مع سرعة انتشار متحور أوميكرون في جميع أنحاء العالم، أصبحت المستشفيات في كل مكان تعطي أولويتها لعلاج مرضى كورنا المصابين بأمراض خطيرة أو أولئك المعرضين لمضاعفات تهدد حياتهم.
في وحدة العناية المركزة، غالبًا ما يكون من الصعب تحديد من قد ينجو ويتغلب على العدوى، ومن قد ينتهي به الأمر بالاستسلام للمرض.
يمكن أن يتغير ذلك قريبًا جدًا بفضل أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يمكنها التنبؤ بنتيجة البقاء على قيد الحياة للحالات الشديدة من كوفيد-19 قبل أسابيع، كل ذلك من عينة دم واحدة.
الذكاء الاصطناعي يتوقع موتى كورونا
يمكن للنموذج الجديد، الموصوف في ورقة نشرت في بلوس ديجتال هيلث أن يساعد الأطباء على وضع خطط علاج أكثر استنارة لمرضى كورونا أثناء الاستشفاء الأولي، لتقليل احتمالات الوفيات وتحسين رعاية المرضى.
وقال فلوريان كورت، الباحث الإكلينيكي في كلية الطب بجامعة شارتي (Charity-University Medicine) في برلين والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، في بيان “الأشكال السريرية لكوفيد-19 متنوعة بشكل استثنائي، وتتراوح من العدوى دون أعراض إلى المرض الشديد والوفاة.. بالنسبة للأطباء، من الصعب تقدير الخطر الفردي لحالة مريض بداية من التدهور وحتى الوفاة بسبب كوفيد-19.. يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي الجديد أن يتنبأ جيدًا باحتمالية وفاة المريض أو النجاة من كوفيد-19”.
تم إجراء الدراسة الجديدة على مرحلتين، أولاً، درس الباحثون مئات عينات الدم من 50 مريضًا مصابًا بفيروس كوفيد-19 في حالة حرجة تم علاجهم في ألمانيا والنمسا، لمعرفة كيف تغيرت مستويات 321 بروتينًا مختلفًا خلال مسار العدوى. كان جميع المرضى في العناية المركزة، مما يتطلب تهوية وعلاجًا إضافيًا، توفي 15 مريضا ونجا 35.
الذكاء الاصطناعي
علم الباحثون أن هناك 14 بروتينًا كانت أكثر ارتباطًا إما ببقاء كوفيد-19 أو الموت، وأن مستويات البروتين هذه قد تغيرت مبكرًا بسبب المرض، كان أهمها البروتينات المشاركة في تخثر الدم ووظيفة الجسم المضاد.
في الجزء الثاني، تم بناء نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد وتدريبه على تشخيص مرضى كوفيد-19 بناء على مستويات هذه البروتينات الـ14 في عينة دم واحدة.
اختبر كورث وزملاؤه هذا النموذج على عينات من مجموعة جديدة من 24 مريضًا في حالة حرجة. من هذه المجموعة، نجا 19 مريضًا وتوفي 5، وكان النموذج قادرًا على التنبؤ بدقة بالنتائج لجميع هؤلاء المرضى باستثناء واحد منهم. قال كورت إن هذه التكهنات كانت “أفضل بكثير” من تلك المستخدمة في تقييمات مخاطر الرعاية السريرية الحالية.
وتستند الدراسة الحالية إلى حجم عينة صغير للغاية، لذلك يريد المؤلفون تشغيل النموذج من خلال اختبارات أوسع بكثير لإثبات أنه يمكن أن يكون مؤشرا قيما لنتائج كوفيد-19 في إعدادات المستشفيات في العالم الحقيقي.
سيستغرق ذلك وقتًا طويلاً، لكنهم يأملون أيضًا أن تساعد نتائج البحث الباحثين الآخرين على فهم الآليات الكامنة وراء كوفيد-19 بشكل أفضل، وأنواع العلاجات التي يجب تطويرها لوقف تطور المرض بشكل عام.
يقول كورث “إن هناك أملًا في أن تفتح الدراسات هنا الأبواب لمستقبل جديد للطب، حيث نتنبأ مبكرًا بمرض ما بناء على فحص الدم فقط”.
أصبحت روبوتات الدردشة أداة أساسية في عام 2024، إذ تُستخدم للمساعدة في الأعمال، الدراسة، والبحث. ويُعد ChatGPT أحد أبرز هذه الروبوتات، حيث حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح ضمن أكثر المواقع زيارة عالميًا. ومع ذلك، ظهرت منافسة قوية من جوجل عبر روبوت Gemini الذي يقدم ميزات مبتكرة تجعله منافسًا بارزًا.
Gemini vs. ChatGPT ميزات تجعل Gemini الخيار الأفضل للبعض
بينما يقدم ChatGPT إجابة واحدة لكل استفسار، يتميز Gemini بقدرته على تقديم ثلاث إجابات متنوعة افتراضيًا لكل طلب.
Gemini vs. ChatGPT ميزات تجعل Gemini الخيار الأفضل للبعض
ميزة Show Drafts: تتيح للمستخدم الاختيار بين الصياغات المختلفة دون الحاجة لإعادة التوليد يدويًا كما في ChatGPT.
فائدة رئيسية: مثالية لكتابة رسائل البريد الإلكتروني أو صياغة المستندات مع خيارات متعددة جاهزة للاستخدام.
إجابات موجزة وأكثر تركيزًا
Gemini يبرع في تقديم ردود مختصرة تغطي النقاط الأساسية بوضوح، مما يجعله مناسبًا للمهام التي تحتاج إلى إجابات مباشرة.
على العكس، يميل ChatGPT إلى التفصيل حتى عند الإجابة عن أسئلة بسيطة، مما قد يستغرق وقتًا أطول عند البحث عن المعلومات.
الاختيار الأفضل: لمن يفضل الإيجاز دون التضحية بالمضمون.
أعلنت شركة أمازون عن استثمار جديد بقيمة 4 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أنثروبيك”، لتعزز بذلك حصتها في الشركة التي تُعتبر واحدة من أبرز المنافسين لـ OpenAI.
يأتي هذا الاستثمار استكمالًا لصفقة سابقة بنفس القيمة، حيث تهدف أمازون إلى ترسيخ مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي سريع النمو.
أمازون تعزز شراكتها في الذكاء الاصطناعي مع استثمار جديد في أنثروبيك
تتضمن الصفقة اتفاقًا على استخدام “أنثروبيك” مراكز بيانات “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS) بالإضافة إلى رقاقات الذكاء الاصطناعي التي تطورها أمازون. وتتيح هذه الشراكة لأنثروبيك تطوير قدراتها بشكل أكثر كفاءة، مع استفادة أمازون من تعزيز منظومتها في خدمات الذكاء الاصطناعي.
أمازون تعزز شراكتها في الذكاء الاصطناعي مع استثمار جديد في أنثروبيك
تاريخ الشركة وموقعها في المنافسة
تأسست “أنثروبيك” عام 2021 على يد مجموعة من الموظفين السابقين في OpenAI، وسرعان ما أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. الشركة معروفة بروبوتاتها من عائلة “Claude”، التي تتمتع بقدرات متقدمة على إنشاء النصوص من البداية. وقد نجحت هذه النماذج في استقطاب عملاء من قطاعات مختلفة مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية.
التعاون مع عمالقة التكنولوجيا
إضافةً إلى شراكتها مع أمازون، تتمتع “أنثروبيك” بعلاقات وثيقة مع شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، ما يعكس اهتمام كبرى شركات التكنولوجيا بقدراتها الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
شهدت الأشهر الأخيرة منافسة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث جمعت OpenAI تمويلات بقيمة 6.6 مليارات دولار، مع تقدير قيمتها السوقية بـ 157 مليار دولار. في المقابل، تسعى شركة xAI، المملوكة لإيلون ماسك، إلى جمع تمويلات تصل إلى 40 مليار دولار.
أشار داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”، إلى أن تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى قد تصل في المستقبل إلى 100 مليار دولار، مقارنةً بالتكلفة الحالية البالغة 100 مليون دولار. هذا يُظهر حجم الاستثمارات المطلوبة لدفع عجلة الابتكار في هذا القطاع.
يؤكد استثمار أمازون في “أنثروبيك” على التزامها بالبقاء في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي، حيث تُعد هذه الشراكات بين الشركات الناشئة والعمالقة التقنيين من أبرز العوامل التي تُشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي.
يشهد العالم تطورًا غير مسبوق بفضل التقدم التكنولوجي، حيث أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية. في الوقت الذي كان فيه التقدم العلمي يتسم بالبطء النسبي لعقود طويلة، قفزت الأبحاث والاكتشافات خطوات هائلة في السنوات الأخيرة بفضل الإمكانيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.
إليك أبرز المجالات التي أحدثت فيها هذه الخوارزميات تحولًا جذريًا:
كيف أسهمت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تغيير مسار الاكتشافات العلمية
لطالما شكلت معرفة بنية البروتين تحديًا كبيرًا أمام العلماء، لكنه اليوم أصبح أمرًا ممكنًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
كيف أسهمت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تغيير مسار الاكتشافات العلمية
أطلقت شركة DeepMind التابعة لجوجل نموذج AlphaFold 2، الذي استطاع التنبؤ بدقة مذهلة بهياكل 200 مليون بروتين.
هذه التقنية وفرت وقتًا وجهدًا هائلين، إذ أصبحت مهمة كانت تستغرق سنوات تُنجز الآن في دقائق.
يُستخدم هذا الإنجاز لتطوير أدوية جديدة، ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وحتى التصدي للتلوث البلاستيكي.
رسم خريطة الدماغ البشري: فك شيفرة التعقيد العصبي
ظل الدماغ البشري لغزًا معقدًا، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكنت جوجل بالتعاون مع جامعة هارفارد من تحقيق قفزة علمية.
طُورت خريطة تفاعلية ثلاثية الأبعاد لأجزاء من الدماغ، مع تحليل ما يعادل 1.4 بيتابايت من البيانات.
اكتُشف في عينة بحجم حبة الرمل أكثر من 50 ألف خلية عصبية و150 مليون مشبك عصبي.
هذا الإنجاز يدعم الأبحاث لفهم أمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون والصرع.
التنبؤ بالفيضانات وإنقاذ الأرواح
في مواجهة الكوارث الطبيعية، ساعد الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول فعالة:
أطلقت جوجل مشروعًا للتنبؤ الدقيق بالفيضانات، يغطي حاليًا 100 دولة ويخدم 700 مليون شخص.
يتيح النظام تنبؤات موثوقة قبل سبعة أيام من حدوث الفيضانات، ما يمنح وقتًا كافيًا لاتخاذ إجراءات وقائية.
مكافحة حرائق الغابات: الكشف المبكر باستخدام FireSat
حرائق الغابات تُشكل خطرًا كبيرًا، لكن الذكاء الاصطناعي أحدث فرقًا واضحًا:
بفضل مشروع FireSat، أصبح بالإمكان اكتشاف الحرائق الصغيرة جدًا بحجم فصل دراسي.
تُرسل صور دقيقة في غضون 20 دقيقة، مما يسمح لفرق الإطفاء بالتدخل سريعًا وتقليل الخسائر البشرية والبيئية.
تحسين التنبؤ بالطقس: نموذج GraphCast
قدمت جوجل نموذجًا ثوريًا للتنبؤ بالطقس:
يوفر GraphCast تنبؤات دقيقة تصل إلى عشرة أيام متفوقًا على النماذج التقليدية.
يُستخدم في الزراعة وإدارة الكوارث، كما أثبت دقته في توقع الأعاصير ومساراتها مثل إعصار “لي”.
تمثل هذه الاكتشافات البداية فقط لعصر جديد من الإنجازات العلمية، حيث يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا غير مسبوقة لفهم العالم. ومع ذلك، يبقى تطوير هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي ضرورة لضمان استخدامها بما يخدم البشرية.