.
    • تُعرّف المستخدمين على الأنواع المميزة للأصوات الملتقطة في وقت قصير.
  • دورها في المشاركة المجتمعية:
    • خلال فعالية Global Big Day 2024، ساعدت في التعرف على أكثر من 900 نوع من الطيور، مما يعزز مساهمة الأفراد في حماية البيئة.

الذكاء الاصطناعي وجهود الحفاظ على الطيور

يُسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير استراتيجيات فعالة لحماية الطيور المهاجرة، ومنها:

برامج إطفاء الأنوار:

  • تُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتقليل اصطدام الطيور بالمباني أثناء مواسم الهجرة.
  • حققت مدينة شيكاغو نجاحًا ملموسًا بهذا البرنامج، حيث انخفضت حوادث اصطدام الطيور بشكل كبير.

تعزيز حماية الموائل الطبيعية:

 

آفاق جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي

لم تعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي مقتصرة على دراسة الطيور المهاجرة فحسب، بل توسعت لتشمل دراسة أنواع أخرى من الحيوانات مثل الخفافيش والحيتان. كما تسهم في جمع وتحليل بيانات ضخمة بسرعة ودقة، ما يتيح اتخاذ قرارات مبنية على أدلة علمية.

أحدث الذكاء الاصطناعي طفرة نوعية في دراسة الطيور المهاجرة وحمايتها، بفضل أدوات مثل BirdVoxDetect وBirdNET. هذه التقنيات توفر رؤى دقيقة عن حركة الطيور وسلوكها، مما يعزز الجهود العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي. ويمثل استخدام الذكاء الاصطناعي خطوة نحو مستقبل أكثر استدامة يعكس التزامًا بحماية الكائنات الحية وأنظمتها البيئية.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Trending

Exit mobile version