أخبار تكنولوجيا الفضاء

كل ما تريد معرفته عن السديم الكوكبي

Published

on

السديم الكوكبي عبارة عن غيمة متوهجة مكونة من مجموعة من الغازات والبلازما التي نتجت عن أنواع معينة من النجوم عندما وصلت لنهاية حياتها، ويشبه افتراضيًا الكوكب العملاق وكان هذا سبب تسميته باسم السديم الكوكبي.

تعريف السديم الكوكبي

السديم الكوكبي هو ظاهرة قصيرة الأمد نسبيًا حيث تدوم لعشرات الآلاف من السنين في الوقت الذي يساوي فيه العمر النموذجي النجمي المليارات من السنوات.

سبب توهج السديم الكوكبي هو الطاقة التي تصدر من ذلك الجوهر الذي يبقى بعد موت النجوم وتكون تلك السديم مختلفة عن بعضها في الشكل واللون.

أهمية السديم الكوكبي

للسديم الكوكبي دور هام في علم الفلك لما له من أهمية في التطور الكيميائي للمجرة حيث أنه متشبع بالعديد من العناصر الثقيلة والعناصر الناتجة من الانفجار النووي للنجوم.

يوجد حوالي ما يقارب العشرة آلاف سديم كوكبي مضيء في مجرة درب التبانة، وما تم اكتشافه منهم حوالي 1500 سديم وباقي السدم مختفية وراء غبار النجوم.

السديم الكوكبي للشمس

تقوم الشمس بإنتاج الحرارة وتحتاج لذلك غاز الهيدروجين، وعند استخدام الهيدروجين الموجود في داخل الشمس يبقي الهيليوم الصافي والذي ينكمش داخل الشمس وبالتالي تزيد الحرارة فيشتعل رماد الهيليوم، تستمر درجة الحرارة في التزايد وفي النهاية ستصبح الشمس سديم كوكبي كباقي النجوم الأخرى.

تصنيف السدم

يتم تصنيف السدم إلى أربع فئات وهي:

السدم المنتشرة

يندرج الغالب من السدم تحت هذه الفئة حيث يكون السديم فيها شديد الانتشار لا حدود واضحة له، وتقسم تلك الفئة إلى ثلاث فئات أخرى وهي:

  1. السدم الانعكاسية: تكون السدم المندرجة تحت هذه الفئة خافتة الإضاءة حيث تقوم بعكس تلك الإضاءة من نجوم قريبة.
  1. السدم الانبعاثية: تصدر السدم الإنبعاثية إشعاع طيفي على شكل خيط يتكون في الغالب من غاز الهيدروجين المتأين ولهذا غالبًا ما تسمى بالمناطق HII.
  1. السدم المظلمة: تعد السدم المظلمة مصدر الإشعاعات ما تحت الحمراء ويرجع سبب ذلك لوجود الغبار بداخلها.

سدم بقايا سوبرنوفا

ويندرج تحت هذه الفئة جميع السدم المشكلة نتيجة انفجارات نجم سوبرنوفا وهو نجم شديد الضخامة انهار بعد استهلاك كامل طاقة الاندماج النووي فانفجر ونتج عن الانفجار العديد من السدم.

سدم النجوم النيوترونية

تكون في حالة النجوم ذات العمر القصير والتي يتم الانفجار فيها داخليا دون طبقاتها الخارجية فتكون بقايا الانفجار في جسم محكم يسمى بالنجم النيوتروني بالإضافة إلى غيمة من الغبار والغازات المتأين بسبب الطاقة الناتجة من الانفجار.

السدم الكوكبية أو السيارة

تحدث عندما يدخل نجم كتلته صغيرة نسبيًا المراحل الأخيرة من حياته ثم إلى مرحلة العملاق الأحمر والذي يكون فيها لمعان النجم يفوق لمعان الشمس بمقدار حوالي مئة مرة كما أنه يطلق طاقة ضوئية تفوق تلك المنطلقة من الشمس باضعاف المرات.

يخسر النجم في مرحلة العملاق الأحمر الطبقات الخارجية له وذلك بسبب مضادات الهيليوم الكامنة في باطنه كما تعمل الأشعة الفوق بنفسجية المنطلقة منه على تأيين المواد المحيطة به المنطلقة منه.

أشهر السدم

سديم رأس الحصان

يعتبر جزء من سديم آخر واسع ومعقد يسمى سديم الحبار، وسبب كونه مرئي هو وجود سديم آخر أكثر إشراقًا منه في الخلف.

سديم رأس الساحرة

يرتبط سديم رأس الساحرة بالنجم السابع الأكثر إشراقًا في السماء والأكثر لمعانًا في كوكبة الجوزاء ويسمى بالنجم Rigel.

ويعتبر سديم رأس الساحرة سحابة غير نظامية كبيرة جدًا تتكون من الغبار والغازات ويستند إضاءته الأساسية من ضوء النجم المنعكس عليه ويظهر باللون الأزرق والذي يعد أكثر فعالية من اللون الأحمر.

سديم السرطان

هو من أكثر البقايا شهرة لنجم السوبرنوفا وهو يشبه في شكله شبكة معقدة متوهجة تتكون من غاز هيدروجين متأين ويبعد عن الأرض تقريبًا مسافة تساوي 6500 سنة ضوئية.

السديم المرتد

عبارة عن مقذوفات ناتجة عن نجم مركزي على شكل قمعين متصلين عن مركز النجم ليعطي شكل الساعة الرملية، ويبعد عن الأرض تقريبًا مسافة 5000 سنة ضوئية ناحية جنوب كوكبة قنطورس.

سديم الحبار

هو أكثر السدم وضوحًا بين كل الأبراج ويعرف أيضًا باسم M42 والمسافة بينه وبين الأرض تقريبًا 1300 سنة ضوئية.

سديم الحلزون

يطلق عليه لقب عين الإله ويقع في برج الدلو وتساوي المسافة بينه وبين الأرض تقريبًا 700 سنة ضوئية فقط.

سديم الاسكيمو

يشبه سترة فراء ذات قلنسوة لذا سُمي بسديم الاسكيمو ويبعد عن الأرض بحوالي 5000 سنة ضوئية، ويقع في كوكبة الجوزاء وتتنوع ألوانه بين أحمر وأخضر وأزرق وبنفسجي وذلك بسبب غازات النيتروجين والهيدروجين وأكسجين وهيليوم.

سديم الشعلة

موقعه في شرق كوكبة أوريون الصياد، وتوجد به منطقة معتمة مضاءة من قبل نجم يقع في السديم من الداخل وتساوي كتلته أكثر من عشرين ضعف كتلة الشمس، وغبار النجوم يجعل إضاءة ذلك النجم أقل بحوالي أربع مليارات مرة عما هو عليه في الواقع.

أعمدة الخلق

هي عبارة عن نجوم باردة وغبار النجوم ويعتبروا حاضنات لنجوم جديدة وتشبه الصواعد أو الأعمدة ويتم رصدها بأجهزة عالية الحداثة ولكنها تبعد مسافة الآلاف من السنين الضوئية فيمكن أن تكون تلك الأعمدة قد اختفت بالفعل ولكن لم تصل إلينا بعد.

 

في الختام، يكون السديم الكوكبي أشبه بالغيمة والنظر إليه مدهش وممتع كما أن العلماء على مر القرون كانوا يخلطون بينه وبين المجرات البعيدة حيث التشابه بينهما.

شاهد أيضًا: تفاصيل اكتشاف أول كوكب خارج مجرتنا

Trending

Exit mobile version