في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة تسلا انطلاق عملياتها رسميًا في السعودية خلال أبريل 2025، مستهدفة سوقًا يشهد نموًا لافتًا في قطاع السيارات الكهربائية. وتشمل خطة الشركة التوسع في المملكة من خلال البيع المباشر عبر الإنترنت، وإنشاء معارض تفاعلية في مواقع استراتيجية، وتطوير شبكة حديثة من محطات الشحن، إلى جانب تأسيس مراكز خدمة مخصصة لتلبية احتياجات ما بعد البيع.
تسلا تطرق أبواب المملكة هل تنجح في سباق السيارات الكهربائية وسط عمالقة المنافسة
تسلا تطرق أبواب المملكة هل تنجح في سباق السيارات الكهربائية وسط عمالقة المنافسة
1. حضور محلي قوي ومنافسون عالميون تدخل تسلا سوقًا يعج بالمنافسين الكبار، في مقدمتهم شركة لوسيد المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، والتي دشّنت أول مصنع لها في المملكة عام 2023، ومشروع سير المشترك بين الصندوق وفوكسكون، كأول علامة تجارية وطنية للسيارات الكهربائية. كما أن شركة BYD الصينية، التي تفوقت مؤخرًا على تسلا في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، تمثل تهديدًا واضحًا لقدرة تسلا على حصد حصة سوقية مؤثرة.
2. إرث تأخير وتوترات سابقة لم يكن دخول تسلا إلى السعودية سلسًا، فقد تأخر بعد أسواق مجاورة كالإمارات وقطر، ويربط محللون هذا التأخر بخلاف سابق بين إيلون ماسك ومحافظ صندوق الاستثمارات السعودي في 2018، حول صفقة خصخصة محتملة للشركة. وقد أعقب ذلك استثمار الصندوق في شركة لوسيد، مما رسم ملامح تنافس مباشر بين الطرفين.
تسلا تحت المجهر: مبيعات متراجعة وآمال معلقة
1. Cybertruck… دون التوقعات رغم الضجة التي صاحبت إطلاقها، لم تحقق شاحنة Cybertruck الأرقام المرجوة؛ فحتى مارس 2025، لم تتجاوز المبيعات 50,000 وحدة، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بـ1.5 مليون طلب مسبق سُجّلت قبل إطلاقها. ويشير محللون إلى أن تسلا خفّضت أهداف الإنتاج بسبب ضعف الطلب، ما يعزز المخاوف بشأن قدرتها على تحقيق اختراق حقيقي في السوق السعودي.
2. تراجع في الولايات المتحدة ومحاولات تعويض تواجه تسلا تحديات متزايدة في سوقها الأم، بسبب المواقف السياسية لإيلون ماسك، والتي أثرت سلبًا على المبيعات والقيمة السوقية، مما يدفع الشركة للبحث عن أسواق بديلة للنمو، والسعودية تبدو خيارًا إستراتيجيًا لهذا الغرض.
سوق واعد رغم الزحام: السعودية أرض الفرص الكهربائية
1. مؤشرات نمو مشجعة تصنف المملكة كأكبر سوق سيارات في العالم العربي، مع توقعات بنمو سنوي يبلغ 12% حتى 2030، بدفع من استثمارات ضخمة في التصنيع المحلي والبنية التحتية. كما أعلنت الرياض عن هدف تحويل 30% من سياراتها إلى كهربائية بحلول 2030.
2. رغبة المستهلك تتزايد أظهر استطلاع أجرته AlixPartners عام 2024 أن 70% من السعوديين مهتمون بشراء السيارات الكهربائية، مع توقعات بارتفاع النسبة إلى 85% بحلول 2035، متجاوزةً الرغبة الحالية في الأسواق الأوروبية والأمريكية.
1. استثمار في شبكات الشحن وتوسيع الخيارات لن تقتصر مساهمة تسلا على بيع المركبات، بل ستشمل الاستثمار في محطات الشحن المتقدمة، ما يُسهم في تسريع تحول السوق إلى الحلول المستدامة. كما سيدفع دخولها باقي اللاعبين إلى تحسين خدماتهم، مما يعزز التنافسية ويصبّ في مصلحة المستهلك النهائي.
رغم التأخر، تملك تسلا فرصة حقيقية لتعويض تراجعها في أسواق أخرى عبر بوابة السوق السعودي. ومع وجود قاعدة استهلاكية شابة وحكومة داعمة للتحول الأخضر، يبقى السؤال الأهم: هل تنجح تسلا في تحويل الفرصة إلى إنجاز ملموس وسط منافسة حامية؟