تخوض شركة “تيك توك” اليوم أولى جلساتها القضائية أمام المحاكم الأميركية في محاولة لحماية وجودها في أكبر أسواقها، وهو الولايات المتحدة. يأتي ذلك بعد صدور قانون جديد من الحكومة الأميركية يلزم الشركة ببيع عملياتها في البلاد إلى مالك غير صيني أو مواجهة حظر شامل. هذا القانون، الذي تم إصداره في أبريل الماضي، يهدف إلى حماية الأمن القومي الأميركي حسب ما تدعي السلطات.
معركة قانونية جديدة تهدد بقاء تيك توك في الولايات المتحدة
ورغم الضغط الكبير من الولايات المتحدة، رفضت الشركة المالكة لـ “تيك توك”، ByteDance، والتي تتخذ من بكين مقرًا لها، الامتثال لهذا القرار، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية غير مرجح أن توافق على بيع الشركة لجهة أجنبية. الشركة الصينية تعتبر أن الحظر المقترح ينتهك حقوقها، مستندة إلى مبدأ حرية التعبير الذي يكفله الدستور الأميركي.
معركة قانونية جديدة تهدد بقاء تيك توك في الولايات المتحدة
التهديدات الأمنية والأسباب الحكومية
الحكومة الأميركية تبرر موقفها بأن “تيك توك” قد يُستخدم كأداة للتلاعب بالمحتوى المتداول على المنصة، مما يمكن أن يؤثر على الرأي العام الأميركي ويثير مخاوف تتعلق بالأمن الرقمي والخصوصية. ووفقًا لمزاعمها، فإن التطبيق قد يسمح بنقل بيانات المستخدمين الأميركيين إلى جهات حكومية في الصين، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.
“تيك توك” يدافع عن موقفه بأن التطبيق أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة الرقمية لـ 170 مليون مستخدم أميركي، خاصة من الجيل الجديد. ويعتمد دفاع الشركة على فكرة أن قرار الحظر ينتهك الحقوق الأساسية للمستخدمين في حرية التعبير والتواصل عبر المنصات الرقمية.
الانعكاسات المحتملة على العلاقات الأميركية الصينية
تأتي هذه المعركة القانونية في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين حول الدور المتزايد للتكنولوجيا الصينية في الأسواق الأميركية. من المتوقع أن يستمر النزاع القضائي لفترة طويلة، وقد يؤدي إلى تصعيد إضافي في العلاقات بين واشنطن وبكين. ومع تصاعد الموقف القانوني، يظل مصير “تيك توك” في الولايات المتحدة مجهولًا، إذ قد يؤثر الحكم النهائي على مستقبل الشركة في واحدة من أكبر أسواقها.
بينما تنتظر الأطراف المختلفة نتائج هذه القضية الحاسمة، تأمل “تيك توك” في أن تتمكن من تجاوز هذه العقبة القانونية والحفاظ على وجودها القوي في الولايات المتحدة. هذه المعركة ليست فقط حول التطبيق نفسه، بل تعتبر جزءًا من صراع أوسع حول الهيمنة التكنولوجية والسياسية بين القوى العالمية.