في إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة النجاحات الوطنية، حققت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالميًا في تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك وفق نتائج مؤشر ستانفورد للذكاء الاصطناعي 2025، أحد أهم المؤشرات العالمية التي ترصد تقدم الدول في هذا القطاع الحيوي.
المرأة السعودية تتصدر مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا وفق مؤشر ستانفورد 2025
برزت المملكة كأكثر الدول دعمًا لمشاركة المرأة في الذكاء الاصطناعي، من خلال تفوقها بنسبة الإناث إلى الذكور العاملين في هذا القطاع، مما يعكس نجاح المبادرات والسياسات الطموحة التي تنتهجها الحكومة السعودية ضمن رؤية المملكة 2030، والتي تستهدف إشراك المرأة بفعالية في القطاعات التقنية المتقدمة.
المرأة السعودية تتصدر مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا وفق مؤشر ستانفورد 2025
وقد لعبت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) دورًا محوريًا في هذا الإنجاز، من خلال تقديم برامج متخصصة تستهدف تأهيل وتطوير المرأة، أبرزها برنامج Elevate الذي أطلق بالتعاون مع شركة Google Cloud، ويهدف إلى تمكين أكثر من 25 ألف امرأة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.
مبادرات محلية بأثر عالمي
لم تقتصر جهود المملكة على الداخل، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث شاركت أكثر من 1000 امرأة من 28 دولة في المرحلة الأولى من برنامج Elevate، إلى جانب عقد شراكات دولية مؤثرة، منها التعاون مع مايكروسوفت لتقديم برامج تدريبية تقنية متقدمة.
هذا التوجه العالمي يعزز مكانة السعودية كمركز جذب للكفاءات النسائية المتميزة، ويضعها في طليعة الدول التي توفر فرصًا متساوية في القطاعات التقنية الناشئة.
لم تقتصر الريادة السعودية على تمكين المرأة فقط، بل شملت مؤشرات أخرى هامة، حيث جاءت المملكة في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث نمو وظائف الذكاء الاصطناعي لعام 2024، ما يعكس حيوية السوق السعودي وازدهار فرص العمل التقنية.
كما حققت المرتبة الرابعة عالميًا في عدد نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، لتكون ضمن 7 دول فقط شاركت بنماذج متقدمة في هذا المجال، إلى جانب دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا.
ومن أبرز إنجازاتها التقنية، تطوير النموذج اللغوي العربي الضخم “علّام” (ALLaM)، الذي تم اعتماده على منصتي Hugging Face وIBM Watsonx، وهو ما يمثل طفرة في تقديم حلول ذكية باللغة العربية.
سجلت السعودية كذلك المرتبة الثامنة عالميًا في استقطاب كفاءات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس بيئة العمل المشجعة التي توفرها المملكة، والمبنية على الاستقرار، والدعم المؤسسي، وفرص الابتكار، ونقل المعرفة.
وساهمت “سدايا” في تحقيق هذا التميز من خلال عدة مبادرات منها:
إطلاق أكاديمية إنفيديا بالتعاون مع شركاء عالميين.
تنظيم الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي (أذكى).
تأسيس المركز الدولي لبحوث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) بالشراكة مع اليونسكو، الذي يعزز التزام المملكة بالمسؤولية الأخلاقية في استخدام التقنيات الحديثة.
تؤكد هذه الإنجازات أن المملكة لم تعد مجرد دولة مستهلكة للتقنية، بل باتت شريكًا فاعلًا ومؤثرًا في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا، مع ترسيخ دور المرأة السعودية كقوة فاعلة في هذا المشهد.