في خطوة جديدة نحو مستقبل يعتمد على الأتمتة، أعلنت شركة دور داش (DoorDash) الأميركية عن شراكة استراتيجية مع شركة سيرف روبوتيكس (Serve Robotics)، بهدف توسيع نطاق استخدام روبوتات التوصيل الذاتية على الأرصفة في عدد من المدن الأميركية. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة “دور داش” لتطوير منظومة توصيل متكاملة تعتمد على مزيج من السائقين البشريين والروبوتات والطائرات المسيرة، في محاولة لتعزيز الكفاءة وتسريع عمليات التسليم داخل المدن.
دور داش توسع اعتمادها على روبوتات التوصيل الذاتية في المدن الأميركية
من المقرر أن تبدأ الشراكة في مدينة لوس أنجلوس، على أن تمتد تدريجيًا خلال السنوات المقبلة إلى مدن أخرى في أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ”.
دور داش توسع اعتمادها على روبوتات التوصيل الذاتية في المدن الأميركية
ريادة “سيرف روبوتيكس” في التوصيل الذاتي
تُعد شركة سيرف روبوتيكس من أبرز الشركات المتخصصة في هذا المجال، إذ نفذت بالفعل عشرات الآلاف من عمليات التوصيل في مدن أميركية كبرى مثل ميامي، دالاس، شيكاغو، وأتلانتا، بالتعاون مع شركات كبرى مثل “أوبر تكنولوجيز”.
وتتميز الشراكة الجديدة بأنها غير حصرية، ما يعني أن روبوتات “سيرف” يمكنها العمل لصالح أكثر من تطبيق في الوقت نفسه، على غرار سائقي التوصيل البشريين الذين يتنقلون بين المنصات المختلفة لتحقيق أفضل العوائد.
دمج الذكاء الاصطناعي مع العنصر البشري
أوضحت “دور داش” أن السائقين البشريين ما زالوا الأنسب للطلبات المعقدة ومتعددة النقاط، بينما تركز الروبوتات على الطلبات الصغيرة والسريعة داخل المدن. ويقطع روبوت “سيرف” عادة مسافة تقل عن ميل واحد في الرحلة، وتستغرق عملية التوصيل نحو 18 دقيقة فقط من لحظة الاستلام حتى التسليم.
كانت “دور داش” قد وسعت تعاونها في أبريل الماضي مع شركة Coco Robotics، كما كشفت مؤخرًا عن روبوت داخلي الصنع مصمم خصيصًا للمدن الحضرية، لتوصيل الطلبات الأكبر بسرعات أعلى.
لم تكتفِ الشركة بالروبوتات الأرضية، إذ تعمل أيضًا على اختبار التوصيل عبر الطائرات المسيّرة بالتعاون مع شركتي Flytrex وWing التابعة لشركة “ألفابيت”، سواء في الولايات المتحدة أو أستراليا، بهدف تقديم الطلبات الصغيرة خلال دقائق.
تخطط شركة “سيرف روبوتيكس” إلى مضاعفة أسطولها ليصل إلى 2000 روبوت بحلول نهاية 2025، معتمدة على العمل عبر منصات متعددة لزيادة الكفاءة وتقليل الرحلات الفارغة.
وقال علي كاشاني، الرئيس التنفيذي للشركة:
“من المشجع أن نرى المنصتين الأكبر في البلاد، دور داش وأوبر، تستثمران في الاستقلالية بعد سنوات من التطوير.”
وأضاف كاشاني أن شركته تنوي توسيع استخدام الروبوتات لتشمل توصيل البقالة والأدوية، إضافة إلى الخدمات داخل المستشفيات ومراكز التسوق، مؤكدًا أن:
“توصيل الطعام بالنسبة لنا هو مجرد البداية، تمامًا كما كان بيع الكتب بالنسبة لأمازون.”
كشف تقرير جديد صادر عن وكالة رويترز أن شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستاجرام وواتساب، تحقق إيرادات بمليارات الدولارات سنويًا من إعلانات تُروّج لمشروعات وهمية ومنتجات محظورة، في وقتٍ تواجه فيه الشركة انتقادات حادة بسبب ضعف الرقابة على المحتوى الإعلاني داخل منصاتها. وبحسب التقرير، تُقدّر ميتا أن نحو 10% من عائداتها السنوية تأتي من إعلانات احتيالية أو مضللة، وهو ما يعادل تقريبًا 16 مليار دولار سنويًا — رقم يثير الجدل حول مدى التزام الشركة بسياسات النزاهة والشفافية في الإعلانات الرقمية.
ميتا تُتهم بجني مليارات من الإعلانات الاحتيالية عبر فيسبوك وإنستاجرام
تتضمن هذه الإعلانات متاجر إلكترونية زائفة تبيع منتجات لا وجود لها، وعروض استثمارية مشبوهة تستهدف المستخدمين الباحثين عن أرباح سريعة، إلى جانب منتجات طبية ممنوعة أو غير معتمدة من الجهات الصحية الرسمية. ووفقًا للتحقيق، فإن تطبيقات ميتا كانت طرفًا في نحو ثلث عمليات الاحتيال الإلكترونية الناجحة داخل الولايات المتحدة وحدها، ما يكشف مدى تغلغل هذه الممارسات في نظامها الإعلاني.
ميتا تُتهم بجني مليارات من الإعلانات الاحتيالية عبر فيسبوك وإنستاجرام
ثغرات داخلية تُبقي المخالفين نشطين
أشار التقرير إلى أن أنظمة المراجعة الداخلية في ميتا تسمح للمعلنين المخالفين بالبقاء نشطين لفترات طويلة، إذ لا يتم حظر المعلن المتورط في “احتيال مالي” إلا بعد ثماني مخالفات متكررة على الأقل. والأخطر من ذلك أن بعض المعلنين الكبار — الذين يدرّون أرباحًا ضخمة للشركة — يمكنهم الاستمرار في نشر إعلاناتهم حتى بعد تسجيل أكثر من 500 مخالفة دون حظر دائم.
كما أظهرت الوثائق أن ضغوط الحفاظ على الإيرادات تدفع بعض مديري الشركة إلى تجنب اتخاذ إجراءات صارمة، إذ أصدر بعضهم تعليمات داخلية بعدم اتخاذ أي خطوة “قد تُكلف الشركة أكثر من 0.15% من إيراداتها الإجمالية”.
وردًّا على ما ورد في التقرير، قالت الشركة إن نسبة الـ10% “تقديرية وغير دقيقة”، مؤكدة أنها نجحت خلال الـ18 شهرًا الماضية في تقليص البلاغات المتعلقة بالإعلانات الاحتيالية بنسبة 58% عالميًا، كما أزالت أكثر من 134 مليون إعلان مخالف خلال عام 2025 وحده. وصرّح آندي ستون، المتحدث باسم ميتا، بأن الشركة “تواصل الاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي لرصد الإعلانات الاحتيالية بشكل أسرع وأكثر دقة”، مشيرًا إلى أن مكافحة المحتوى المضلل تظل “أولوية رئيسية” في خطط الشركة القادمة.
أعاد التقرير فتح الجدل مجددًا حول قدرة ميتا على تحقيق توازن بين حماية المستخدمين والحفاظ على أرباحها الضخمة من الإعلانات، خاصة في ظل الضغوط التنظيمية المتزايدة من الحكومات والهيئات الرقابية لمكافحة المحتوى المضلل. ويرى محللون أن استمرار ميتا في تحقيق أرباح من الإعلانات الاحتيالية، حتى وإن كان بشكل غير مباشر، قد يعرّضها لغرامات ضخمة ويقوّض الثقة العامة في منصاتها على المدى الطويل.
تُعد ميتا أكبر شركة إعلانات رقمية بعد جوجل، وتتحكم في شبكة تضم أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا. غير أن هذا التقرير يسلّط الضوء على جانب مظلم من نموذج أعمالها الإعلاني، الذي يُتّهم منذ سنوات بأنه يفضل الأرباح على الأمان الرقمي. وبينما تواصل الشركة الدفاع عن ممارساتها، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تستطيع ميتا تنظيف منصاتها من الإعلانات الاحتيالية دون التضحية بجزء من ملياراتها الإعلانية؟
أعلنت شركة ميتا عن إطلاق نظامها الجديد Omnilingual ASR، وهو أحد أكثر أنظمة التعرف الآلي على الكلام تقدمًا حتى اليوم، إذ يدعم أكثر من 1600 لغة مع قابلية التوسع لتغطية أكثر من 5400 لغة مستقبلًا، بفضل تقنية “التعلّم داخل السياق دون تدريب مسبق”. ويمتاز هذا النظام بقدرته على إضافة لغات جديدة باستخدام عدد محدود من العينات الصوتية والنصية فقط، دون الحاجة لإعادة تدريب النموذج بالكامل، مما يجعله أكثر أنظمة التعرف الصوتي مرونة وتوسعًا عالميًا.
ميتا تعيد رسم خريطة الذكاء الصوتي إطلاق نظام Omnilingual ASR لدعم أكثر من 1600 لغة بشرية
في خطوة جريئة تعزز مبدأ الانفتاح التقني، أتاحت ميتا Omnilingual ASR كمشروع مفتوح المصدر بالكامل تحت ترخيص Apache 2.0، ما يمنح الباحثين والمطورين حرية استخدامه في الأبحاث والمشروعات التجارية دون قيود. وتتضمن الحزمة نماذج لغوية متقدمة، ونظامًا للتمثيل الصوتي متعدد اللغات يضم 7 مليارات مَعلمة، إضافةً إلى قاعدة بيانات ضخمة تغطي أكثر من 350 لغة نادرة.
ميتا تعيد رسم خريطة الذكاء الصوتي إطلاق نظام Omnilingual ASR لدعم أكثر من 1600 لغة بشرية
مكونات تقنية متطورة تدعم جميع البيئات
يضم النظام مجموعة من النماذج التي تمثل أحدث ما توصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي الصوتي:
نماذج wav2vec 2.0 للتعلم الذاتي من الصوتيات (بقدرات بين 300 مليون إلى 7 مليارات مَعلمة).
نماذج CTC-ASR لتفريغ الصوت بسرعة عالية.
نماذج LLM-ASR التي تدمج بين مشفّر صوتي ومولّد نصي يعمل بتقنية Transformers.
نموذج ZeroShot-ASR القادر على فهم لغات جديدة أثناء التشغيل دون أي تدريب إضافي.
ووفق اختبارات الأداء، نجح النظام في تحقيق معدل خطأ في الحروف (CER) أقل من 10% في 78% من اللغات المدعومة، من بينها أكثر من 500 لغة لم تغطها أي أنظمة سابقة.
تحوّل إستراتيجي بعد إخفاق Llama 4
يأتي هذا الإطلاق في إطار تحول إستراتيجي داخل ميتا بعد الأداء الضعيف لنموذج Llama 4، حيث قررت الشركة التركيز على مشاريع عملية ومفتوحة المصدر. وقد كلّف مارك زوكربيرج الخبير ألكسندر وانغ، مؤسس شركة Scale AI، بقيادة قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، لافتتاح مرحلة جديدة تعيد الشركة إلى مجالها الأقوى تاريخيًا: الذكاء الاصطناعي متعدد اللغات.
ويمثل نظام Omnilingual ASR انعكاسًا لرؤية ميتا نحو دمقرطة الذكاء الاصطناعي وتسهيل الوصول إلى التقنيات الصوتية لجميع المطورين حول العالم، بما يدعم التنوع اللغوي والثقافي عالميًا.
تعاونات عالمية لبناء قاعدة بيانات نادرة
اعتمدت ميتا في تطوير النظام على شراكات واسعة مع مؤسسات بحثية ومبادرات في أفريقيا وآسيا، مثل:
African Next Voices بدعم من مؤسسة بيل ومليندا غيتس.
مشروع Common Voice التابع لمؤسسة موزيلا.
منظمة Lanfrica / NaijaVoices التي أسهمت في جمع بيانات 11 لغة أفريقية نادرة.
وقد جُمعت البيانات من متحدثين محليين مقابل أجر، مع التركيز على حوارات طبيعية غير مكتوبة لضمان أصالة النطق وتمثيل اللهجات الثقافية بدقة.
أداء قوي وتوافق واسع مع الأجهزة
أظهرت التجارب أن النموذج الأكبر (omniASR_LLM_7B) يحتاج إلى نحو 17 جيجابايت من ذاكرة GPU للتشغيل، في حين يمكن للنماذج الأصغر العمل على أجهزة متوسطة بقدرات شبه فورية. كما أثبت النظام كفاءة عالية في البيئات الصاخبة ولغات منخفضة الموارد، مما يجعله مثاليًا لتطبيقات مثل:
تتيح ميتا تحميل النماذج وقواعد البيانات مباشرة من GitHub وHugging Face، مع توفير واجهات برمجية مرنة لدمج النظام في التطبيقات التجارية بسهولة. ويفتح هذا الإطلاق الباب أمام الشركات التعليمية، ومقدمي الخدمات الصوتية، وتطبيقات إمكانية الوصول، لبناء حلول متعددة اللغات بكلفة منخفضة ودون قيود ترخيص.
بإطلاق Omnilingual ASR، لا تكتفي ميتا بتقديم إنجاز تقني غير مسبوق، بل تطرح رؤية جديدة لعصر الذكاء الصوتي العالمي، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع التنوع اللغوي والثقافي.
تسعى شركة آبل إلى إعادة تعريف مفهوم الاتصال عبر الأقمار الصناعية من خلال خطة طموحة تهدف إلى جعل الاتصال الفضائي بسيطًا وسلسًا كالاتصال بالواي فاي. وكشف تقرير حديث لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن ملامح هذه الإستراتيجية التي تعدّ امتدادًا لجهود الشركة في تطوير تقنيات الاتصالات بعيدة المدى، والتي بدأت منذ ما قبل إطلاق ميزة الطوارئ SOS في سلسلة هواتف آيفون 14.
آبل تطلق خطة فضائية طموحة لجعل الاتصال بالأقمار الصناعية سهلًا مثل الواي فاي
تشير المعلومات إلى أن رؤية آبل لم تتوقف عند حدود خدمات الطوارئ، بل تمتد نحو بناء منظومة فضائية متكاملة تتيح استخدام الخرائط والمراسلة وتبادل الصور من دون الحاجة إلى شبكات خلوية أو اتصال بالإنترنت. وتهدف الشركة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق تجربة اتصال طبيعية تمامًا، بحيث يتمكن المستخدم من التواصل عبر الأقمار الصناعية بالسهولة نفسها التي يتصل بها بشبكة الواي فاي في منزله أو عمله.
آبل تطلق خطة فضائية طموحة لجعل الاتصال بالأقمار الصناعية سهلًا مثل الواي فاي
فكرة بدأت قبل عقد من الزمن
تعود جذور المشروع إلى نحو عشر سنوات مضت، حين كانت آبل تدرس إمكانية الاستغناء عن شركات الاتصالات من خلال إنشاء شبكة فضائية مستقلة. ومع مرور الوقت، تم تعديل الخطط لتبدأ تدريجيًا بخدمات محدودة مثل الاتصال بالطوارئ عبر الأقمار الصناعية، ثم ميزة طلب المساعدة على الطريق، وصولًا إلى خدمات المراسلة النصية الفضائية لجميع المستخدمين. واليوم، يبدو أن الشركة تستعد للانتقال إلى المرحلة التالية من مشروعها الفضائي لتوسيع نطاق الاتصال وتطوير تجربة الاستخدام.
ميزات فضائية قيد التطوير
وفقًا للتقرير، تعمل آبل حاليًا على حزمة من المزايا الجديدة التي ستمثّل نقلة نوعية في عالم الاتصالات الفضائية، من أبرزها:
واجهة برمجة تطبيقات (API) تتيح للمطورين دمج الاتصال بالأقمار الصناعية داخل تطبيقاتهم.
خرائط وملاحة عبر الأقمار الصناعية تعمل دون الحاجة إلى إشارة خلوية أو شبكة واي فاي.
مراسلة متقدمة تتيح إرسال الصور إلى جانب النصوص عبر الأقمار الصناعية.
تحسينات في سهولة الاتصال تمكّن الهاتف من التواصل حتى في الأماكن المغلقة أو من داخل السيارة دون توجيهه نحو السماء.
دعم شبكات الجيل الخامس غير الأرضية (5G NTN) في الإصدارات المستقبلية من آيفون، ما يسمح بتوسيع التغطية من خلال الأبراج الفضائية.
لا تسير آبل وحدها في هذا المسار؛ إذ يشهد قطاع الاتصالات الفضائية سباقًا تقنيًا متسارعًا بين الشركات الكبرى. فشركة سبيس إكس (SpaceX) عبر خدمتها ستارلينك (Starlink) تتعاون مع تي موبايل (T-Mobile) لتوفير اتصال فضائي واسع، بينما تطور شركتا فيرايزون (Verizon) وAT&T حلولًا مماثلة. ويشير التقرير إلى أن هذا الواقع أثار نقاشات داخلية داخل آبل حول ما إذا كان من الأفضل أن تصبح الشركة مزود اتصالات فضائية فعليًا أم تكتفي بدور المطور والمزوّد التقني للخدمات.
تعتمد آبل حاليًا على شبكة Globalstar في تشغيل خدماتها الفضائية، إلا أن الشركة الأخيرة تدرس بيع أصولها، وسط تكهنات بأن سبيس إكس قد تكون أبرز المرشحين للاستحواذ عليها، مما قد يعقّد خطط آبل المستقبلية إذا فقدت جزءًا من سيطرتها التقنية على البنية التحتية.
تجسّد إستراتيجية آبل في هذا المجال فلسفتها المعهودة القائمة على الاستثمار طويل المدى والتحكم الكامل في تجربة المستخدم. وترى الشركة أن الاتصال الفضائي سيمثل مستقبل الاتصالات المحمولة خلال العقد المقبل، وتسعى لأن تكون في قلب هذا التحول عبر تطوير تجربة استخدام طبيعية وسلسة تجعل الاتصال بالأقمار الصناعية شبيهًا بتجربة الواي فاي اليومية، وهو ما قد يمنح أجهزة آيفون ميزة تنافسية يصعب مجاراتها في سوق الاتصالات الذكية.