شهدت دول الخليج تطورًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تقريرًا صادرًا عن مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) كشف أن تحقيق الريادة العالمية في هذا المجال مرهون بتسريع تنفيذ الاستراتيجيات وسد الفجوة في الكفاءات البشرية، مشيرًا إلى أن الطموحات موجودة بقوة، ولكن التحديات العملية لا تزال كبيرة.
الذكاء الاصطناعي في الخليج من الطموح إلى الريادة عبر سد فجوة الكفاءات وتنفيذ الاستراتيجيات
أظهر التقرير أن الإمارات والسعودية تندرجان ضمن فئة “المنافسين” بفضل استراتيجيات وطنية طموحة واستثمارات في البنية الرقمية، بينما جاءت قطر، عمان، البحرين، والكويت ضمن فئة “الممارسين”، وهي دول أحرزت تقدمًا نسبيًا ولكنها بحاجة إلى خطوات أكبر لمنافسة الدول الرائدة.
الذكاء الاصطناعي في الخليج من الطموح إلى الريادة عبر سد فجوة الكفاءات وتنفيذ الاستراتيجيات
منهجية التقرير: مؤشر عالمي وتحليل شامل
استند التقرير إلى “المؤشر العالمي لجاهزية الذكاء الاصطناعي”، الذي يعتمد على إطار تحليلي شامل يُعرف بـ ASPIRE، ويقيّم ستة أبعاد رئيسية تشمل: الطموح، المهارات، السياسات، الاستثمار، البحث والتطوير، والمنظومة التقنية، اعتمادًا على أكثر من 30 مؤشرًا دقيقًا.
نقاط القوة والتحديات في استراتيجية الخليج للذكاء الاصطناعي
1. طموح مرتفع يقارب الدول المتقدمة
سجلت دول الخليج معدل 4.6 من 5 في بُعد الطموح، وهو ما يضعها في مصاف دول مثل الصين وسنغافورة، مدعومة باستراتيجيات وطنية مثل رؤية السعودية 2030 واستراتيجية الإمارات 2031، إضافة إلى مبادرات محلية في قطر، عمان، والكويت.
2. بنية تحتية رقمية متقدمة
الإمارات تمتلك 35 مركز بيانات وتتفوق في الإنفاق السحابي للفرد، في حين تستثمر السعودية، عُمان، والكويت في شراكات استراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا لتوسيع قدراتها السحابية.
رغم إطلاق صناديق استثمارية ضخمة في السعودية والإمارات، إلا أن رأس المال المغامر لا يزال في بداياته، وناتج البحث العلمي لا يرتقي بعد لمستوى الدول المتقدمة.
4. فجوة الكفاءات تشكل عقبة مستمرة
عدد المتخصصين لا يزال محدودًا، مع نحو 7000 متخصص في الإمارات و5000 في السعودية، مقارنة بـ 40 ألفًا في ألمانيا. بعض الدول مثل قطر وعُمان لم تنجح بعد في بناء منظومات ذاتية للاعتماد على الكفاءات المحلية.
5. التحدي الأكبر: الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ
أكد التقرير أن العوائق الحقيقية تكمن في تنفيذ الاستراتيجيات وتحويل الطموح إلى واقع ملموس من خلال التركيز على تطوير الكفاءات، دعم البحث، وزيادة التمويل.
بدأت شركة جوجل باختبار ميزة جديدة على منصة يوتيوب تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تقديم ملخصات مرئية ذكية لمقاطع الفيديو، وذلك على غرار ميزة “AI Overviews” التي طُبقت مؤخرًا في نتائج بحث جوجل.
يوتيوب يدخل عصر البحث الذكي اختبارات أولية لميزة الملخصات بالذكاء الاصطناعي
الميزة التي لا تزال في المرحلة التجريبية حاليًا، متوفرة لدى عدد محدود من مشتركي يوتيوب بريميوم في الولايات المتحدة، وتعتمد على تقنيات روبوت الذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل. حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد أكثر الأجزاء المفيدة في مقاطع الفيديو استنادًا إلى استفسارات المستخدم، لا سيما عند البحث عن مراجعات المنتجات أو الأماكن السياحية.
يوتيوب يدخل عصر البحث الذكي اختبارات أولية لميزة الملخصات بالذكاء الاصطناعي
دعم ذكي لنتائج البحث
أوضحت جوجل عبر منتدى مجتمع يوتيوب أن الذكاء الاصطناعي سيُبرز أجزاءً محددة من الفيديوهات ذات الصلة بأسئلة المستخدم، مثل:
“أفضل سماعات لعزل الضوضاء”
“أبرز المتاحف في سان فرانسيسكو” وبذلك تُسهّل الميزة على المستخدم الوصول السريع للمعلومة دون مشاهدة الفيديو كاملًا.
رغم الفائدة التقنية الواضحة، تُثار مخاوف بين صنّاع المحتوى من أن تؤدي هذه الميزة إلى انخفاض في عدد المشاهدات المباشرة، كما حدث مع ميزة “AI Overviews” في بحث جوجل، والتي أثارت جدلًا واسعًا حول تراجع عدد زيارات المواقع الإلكترونية.
أتاحت جوجل للمستخدمين إبداء رأيهم في المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي من خلال زر “الإعجاب” أو “عدم الإعجاب”، وذلك بهدف جمع تقييمات تساعد في تحسين أداء الميزة.
كشف متحف المستقبل في دبي، خلال فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، عن النسخة المطوّرة من الروبوت البشري “أميكا” (Ameca)، والذي يُعد من أكثر الروبوتات البشرية تطورًا في العالم حاليًا. يمتاز “أميكا” بقدرات تفاعلية غير مسبوقة تحاكي التواصل البشري بدقة، ليشكل بذلك إضافة نوعية إلى مجموعة معروضات المتحف الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية.
أميكا ينضم رسميًا لمتحف المستقبل طفرة جديدة في عالم الروبوتات البشرية
تم تخصيص موقع الروبوت “أميكا” في طابق “مستقبلنا اليوم” داخل المتحف، حيث يُتيح للزوار فرصة استثنائية للتفاعل المباشر معه. يتميز “أميكا” بتعابير وجه واقعية وقدرة على الرد الفوري والمنطقي على الأسئلة، مما يعزز من جودة التفاعل ويمنحه طابعًا إنسانيًا بديعًا. كما يؤدي حركات جسدية دقيقة تحاكي الإنسان بأسلوب طبيعي ومدهش.
أميكا ينضم رسميًا لمتحف المستقبل طفرة جديدة في عالم الروبوتات البشرية
التواصل بلغات العالم: أداة ذكية للجمهور الدولي
يُجيد “أميكا” التحدث وفهم أكثر من ست لغات رئيسية، من بينها: العربية، والإنجليزية، والصينية، والهندية، والإسبانية، والروسية. وتُعد هذه الميزة عاملًا محوريًا في تمكين الزوار من مختلف الجنسيات من خوض تجربة سلسة ومفهومة، تؤكد على الدور العالمي للمتحف كمركز متقدم للتواصل التقني والتبادل الثقافي.
يعتمد الروبوت على نظام التشغيل الحديث Tritium 3، المصمم خصيصًا لدعم تكامل الذكاء الاصطناعي المتطور. يشمل ذلك قدرات على تحليل السلوك البشري، تتبع الوجوه، وفهم الانفعالات العاطفية من خلال تعابير الوجه ونبرة الصوت. هذا يجعل من ردود “أميكا” تفاعلات ذكية ذات طابع إنساني، وليست مجرد أوامر مبرمجة.
إلى جانب عرض “أميكا”، يواصل متحف المستقبل أداء دوره الحيوي كمضيف للعديد من فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “خلوة الذكاء الاصطناعي” التي تستقطب أكثر من 100 شخصية من رواد التكنولوجيا وصنّاع القرار من القطاعين العام والخاص. وتُعقد خلالها نقاشات موسعة حول مستقبل الاقتصاد الرقمي، البنية التحتية، وتحليل البيانات، وتنمية الكفاءات.
من خلال هذه المبادرات والابتكارات، يواصل متحف المستقبل ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي لاستشراف المستقبل وتبني الحلول التقنية المتقدمة. ويُجسد “أميكا” أحد رموز هذا التوجه الطموح نحو دمج الإنسان والآلة في تجربة تفاعلية متكاملة وواقعية.
مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت الهجمات السيبرانية أكثر ذكاءً وخداعًا. من أبرز هذه الأساليب الحديثة ما يُعرف بـ “الاحتيال الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي”، والذي يُعد أحد أخطر التهديدات الإلكترونية التي يصعب اكتشافها نظرًا لدقته في تقليد الأصوات واستنساخ الشخصيات.
الاحتيال الصوتي بالذكاء الاصطناعي التهديد الصامت الذي يخترق الثقة ويستهدف الجميع
الاحتيال الصوتي بالذكاء الاصطناعي التهديد الصامت الذي يخترق الثقة ويستهدف الجميع
الاحتيال الصوتي باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI Vishing) هو نسخة متطورة من الاحتيال الهاتفي الكلاسيكي، حيث يستخدم المجرمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات موثوقة مثل موظفي البنوك أو الأقارب، بهدف خداع الضحايا ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو اتخاذ قرارات مالية خطيرة. وتتيح هذه التقنية إجراء آلاف المكالمات المبرمجة بدقة بأصوات واقعية، ما يجعل التمييز بينها وبين المكالمات الحقيقية أمرًا في غاية الصعوبة.
1. انتحال صوت وزير إيطالي لخداع رجال أعمال في بداية عام 2025، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت وزير الدفاع الإيطالي، وخداع عدد من رجال الأعمال، بينهم مالك نادي إنتر ميلان السابق، ماسيمو موراتي، وتمكنت الشرطة من استرداد الأموال لاحقًا.
2. استهداف قطاع السياحة والفنادق وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، شهد الربع الأخير من 2024 تزايدًا ملحوظًا في عمليات الاحتيال الصوتي داخل قطاع السياحة، حيث تظاهر المحتالون بأنهم مدراء تنفيذيون أو وكلاء سفر، ما مكنهم من الحصول على بيانات حساسة من موظفي الفنادق.
3. تقليد أصوات أفراد العائلة للاحتيال على كبار السن في عام 2023، استغل المحتالون الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات الأحفاد أو الآباء في مكالمات موجهة لكبار السن، يطلبون فيها تحويل أموال طارئة. وقد تم توثيق خسائر تقارب 200,000 دولار لعائلات مختلفة بسبب هذه الطريقة الخبيثة.
“الاحتيال الصوتي كخدمة”.. تطور مرعب في عالم الجريمة
برز مؤخرًا نموذج جديد يُعرف باسم “Vishing-as-a-Service”، حيث أصبح بالإمكان الاشتراك في خدمات احتيالية مدفوعة تتيح للمجرمين الوصول إلى أدوات متقدمة تتضمن:
أصوات بشرية قابلة للتخصيص بدقة عالية.
سيناريوهات احتيالية مُعدة مسبقًا.
انتحال أرقام حقيقية وإضافة مؤثرات صوتية لمحاكاة البيئة الحقيقية للاتصال.
إحدى أبرز الشركات المعروفة في هذا المجال هي PlugValley، التي توفر روبوتات قادرة على التفاعل اللحظي مع الضحايا، باستخدام أصوات شديدة الواقعية. وتُمكّن هذه الروبوتات المجرمين من سرقة البيانات البنكية وكلمات المرور المؤقتة بسهولة، دون الحاجة لمهارات تقنية متقدمة.