يشهد سوق أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة منافسة متزايدة مع تقديم هواوي لنظامها الجديد HarmonyOS Next، الذي يمثل تطورًا نوعيًا مقارنة بالإصدارات السابقة. النظام يعتمد على بنية مستقلة تمامًا عن أندرويد، مما يضعه في موقع المنافسة المباشرة مع عمالقة السوق مثل جوجل وآبل.
عندما أطلقت هواوي نظامها “HarmonyOS” لأول مرة، اعتمد بشكل كبير على نواة لينكس والبنية المفتوحة المصدر لأندرويد. هذا ساعد الشركة في تسهيل الانتقال التدريجي للمستخدمين من أندرويد إلى نظامها الخاص.
HarmonyOS Next خطوة هواوي الجريئة لمنافسة أندرويد
لكن مع إصدار “HarmonyOS Next”، تغيرت الأمور تمامًا. طورت هواوي نظامًا مستقلًا يعتمد على مشروع OpenHarmony، ولكن مع طابع مغلق مشابه لنظام iOS الخاص بآبل. هذا التوجه يعزز التكامل بين أجهزة هواوي لكنه يحد من توافق النظام مع أجهزة الشركات الأخرى.
النواة الجديدة لهذا النظام توفر أداءً أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بنواة لينكس التقليدية، مع تحسينات ملحوظة في الكفاءة والأمان.
أندرويد: يعتمد على بنية متجانسة (Monolithic Architecture) حيث تكون جميع الوحدات مترابطة، مما يزيد من تعقيد النظام ويؤثر في استقراره إذا حدث خطأ في وحدة واحدة.
HarmonyOS Next: يستخدم بنية النواة الدقيقة (Microkernel Architecture)، حيث تُقسم الوحدات إلى مكونات صغيرة ومستقلة، مما يحسن الكفاءة والأمان بشكل كبير.
أندرويد: يملك متجر جوجل بلاي، الذي يضم أكثر من 3 ملايين تطبيق، ويدعم تشغيل التطبيقات عبر الأجهزة المختلفة.
HarmonyOS Next: يركز على بناء منظومة تطبيقات أصلية، متخليًا عن دعم تطبيقات أندرويد التقليدية. يتم تطوير التطبيقات باستخدام لغات برمجة مثل ArkTS، مع وجود متجر يضم أكثر من 15,000 تطبيق حاليًا.
3. الانفتاح مقابل الطبيعة المغلقة
أندرويد: يتميز بانفتاحه الذي يسمح بتعديلات واسعة النطاق من قبل الشركات والمطورين، لكنه يعاني من تهديدات أمنية وتجربة مستخدم غير موحدة.
HarmonyOS Next: يتبع نهجًا مغلقًا، مما يضمن تجربة مستخدم موحدة وآمنة لكنه يقلل من خيارات التخصيص.
4. الأداء والكفاءة: تجربة محسّنة
أندرويد: يواجه تحديات في الأداء على الأجهزة منخفضة المواصفات بسبب اعتماده على موارد كثيفة.
HarmonyOS Next: يقدم أداءً أكثر سرعة وكفاءة بفضل أدوات مثل Ark Engine، مع تحسين استهلاك البطارية بنسبة تصل إلى 20%.
5. الرؤية المستقبلية ومنظومة الأجهزة المتصلة
أندرويد: يركز على مجالات مثل إنترنت الأشياء، السيارات الذكية، والأجهزة القابلة للارتداء، مع استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي.
HarmonyOS Next: يتجاوز الهواتف الذكية ليشمل الأتمتة الصناعية والنقل الذكي وإدارة الطاقة، مع رؤية مستقبلية لتحقيق تكامل كامل بين الأجهزة.
يقدم “HarmonyOS Next” رؤية مختلفة وطموحة في سوق أنظمة التشغيل. ورغم أن النظام لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يمثل تحديًا جادًا لأنظمة التشغيل التقليدية مثل أندرويد. مع استمرار التطورات، يبقى السؤال: هل سينجح النظام في ترسيخ مكانته كخيار رئيسي للمستخدمين في المستقبل؟