حقق معهد الابتكار التكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً جديداً في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بإطلاقه نموذج فالكون 180 بي – النسخة الأحدث من النموذج اللغوي الكبير فالكون الذي أطلقه المعهد مسبقاً. تساهم هذه الخطوة المهمة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات ودورها البارز والمثبت في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يمثل فالكون 180 بي نموذجاً مفتوح الصدر للاستخدامات البحثية والتجارية على حدٍ سواء.
وفي ضوء النجاح الباهر الذي حققه فالكون 40 بي، النموذج المفتوح الذي تربع على رأس قائمة منصة “Hugging Face” للنماذج اللغوية الكبيرة في مايو 2023، واصل معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وكان إطلاق نموذج فالكون 40 بي من أولى المرات التي يتم فيها توفير نموذج مفتوح المصدر للاستخدامات البحثية والتجارية على مستوى العالم، ما يعتبر نقلة نوعية في المجال.
فالكون 180 بي
فالكون 180 بي
ومن جانبه، أكد سعادة فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، على أهمية نموذج فالكون وتأثيره الإيجابي على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، قائلاً: “نسعى لبناء مستقبل تتوفر فيه القوة التحولية للذكاء الاصطناعي للجميع ولتكون في متناول أيديهم، كما نؤكد التزامنا على توسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة على نطاق واسع، إذ لا يصح أن تتحكم جهات قليلة ببيانات وخصوصية الأفراد وبالأثر الكبير الملموس لهذه التقنيات. وبالرغم من أننا ما زلنا لا نمتلك جميع الحلول والأجوبة في هذا المجال الواعد، إلا أن عزيمتنا راسخة لتعزيز أطر التعاون المشترك، والمساهمة في تعزيز مجتمع المصادر المفتوحة وضمان توفير فائدة الذكاء الاصطناعي للجميع.
وطُور النموذج الجديد من خلال توظيف 180 مليار عامل متغير، وتم تدريبه على 3.5 تريليون رمز توكين، ما ساهم في تربعه على رأس قائمة منصة “Hugging Face” للنماذج اللغوية الكبيرة المدربة مسبقاً، علماً أنه قد تفوق على نماذج أخرى بارزة مثل نموذج “LLaMA 2” من شركة ميتا وفقاً لمعايير مختلفة مثل اختبارات الاستنتاج والبرمجة والكفاءة والمعرفة.
وعند مقارنته مع النماذج مغلقة المصدر، احتل فالكون 180 بي مرتبة مرتفعة ضمن القائمة بحيث أتى بعد نموذج “GPT 4” من شركة “OpenAI”، في حين تساوى أداؤه مع نموذج “PaLM 2 Large” من جوجل، وهو النموذج الذي يستند إليه نظام “Bard”، علماً بأن فالكون 180 بي يبلغ حجمه نصف هذا النموذج فقط ولكن بإمكانيات أكبر. ويذكر أن ترخيص النموذج يستند إلى “رخصة فالكون 180 بي معهد الابتكار التكنولوجي” المبنية على رخصة أباتشي 2.0.
وبدورها، قالت د. ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي وكبير الباحثين بالإنابة لدى وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي: “يجسد إطلاق نموذج فالكون 180 بي الجهود المبذولة تجاه دفع عجلة التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونفخر بمشاركة إمكانياته الواسعة مع العالم. يمهد فالكون 180 بي لحقبة جديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية سيتم فيها تسخير القدرات العلمية المتقدمة للجميع للمساهمة في تطوير ابتكارات المستقبل. وفي ضوء سعينا المتواصل وجهودنا الملموسة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة ، تمتد رؤيتنا لما هو أبعد من الابتكار ونحو بناء علاقات وثيقة تساهم في مواجهة التحديات العالمية من خلال التعاون في حلها .”
وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي حظي به الإصدار الأول من نموذج فالكون ووصول عدد مستخدميه إلى أكثر من 12 مليون على مستوى العالم خلال أشهر من إطلاقه، من المتوقع أن تحظى فالكون 180 بي باهتمام واسع في مختلف المجالات ولاستخدامات متعددة مثل روبوتات الدردشة وصياغة التعليمات البرمجية وغيرها.
والجدير بالذكر أن نموذج فالكون 180 بي يتوافق مع عدة لغات رئيسية حول العالم، وهي الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية، كما يمتلك قدرات محدودة في الإيطالية والبرتغالية والبولندية والهولندية والرومانية والتشيكية والسويدية.
لمزيد من المعلومات أو لإبداء الاهتمام بالاستخدام التجاري للنموذج، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني FalconLLM.tii.ae.
###
LLaMA 2 هو نموذج لغة كبير مفتوح المصدر تم تطويره بواسطة Meta AI. إنه نموذج تحويلي تم تدريبه على مجموعة بيانات ضخمة من النصوص والتعليمات البرمجية. يمكن استخدام LLaMA 2 في مجموعة متنوعة من المهام ، بما في ذلك:
إنشاء النصوص
ترجمة اللغات
كتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي
الإجابة على الأسئلة بطريقة غنية بالمعلومات
تحليل البيانات
يتميز LLaMA 2 بميزتين رئيسيتين: فهو مفتوح المصدر ، مما يعني أنه يمكن استخدامه بحرية من قبل أي شخص ، كما أنه نموذج تحويلي ، مما يعني أنه يمكنه تعلم تمثيلات ذات معنى للنصوص والتعليمات البرمجية.
تم إطلاق LLaMA 2 في يوليو 2023 ، وقد حظي باهتمام كبير من مجتمع الذكاء الاصطناعي. يعتقد بعض الخبراء أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على مجموعة متنوعة من المجالات ، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية وتطوير المنتجات.
فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام LLaMA 2:
يمكن استخدامه في تطوير تطبيقات الترجمة الفورية.
يمكن استخدامه في تطوير أدوات التحرير الآلية التي يمكنها مساعدة البشر على كتابة النصوص ومراجعة المحتوى.
يمكن استخدامه في تطوير أدوات التعلم الآلي التي يمكنها تعلم قواعد اللغة من مجموعة بيانات من النصوص.
يمكن استخدامه في تطوير ألعاب الفيديو التي تتضمن تفاعلات لغوية متقدمة.
يمكن استخدام LLaMA 2 في أي مكان يوجد فيه حاجة إلى معالجة اللغة الطبيعية. كما أنه يفتح آفاقًا جديدة للبحث في الذكاء الاصطناعي.
أصبحت روبوتات الدردشة أداة أساسية في عام 2024، إذ تُستخدم للمساعدة في الأعمال، الدراسة، والبحث. ويُعد ChatGPT أحد أبرز هذه الروبوتات، حيث حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح ضمن أكثر المواقع زيارة عالميًا. ومع ذلك، ظهرت منافسة قوية من جوجل عبر روبوت Gemini الذي يقدم ميزات مبتكرة تجعله منافسًا بارزًا.
Gemini vs. ChatGPT ميزات تجعل Gemini الخيار الأفضل للبعض
بينما يقدم ChatGPT إجابة واحدة لكل استفسار، يتميز Gemini بقدرته على تقديم ثلاث إجابات متنوعة افتراضيًا لكل طلب.
Gemini vs. ChatGPT ميزات تجعل Gemini الخيار الأفضل للبعض
ميزة Show Drafts: تتيح للمستخدم الاختيار بين الصياغات المختلفة دون الحاجة لإعادة التوليد يدويًا كما في ChatGPT.
فائدة رئيسية: مثالية لكتابة رسائل البريد الإلكتروني أو صياغة المستندات مع خيارات متعددة جاهزة للاستخدام.
إجابات موجزة وأكثر تركيزًا
Gemini يبرع في تقديم ردود مختصرة تغطي النقاط الأساسية بوضوح، مما يجعله مناسبًا للمهام التي تحتاج إلى إجابات مباشرة.
على العكس، يميل ChatGPT إلى التفصيل حتى عند الإجابة عن أسئلة بسيطة، مما قد يستغرق وقتًا أطول عند البحث عن المعلومات.
الاختيار الأفضل: لمن يفضل الإيجاز دون التضحية بالمضمون.
أعلنت شركة أمازون عن استثمار جديد بقيمة 4 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أنثروبيك”، لتعزز بذلك حصتها في الشركة التي تُعتبر واحدة من أبرز المنافسين لـ OpenAI.
يأتي هذا الاستثمار استكمالًا لصفقة سابقة بنفس القيمة، حيث تهدف أمازون إلى ترسيخ مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي سريع النمو.
أمازون تعزز شراكتها في الذكاء الاصطناعي مع استثمار جديد في أنثروبيك
تتضمن الصفقة اتفاقًا على استخدام “أنثروبيك” مراكز بيانات “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS) بالإضافة إلى رقاقات الذكاء الاصطناعي التي تطورها أمازون. وتتيح هذه الشراكة لأنثروبيك تطوير قدراتها بشكل أكثر كفاءة، مع استفادة أمازون من تعزيز منظومتها في خدمات الذكاء الاصطناعي.
أمازون تعزز شراكتها في الذكاء الاصطناعي مع استثمار جديد في أنثروبيك
تاريخ الشركة وموقعها في المنافسة
تأسست “أنثروبيك” عام 2021 على يد مجموعة من الموظفين السابقين في OpenAI، وسرعان ما أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. الشركة معروفة بروبوتاتها من عائلة “Claude”، التي تتمتع بقدرات متقدمة على إنشاء النصوص من البداية. وقد نجحت هذه النماذج في استقطاب عملاء من قطاعات مختلفة مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية.
التعاون مع عمالقة التكنولوجيا
إضافةً إلى شراكتها مع أمازون، تتمتع “أنثروبيك” بعلاقات وثيقة مع شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، ما يعكس اهتمام كبرى شركات التكنولوجيا بقدراتها الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
شهدت الأشهر الأخيرة منافسة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث جمعت OpenAI تمويلات بقيمة 6.6 مليارات دولار، مع تقدير قيمتها السوقية بـ 157 مليار دولار. في المقابل، تسعى شركة xAI، المملوكة لإيلون ماسك، إلى جمع تمويلات تصل إلى 40 مليار دولار.
أشار داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك”، إلى أن تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى قد تصل في المستقبل إلى 100 مليار دولار، مقارنةً بالتكلفة الحالية البالغة 100 مليون دولار. هذا يُظهر حجم الاستثمارات المطلوبة لدفع عجلة الابتكار في هذا القطاع.
يؤكد استثمار أمازون في “أنثروبيك” على التزامها بالبقاء في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي، حيث تُعد هذه الشراكات بين الشركات الناشئة والعمالقة التقنيين من أبرز العوامل التي تُشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي.
يشهد العالم تطورًا غير مسبوق بفضل التقدم التكنولوجي، حيث أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية. في الوقت الذي كان فيه التقدم العلمي يتسم بالبطء النسبي لعقود طويلة، قفزت الأبحاث والاكتشافات خطوات هائلة في السنوات الأخيرة بفضل الإمكانيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.
إليك أبرز المجالات التي أحدثت فيها هذه الخوارزميات تحولًا جذريًا:
كيف أسهمت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تغيير مسار الاكتشافات العلمية
لطالما شكلت معرفة بنية البروتين تحديًا كبيرًا أمام العلماء، لكنه اليوم أصبح أمرًا ممكنًا بفضل الذكاء الاصطناعي.
كيف أسهمت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تغيير مسار الاكتشافات العلمية
أطلقت شركة DeepMind التابعة لجوجل نموذج AlphaFold 2، الذي استطاع التنبؤ بدقة مذهلة بهياكل 200 مليون بروتين.
هذه التقنية وفرت وقتًا وجهدًا هائلين، إذ أصبحت مهمة كانت تستغرق سنوات تُنجز الآن في دقائق.
يُستخدم هذا الإنجاز لتطوير أدوية جديدة، ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وحتى التصدي للتلوث البلاستيكي.
رسم خريطة الدماغ البشري: فك شيفرة التعقيد العصبي
ظل الدماغ البشري لغزًا معقدًا، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكنت جوجل بالتعاون مع جامعة هارفارد من تحقيق قفزة علمية.
طُورت خريطة تفاعلية ثلاثية الأبعاد لأجزاء من الدماغ، مع تحليل ما يعادل 1.4 بيتابايت من البيانات.
اكتُشف في عينة بحجم حبة الرمل أكثر من 50 ألف خلية عصبية و150 مليون مشبك عصبي.
هذا الإنجاز يدعم الأبحاث لفهم أمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون والصرع.
التنبؤ بالفيضانات وإنقاذ الأرواح
في مواجهة الكوارث الطبيعية، ساعد الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول فعالة:
أطلقت جوجل مشروعًا للتنبؤ الدقيق بالفيضانات، يغطي حاليًا 100 دولة ويخدم 700 مليون شخص.
يتيح النظام تنبؤات موثوقة قبل سبعة أيام من حدوث الفيضانات، ما يمنح وقتًا كافيًا لاتخاذ إجراءات وقائية.
مكافحة حرائق الغابات: الكشف المبكر باستخدام FireSat
حرائق الغابات تُشكل خطرًا كبيرًا، لكن الذكاء الاصطناعي أحدث فرقًا واضحًا:
بفضل مشروع FireSat، أصبح بالإمكان اكتشاف الحرائق الصغيرة جدًا بحجم فصل دراسي.
تُرسل صور دقيقة في غضون 20 دقيقة، مما يسمح لفرق الإطفاء بالتدخل سريعًا وتقليل الخسائر البشرية والبيئية.
تحسين التنبؤ بالطقس: نموذج GraphCast
قدمت جوجل نموذجًا ثوريًا للتنبؤ بالطقس:
يوفر GraphCast تنبؤات دقيقة تصل إلى عشرة أيام متفوقًا على النماذج التقليدية.
يُستخدم في الزراعة وإدارة الكوارث، كما أثبت دقته في توقع الأعاصير ومساراتها مثل إعصار “لي”.
تمثل هذه الاكتشافات البداية فقط لعصر جديد من الإنجازات العلمية، حيث يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا غير مسبوقة لفهم العالم. ومع ذلك، يبقى تطوير هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي ضرورة لضمان استخدامها بما يخدم البشرية.