في ظل تسارع الابتكارات التقنية، كشفت كبرى شركات التكنولوجيا عن أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة تعزز قدرات البحث والتحليل إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة ما يقدمه ChatGPT. تهدف هذه الأدوات إلى تمكين المستخدمين من الوصول إلى معلومات معمقة وتحويلها إلى تقارير احترافية بدقة وسرعة، ما يقلل من الوقت اللازم لإجراء أبحاث مطولة.
كانت Google أول من طرح أداة بحث عميق للجمهور، من خلال إصدار Gemini 1.5 Pro في ديسمبر 2024، القادرة على تحليل كم هائل من المصادر وصياغة تقارير غنية يمكن حفظها مباشرة في Google Docs. وفي مارس 2025، أُدمجت الأداة مجاناً في روبوت الدردشة “جيميني”، لتتطور لاحقاً في أبريل إلى نسخة 2.5 Pro ضمن باقة “Gemini Advanced” للمشتركين.
طرحت شركة Perplexity في فبراير 2025 أداتها للبحث العميق بالاعتماد على تقنيات GPT-4 و Bing. وتُقدم الأداة استعلامات مجانية يومية تصل إلى 5 استفسارات، مع إمكانية الوصول إلى 500 استعلام في النسخة المدفوعة. وتتميز بتصدير النتائج بعدة صيغ تناسب الباحثين، رغم بعض التحديات التقنية البسيطة.
Grok 3 من X: رؤية ماسك للبحث الذكي
في فبراير 2025، دخلت منصة X (تويتر سابقاً) سباق الذكاء الاصطناعي عبر أداة Grok 3 بإشراف إيلون ماسك. رغم أن إمكانية الوصول المجاني إليها محدودة، إلا أنها تقدم تحليلات اقتصادية وبيانية دقيقة. إلا أن محدودية المصادر وقلة الاستشهادات تبقى من أبرز عيوبها.
أطلقت شركة Anthropic في أبريل 2025 أداة بحث ذكية ضمن منصة Claude باستخدام نموذج Sonnet 3.7. تتيح الأداة تكاملاً مع تطبيقات الأعمال وتقدم نتائج دقيقة بصيغ جذابة مثل الملخصات والقوائم النقطية، إلا أنها تتوفر فقط للمشتركين في الباقات المدفوعة.
أضافت Microsoft قدرات بحث معمقة إلى مساعدها الذكي Copilot، المتاح مجاناً لمستخدمي Microsoft 365 بفضل شراكتها مع OpenAI. ورغم أن الأداة لا تقدم تقارير طويلة، إلا أنها توفر تحليلات دقيقة واستجابات مرنة بناءً على استفسارات المستخدم، مع إمكانية طرح أسئلة متابعة لتوسيع الفهم.
مع تنوع هذه الأدوات واختلاف ميزاتها، بات بإمكان المستخدمين من مختلف التخصصات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنجاز أعمالهم بسرعة وكفاءة، مما يعيد تعريف مفهوم البحث التقليدي ويقرّبنا أكثر من الذكاء الاصطناعي العام.