في عالم يتزايد فيه الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصدرت شركة تحذيراً كاسبرسكي للأمن السيبراني من تهديد جديد يتمثل في برمجيات خبيثة تستغل انتشار الشعبية المتزايدة. هذه البرمجية الخبيثة، المعروفة باسم (Gipy)، تتنكر كتطبيق يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الأصوات، مما يجعله كمينًا مثاليًا للضحايا الذين لا يتوخون الحذر.
كانت البرمجية الخبيثة (Gipy) نشطة منذ منتصف عام 2023، وتتميز بأنها تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي كطعم لنشر برمجيات خبيثة تابعة لجهات خارجية في أجهزة المستخدمين. في حملة حديثة راقبتها كاسبرسكي، تم اكتشاف أن الإصابة الأولية تحدث عندما يقوم المستخدم بتحميل ملف ضار من موقع إلكتروني تصيد احتيالي يتظاهر بأنه تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي لتغيير الأصوات.
وأوضحت كاسبرسكي أن هذه المواقع مُصممة بعناية بحيث تبدو متماثلة مع المواقع الأصلية. وفي كثير من الأحيان، تكون روابط الملفات الضارة مستضافة في مواقع جهات خارجية تم اختراقها وتعمل بنظام.
بعد أن يقوم المستخدم بالنقر على زر “تثبيت”، تبدأ عملية تثبيت تطبيق حقيقي، ولكن في الخلفية، يقوم نص برمجي بتنفيذ أنشطة ضارة. خلال هذه العملية، تقوم برمجية Gipy الخبيثة بتحميل برمجيات ضارة من مصادر خارجية معتمدة على منصة ( GitHub وتديرها، حيث تكون مخزنة في أرشيفات بصيغة ZIP ومحمية بكلمة مرور.
قام خبراء كاسبرسكي بتحليل أكثر من 200 ملف من هذه الملفات، واكتشفوا أن معظم الملفات الموجودة على منصة (GitHub) تحتوي على برمجية سرقة كلمات المرور السيئة السمعة (Lumma).
وعثر خبراء كاسبرسكي أيضًا على برنامج (Apocalypse ClipBanker)، وهو نسخة معدلة من برنامج التعدين (Corona). العملات المشفرة ، بالإضافة إلى العديد من البرامج الضارة من نوع حصان طروادة (RAT)، مثل: برمجيات DCRat وRADXRat.
كما اكتشفوا برمجيات لسرقة كلمات المرور مثل: RedLine وRisePro، بالإضافة إلى برمجية لسرقة البيانات تسمى (Loli)، وبرمجية تتيح الوصول الخلفي تُعرف باسم TrueClient.
انتشار برمجية Gipy الخبيثة:
لا يقتصر مجرمو الإنترنت الذين يعتمدون على البرمجية الخبيثة (Gipy) على منطقة جغرافية معينة، بل يهاجمون المستخدمين في كافة أنحاء العالم. تعد روسيا وتايوان والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا من بين الدول الأكثر تأثرًا.
وفي هذا السياق، صرَّح أوليج كوبريف، الخبير الأمني في كاسبرسكي: “تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي فوائد كبيرة وتُحدث تغييرًا جذريًا في حياتنا اليومية، لكن يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين. حيث يستغل مجرمو الإنترنت الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي لنشر البرامج الضارة وتنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي. والآن، يُستخدم الذكاء الاصطناعي كوسيلة للإغراء منذ أكثر من عام، ولا نتوقع أن يتراجع هذا الاتجاه قريبًا”.
نصائح خبراء كاسبرسكي لحماية نفسك من برمجية Gipy الضارة:
كن حذرًا عند تنزيل البرامج من الإنترنت، خاصة إذا كانت من مواقع ويب تابعة لطرف ثالث. حاول دائمًا تنزيل البرنامج من الموقع الرسمي للشركة أو الخدمة التي تعتمد عليها.
تحقق من أن الموقع الذي تقوم بتحميل البرنامج منه موثوق. ابحث عن رمز القفل في شريط العنوان وتأكد من أن رابط الموقع يبدأ بـ (https://) لضمان أن الموقع الإلكتروني آمن.
استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب من حساباتك، وقم بتفعيل ميزة المصادقة الثنائية متى كان ذلك ممكنًا. هذا يساعد على حماية حساباتك من محاولات الاختراق.
كن يقظاً تجاه الروابط أو رسائل البريد الإلكتروني المريبة التي تأتي من جهات غير معروفة، حيث يعتمد المحتالون غالباً على تقنيات الهندسة الاجتماعية لإيهام المستخدمين بالنقر على الروابط أو تحميل البرامج الضارة.
استخدم حلاً أمنيًا موثوقًا به وداوم على تحديثه بانتظام، مثل حل Kaspersky Premium الذي يمكنه المساعدة في كشف وإزالة أي برامج ضارة قد تكون موجودة في جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
تواصل جوجل إعادة تعريف تجربة البحث عبر الإنترنت من خلال توسيع نطاق ميزة الملخصات الذكية (AI Overviews)، مما يسمح بعرض إجابات موجزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمجموعة أكبر من عمليات البحث. أصبح بإمكان جميع المستخدمين، حتى غير المسجّلين في حسابات جوجل، الاستفادة من هذه الميزة الجديدة.
مستقبل البحث في جوجل توسّع الملخصات الذكية وتجربة وضع الذكاء الاصطناعي
إلى جانب الملخصات الذكية، تختبر جوجل ميزة جديدة تُعرف باسم “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode)، التي توفر روبوت محادثة متكاملًا داخل محرك البحث. تم تصميم هذا الوضع ليمنح المستخدمين تجربة بحث أكثر سلاسة وتفاعلية، مشابهة لخدمات مثل ChatGPT Search وPerplexity، لكنه أكثر ارتباطًا بنتائج البحث التقليدية.
مستقبل البحث في جوجل توسّع الملخصات الذكية وتجربة وضع الذكاء الاصطناعي
كيف يعمل “وضع الذكاء الاصطناعي”؟
يتوفر هذا الوضع بشكل حصري لمشتركي Google One AI Premium، ويتطلب تفعيله يدويًا عبر قسم “المختبرات” (Labs) داخل البحث. عند التفعيل، يظهر كعلامة تبويب مستقلة بجانب تبويبات مثل “الصور” و”الأخبار”، حيث يُقدم إجابات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مستندة إلى فهرس نتائج البحث، مع إدراج روابط المصادر لتعزيز دقة المعلومات.
تسعى جوجل إلى تحسين ميزة “الملخصات الذكية” باستخدام نموذج Gemini 2.0، مما سيجعل البحث أكثر قدرة على معالجة الأسئلة المعقدة، مثل المسائل الرياضية والمشكلات البرمجية التي تتطلب تحليلًا متقدمًا.
أثارت هذه التطورات مخاوف حول إمكانية تقليل حركة الزوار إلى المواقع الإلكترونية، حيث قد تؤدي الإجابات الفورية من الذكاء الاصطناعي إلى تقليل حاجة المستخدمين للنقر على الروابط. ومع ذلك، يؤكد روبي شتاين، نائب رئيس المنتجات في فريق البحث، أن هذه الميزة قد تزيد من مدة بقاء المستخدمين في المواقع عبر تزويدهم بمعلومات سياقية مسبقة، مما يجعلهم أكثر تفاعلًا مع المحتوى.
هل تحل تقنيات الذكاء الاصطناعي محل البحث التقليدي؟
وفقًا لجوجل، فإن “وضع الذكاء الاصطناعي” ليس بديلًا للبحث التقليدي، بل يمثل تطورًا طبيعيًا في تجربة البحث، حيث يعمل على دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق داخل عمليات البحث، مما يعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع المعلومات عبر الإنترنت.
مع هذه التحديثات، يتضح أن البحث في جوجل لم يعد مجرد إدخال كلمات مفتاحية وانتظار الروابط، بل يتحول إلى تجربة ديناميكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من البحث الفعّال والتفاعلي.
مع الانتشار الواسع لتطبيق Gemini على أجهزة أندرويد، أصبح استخدامه جزءًا من الروتين اليومي للكثيرين، سواء في البحث عن الأفكار، أو إنجاز المهام المتنوعة. ومع ذلك، يساور بعض المستخدمين القلق بشأن جمع بياناتهم واستخدامها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كيفية تحسين إعدادات الخصوصية في تطبيق Gemini
يتيح Gemini إمكانية الوصول إلى الملفات المخزنة في Google Drive افتراضيًا، مما قد يُعرض بياناتك للمراجعة من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بجوجل. لتعطيل هذا الخيار:
كيفية تحسين إعدادات الخصوصية في تطبيق Gemini
افتح تطبيق Gemini واضغط على صورتك الشخصية في الزاوية العلوية.
انتقل إلى قائمة “الإضافات” (Extensions).
ابحث عن إضافة Google Workspace وقم بتعطيلها عبر الضغط على الزر المخصص.
إيقاف التحكم في الأجهزة الذكية
إذا كنت تمتلك أجهزة ذكية مثل الكاميرات أو المصابيح الذكية، فقد يكون من الأفضل تعطيل خاصية التحكم في الأجهزة من خلال Gemini، وذلك لتجنب تشغيلها عن طريق الخطأ أو تعرّضها للاختراق. لتعطيلها:
افتح تطبيق Gemini وانتقل إلى “الإضافات” (Extensions).
منذ إطلاق شبكة الويب العالمية عام 1993، شهد العالم ثورة رقمية متسارعة، بلغت ذروتها مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية 2022. ورغم هذا التطور الهائل، ظل محرك بحث جوجل، الذي انطلق عام 1998، حجر الأساس للعالم الرقمي. ولكن مع بروز أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة روبوت ChatGPT من OpenAI، بدأت التساؤلات حول مدى تأثير هذه التقنيات على سيطرة جوجل في سوق البحث. ومع ذلك، تكشف البيانات الأخيرة أن هذا التأثير لا يزال محدودًا.
هل يشكل ChatGPT تهديدًا حقيقيًا لهيمنة بحث جوجل
أعلنت جوجل أنها تتعامل مع أكثر من 5 تريليونات عملية بحث سنويًا، مما يعكس استمرار هيمنتها في السوق. ووفقًا لتحليل أجرته شركة باركليز، فإن استعلامات البحث عبر جوجل قد نمت بأكثر من 20% منذ إطلاق ChatGPT في أواخر 2022، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا حقيقيًا أم مجرد موجة إعلامية.
هل يشكل ChatGPT تهديدًا حقيقيًا لهيمنة بحث جوجل
ChatGPT وصعوده السريع
منذ إطلاقه، حقق ChatGPT انتشارًا واسعًا، حيث ارتفع عدد مستخدميه النشطين أسبوعيًا من 100 مليون في نوفمبر 2023 إلى 400 مليون بحلول فبراير 2025. هذا النمو السريع أثار مخاوف بعض المستثمرين بشأن احتمال تأثيره على سوق البحث، لكن الأرقام تشير إلى أن جوجل لم تتأثر سلبًا حتى الآن.
ورغم بعض التحديات التي واجهتها جوجل، مثل الأخطاء في نتائج الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تواصل تحسين تقنياتها والاستفادة من المحتوى التفاعلي، كما هو الحال مع منشورات Reddit التي بدأت تظهر بشكل أكبر في نتائج البحث.
مستقبل البحث في ظل الذكاء الاصطناعي
يرى الخبراء أننا مقبلون على تحول جذري في البحث الرقمي مع انتشار وكلاء الذكاء الاصطناعي، الذين سيعيدون تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين مع المعلومات والخدمات الرقمية، مما قد يغير نماذج الأعمال التقليدية على الإنترنت.
في الوقت الحالي، لا تزال جوجل تحتفظ بموقعها الريادي، متجاوزة التحديات التي يفرضها ChatGPT، بفضل الابتكار المستمر. لكن مع تطور وكلاء الذكاء الاصطناعي، قد نشهد تغيرات كبيرة في سوق البحث مستقبلاً، مما يجعل المنافسة بين جوجل وOpenAI واحدة من أكثر المواجهات التكنولوجية إثارة في عصرنا.