شهد الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل روبوتات الدردشة وأدوات إنشاء الصور والفيديوهات، انتشارًا واسعًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحافة. وقد أثار هذا التقدم تساؤلات حول مدى شفافية المؤسسات الإعلامية في استخدام هذه التقنية، وتأثيره على ثقة الجمهور.
أظهرت دراسة حديثة، استنادًا إلى ثلاث سنوات من الأبحاث في أستراليا وست دول أخرى، أن 25% فقط من الجمهور يدركون أنهم استهلكوا محتوى إخباريًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي، بينما لم يكن 50% متأكدين من ذلك. يشير هذا إلى نقص الشفافية من قبل المؤسسات الإخبارية، مما قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الجمهور والصحافة.
هل يؤثر الذكاء الاصطناعي على ثقة الجمهور بالصحافة
أهمية تحديد مصادر الأخبار:
تنوع المصادر: يؤثر نوع وعدد المصادر المستخدمة على موثوقية الأخبار.
تمثيل المجتمع: قد تعاني بعض المؤسسات من نقص في تمثيل فئات معينة.
تفاوت التمثيل: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التحيزات المجتمعية إذا لم يُستخدم بحذر.
المجالات التي يفضل الجمهور استخدام الذكاء الاصطناعي فيها
يفضل الجمهور استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الخلفية مثل تفريغ المقابلات وتقديم أفكار للتغطية الصحفية، بدلاً من المهام الإبداعية أو التحريرية التي تتطلب حسًا بشريًا. كما أن مدى تقبل الجمهور لاستخدام الذكاء الاصطناعي يتغير بحسب طبيعة المهمة.
تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في اختيار الصور، كتابة العناوين، وتلخيص المقالات. لكنه قد يرتكب أخطاءً في تحديد الأشخاص أو تقديم معلومات غير دقيقة، مما قد يؤدي إلى التضليل الإعلامي.
أمثلة على أخطاء الذكاء الاصطناعي:
إنشاء أخبار كاذبة مثل تقارير غير صحيحة عن وفاة شخصيات بارزة.
نشر صور مزيفة، كما حدث مع صورة مفبركة للأميرين ويليام وهاري.
آراء الجمهور حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة
يكون الجمهور أكثر قبولًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التقنية، مثل تحسين الصور أو إضافة كلمات مفتاحية، لكنه يبدي تحفظًا تجاه استخدامه في تقديم الأخبار أو اتخاذ القرارات التحريرية. فهناك إجماع على أن الصحافة تحتاج إلى العنصر البشري للحفاظ على مصداقيتها.
دور الجمهور في ضمان الشفافية الإعلامية
يمكن للجمهور المساهمة في تعزيز الشفافية من خلال:
التحقق من سياسات المؤسسات الإعلامية حول استخدام الذكاء الاصطناعي.
مطالبة المؤسسات بالكشف عن مدى استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى.
يبقى الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تسهم في تحسين جودة الصحافة، لكنه قد يشكل تهديدًا إذا أُسيء استخدامه. من الضروري أن تعمل المؤسسات الإعلامية على تعزيز الشفافية، لضمان استمرار ثقة الجمهور بها.