مع اقتراب موعد إطلاق سلسلة آيفون 16 المتوقع في 20 سبتمبر، يطرح العديد من المحللين تساؤلات حول ما إذا كانت أسعار الهواتف الجديدة ستشهد زيادة مقارنة بالجيل السابق. تأتي هذه التوقعات في ظل التحديات المتزايدة في السوق وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى معادلة الأسعار.
وفقًا للتقارير الأخيرة، شهدت تكلفة مكونات آيفون 15 ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالجيل السابق. فعلى سبيل المثال، بلغت تكلفة إنتاج آيفون 15 برو ماكس 558 دولارًا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12% عن تكلفة إنتاج الطراز السابق. كما ارتفعت تكلفة الطرازات الأخرى بمتوسط يتراوح بين 8% و16%، مما يشير إلى ضغوط مالية كبيرة تواجهها الشركة.
على الرغم من هذه الزيادة في التكاليف، حافظت آبل على أسعار البيع دون تغيير العام الماضي، وهو ما يعكس استراتيجيتها في محاولة لامتصاص الزيادات دون تحميل المستهلكين عبءًا إضافيًا. ومع ذلك، تشير شركة فوماهوت تكنو سوليوشنز اليابانية إلى أن استمرارية آبل في امتصاص هذه الزيادات قد تؤثر سلبًا على أرباحها، مما قد يضطرها لرفع الأسعار هذا العام.
هل سترتفع أسعار آيفون 16 مقارنةً بالجيل الماضي؟
ومن العوامل الأخرى التي قد تدفع نحو زيادة الأسعار تحسين الذاكرة العشوائية في الطرازات العادية إلى 8 جيجابايت، بالإضافة إلى التحسينات المتوقعة في مميزات الذكاء الاصطناعي. كل هذه التحديثات قد تساهم في زيادة التكاليف الإجمالية وتؤثر على قرار التسعير.
رغم التحديات، تواجه آبل أيضًا عوامل قد تعرقل رفع الأسعار، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة عالميًا وتراجع المبيعات في بعض الأسواق الآسيوية، بما في ذلك الصين. كما أن التصميم المتوقع لآيفون 16 لن يشهد تغييرات كبيرة مقارنةً بالجيل السابق، مما يجعل من الصعب تبرير أي زيادة في السعر.
لخفض التكاليف، بدأت آبل في إنتاج طرازات آيفون 16 برو في الهند لأول مرة، مما قد يوفر حوالي 10% من تكاليف الإنتاج. ولكن، قد لا ينعكس هذا التوفير بشكل ملحوظ على سعر المستهلك بسبب الضرائب وتكاليف المكونات.
تتوقع بعض التقارير أن آبل قد تعتمد على استراتيجية مماثلة لتلك التي استخدمتها مع آيفون 15 برو ماكس العام الماضي، حيث ألغت خيار التخزين الأقل (128 جيجابايت)، مما أدى إلى زيادة سعر الفئة الأقل في السلسلة. قد تطبق هذه الاستراتيجية على كلا طرازي آيفون 16 برو وآيفون 16 برو ماكس هذا العام، بحيث يبدأ كلاهما من 256 جيجابايت.
رغم هذه التحديات، إذا حافظت آبل على السعر الحالي للطراز العادي الذي يبلغ 799 دولارًا، فقد يتم تسعير آيفون 16 بنفس سعر آيفون 12 الذي أُطلق في عام 2020.
في النهاية، يظل السؤال قائماً: هل ستتمكن آبل من تحقيق التوازن بين التكاليف المتزايدة والحفاظ على جاذبية أسعارها في سوق الهواتف الذكية المتنافس؟