كشف الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، أرافيند سرينيفاس، عن توجه الشركة نحو اقتحام عالم الإعلانات الرقمية ومنافسة شركات كبرى مثل جوجل. وتسعى Perplexity لتحقيق ذلك من خلال تطوير متصفح جديد يحمل اسم “Comet”، يهدف إلى جمع بيانات المستخدمين خارج تطبيقها الأساسي، لفهم سلوكهم بشكل أوسع وأكثر شمولًا.
Perplexity تدخل حلبة الإعلانات الرقمية لمنافسة عمالقة التقنية
سرينيفاس أوضح أن الغاية من المتصفح هي تحليل سلوك المستخدم خارج نطاق التطبيق، مؤكدًا أن بعض استفسارات الذكاء الاصطناعي لا تعكس الجوانب الشخصية للمستخدم. وأضاف أن معرفة الأماكن التي يزورها المستخدم، وتفضيلاته الشرائية، والمواقع التي يتصفحها، تعزز دقة الإعلانات وتُسهم في بناء ملف تعريفي متكامل.
Perplexity تدخل حلبة الإعلانات الرقمية لمنافسة عمالقة التقنية
إطلاق قريب رغم التحديات التقنية
رغم العقبات التي واجهت تطوير متصفح Comet، إلا أن سرينيفاس أكد أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني، ومن المتوقع إطلاقه رسميًا في مايو المقبل. وتخطط الشركة لعرض إعلانات مخصصة ضمن تبويب “Discover” داخل المتصفح، مما يعكس طموحها في إعادة تعريف تجربة التصفح والإعلان الرقمي.
شراكات استراتيجية لتعزيز الانتشار
ضمن استراتيجيتها التوسعية، أعلنت Perplexity عن شراكة مع شركة موتورولا، حيث سيتم تثبيت تطبيقها بشكل افتراضي على هواتف Razr، مع إمكانية الوصول إليه من خلال ميزة “Moto AI” بعبارة: Ask Perplexity. كما أشارت تقارير إلى محادثات جارية مع سامسونج، في خطوة تهدف إلى توسيع حضور الشركة على الأجهزة المحمولة.
يعتمد نموذج الإعلانات الرقمية بشكل كبير على تتبع سلوك المستخدمين عبر الإنترنت، وهو الأسلوب الذي تستخدمه شركات مثل جوجل وميتا لتحقيق أرباح ضخمة. وتقوم تلك الشركات بجمع البيانات حتى من المستخدمين الذين لا يملكون حسابات على منصاتها. وحتى شركة آبل، التي تروج لنفسها كحامية للخصوصية، تجمع بيانات المواقع الجغرافية لبعض المستخدمين لأغراض إعلانية.
تأتي تصريحات سرينيفاس في وقت حساس، حيث تواجه جوجل دعوى قضائية من وزارة العدل الأمريكية تتهمها فيها بممارسات احتكارية في مجالي البحث والإعلانات. وقد تُجبر على بيع متصفح كروم كجزء من تسوية محتملة. وفي حال حدوث ذلك، أعربت شركات مثل OpenAI وPerplexity وياهو عن اهتمامها بشراء كروم، في خطوة قد تُحدث تحوّلًا كبيرًا في موازين سوق الإعلانات الرقمية.
من خلال مشروع Comet، تسعى Perplexity إلى ابتكار تجربة إعلان مختلفة تعتمد على فهم أعمق لسلوك المستخدم، دون أن تبتعد عن أساليب تتبع البيانات التي كانت محل جدل طويل. فهل ستنجح الشركة في كسر احتكار عمالقة التقنية وفرض حضورها كلاعب مؤثر في عالم الإعلانات الرقمية؟