أعلنت منظمة ويكيليكس أن مؤسسها جوليان أسانج قد غادر المملكة المتحدة بعد التوصل إلى اتفاق مع السلطات الأمريكية يقضي باعترافه بالذنب في التهم الجنائية الموجهة إليه مقابل الإفراج عنه من السجن.
ونشرت ويكيليكس مقطع فيديو عبر منصة إكس، يظهر أسانج مرتديًا قميصًا أزرق وبنطالًا، وهو يوقع وثيقة قبل صعوده على متن طائرة خاصة تابعة لشركة “تشارتر فيستا جيت”. وأفاد بيان من ويكيليكس بأنه سيعود إلى أستراليا بعد مثوله أمام محكمة فيدرالية في سايبان، عاصمة جزر ماريانا الشمالية الأمريكية، الواقعة في المحيط الهادئ.
قالت زوجته، ستيلا أسانج، في منشور لها على منصة إكس: “جوليان حر! الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن مدى امتناننا الكبير لكم، نعم أنتم، الذين بذلتم جهودًا عظيمة لسنوات لتحقيق هذا الأمر”.
كانت الطائرة الوحيدة التابعة لشركة “فيستا جيت” التي غادرت مطار ستانستيد الدولي شمال شرق لندن بعد ظهر يوم الاثنين متجهة إلى بانكوك، عاصمة تايلاند، وفقًا لبيانات موقع FlightRadar24.
مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج يتوجه لركوب الطائرة مغادرًا لندن.
كانت الحكومة الأسترالية بقيادة رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي تسعى جاهدة لإطلاق سراح أسانج، لكنها امتنعت عن التعليق على الإجراءات القانونية لأن الأحداث ما زالت مستمرة.
صرح المتحدث باسم الحكومة قائلاً: “لقد كان رئيس الوزراء ألبانيزي واضحًا بشأن أن قضية السيد أسانج قد امتدت لوقت طويل جداً، ولا يوجد جدوى من استمرار حبسه”.
في عام 2010، قامت ويكيليكس بإصدار مئات الآلاف من الوثائق العسكرية الأمريكية السرية المتعلقة بحروب واشنطن في أفغانستان والعراق، مما يمثل أكبر تسريب أمني من نوعه في تاريخ الجيش الأمريكي، إلى جانب مجموعة من البرقيات الدبلوماسية.
وُجّهت إلى أسانج تهم أثناء فترة إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب، نتيجة نشر ويكيليكس وثائق أمريكية سرية سربتها المحللة السابقة في الاستخبارات العسكرية الأمريكية، تشيلسي مانينغ، والتي حُوكمت أيضًا بموجب قانون التجسس.
وتضمنت الوثائق الكثيرة أكثر من 700,000 وثيقة، من ضمنها مقطع فيديو شهير من عام 2007 يُظهر طائرة أباتشي أمريكية تطلق النار على مشتبه بهم في العراق، مما أدى إلى مقتل اثني عشر شخصًا، بينهم اثنان من موظفي وكالة رويترز الإخبارية. وقد تم نشر هذا الفيديو في عام 2010.
وأثارت التهم الموجهة لأسانج غضب العديد من مؤيديه حول العالم، الذين يرون أن أسانج كناشر لويكيليكس لا ينبغي أن يواجه تهمًا تُستخدم عادةً ضد موظفي الحكومة الفيدرالية الذين يسرقون المعلومات أو يقومون بتسريبها.
ندد العديد من دعاة حرية الصحافة بتوجيه الاتهامات الجنائية إلى أسانج، مشيرين إلى أن ذلك يشكل تهديدًا لحرية التعبير. وقد قال جميل جعفر، المدير التنفيذي لمعهد Knight First Amendment في جامعة كولومبيا، في تصريح لوكالة رويترز: «إن اتفاق الإقرار بالذنب سيمنع أسوأ سيناريو ممكن لحرية الصحافة، حيث يبنى هذا الاتفاق على فكرة أن أسانج قد قضى خمس سنوات في السجن بسبب أنشطة يمارسها الصحفيون يوميًا». وأضاف: «سيكون لهذا تأثير كبير على أهم أنواع الصحافة، ليس فقط في هذا البلد ولكن في جميع أنحاء العالم».
تم اعتقال جوليان أسانج لأول مرة في بريطانيا عام 2010 بناءً على مذكرة توقيف أوروبية صادرة عن السلطات السويدية التي كانت ترغب في استجوابه بشأن اتهامات بجرائم جنسية تم إسقاطها لاحقًا. لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور وبقي هناك لمدة سبع سنوات لتفادي تسليمه إلى السويد، قبل أن يتم إخراجه من السفارة وسجنه في عام 2019 بتهمة تجاوز الكفالة. منذ ذلك الحين، ظل أسانج محتجزًا في سجن بلمارش ذو الحراسة الشديدة في لندن، حيث كان يقاوم تسليمه إلى الولايات المتحدة لمدة تقارب الخمس سنوات.
أثناء وجوده في سجن بلمارش، تزوج أسانج من شريكته ستيلا، التي أنجبت له طفلين عندما كان في سفارة الإكوادور.
وهذه السنوات الخمس من الحبس تشبه العقوبة التي فُرضت على رياليتي وينر، المحاربة الأمريكية في القوات الجوية والموظفة السابقة في وكالة الأمن القومي، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 63 شهرًا بعد أن حصلت على مواد سرية وأرسلتها لوسيلة إعلامية.
في شهادة لافتة أمام القضاء الأمريكي، كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن مدى تأثير صعود تيك توك على أداء شركته، معترفًا بأن التطبيق المنافس تسبب فعليًا في إبطاء نمو منصات ميتا.
زوكربيرج يقرّ بالضغط تيك توك أوقف زحف ميتا نحو الصدارة
زوكربيرج يقرّ بالضغط تيك توك أوقف زحف ميتا نحو الصدارة
جاءت تصريحات زوكربيرج خلال جلسات محاكمة فيدرالية تتهم فيها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) شركة ميتا بالسعي لاحتكار سوق وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال استحواذها على تطبيقات كبرى مثل إنستاجرام وواتساب. وفي حال كسبت اللجنة القضية، قد تُجبر ميتا على فصل هذه التطبيقات وبيعها.
خلال شهادته، وصف زوكربيرج منصة تيك توك بأنها تمثل “تهديدًا عاجلًا”، مشيرًا إلى أن سرعة انتشارها وشعبيتها أثّرت سلبًا على نمو ميتا، ما دفع الأخيرة إلى إعادة صياغة طريقة الإعلان عن بيانات المستخدمين.
فمنذ عام 2017، لم تعد ميتا تكشف عن أعداد مستخدمي فيسبوك بشكل منفصل، بل اعتمدت على مقياس “عائلة التطبيقات” الذي يجمع مستخدمي فيسبوك، إنستاجرام، وواتساب معًا، كاستراتيجية لمواجهة المقارنة المباشرة مع منافسين أقوياء.
المحاكمة لم تخلُ من كشف مراسلات داخلية مثيرة للجدل، إذ تبين أن زوكربيرج طرح سابقًا أفكارًا غير تقليدية لمواجهة تراجع شعبية فيسبوك، مثل اقتراحه حذف قائمة أصدقاء المستخدمين بالكامل مرة سنويًا.
كما أظهرت إحدى رسائله عام 2018 أنه درس خيار فصل إنستاجرام وتحويله إلى شركة مستقلة، معتبرًا أن بعض الشركات تحقق أداءً أفضل بعد الانفصال، رغم ما يصاحب هذه العملية من مقاومة داخلية.
في الوقت الذي تواجه فيه ميتا ضغوطًا قانونية وتنظيمية متصاعدة، تعيش تيك توك هي الأخرى تحت تهديد الحظر في الولايات المتحدة، ما يعكس حجم الصراع بين المنصات التقنية الكبرى وسط رقابة متزايدة من السلطات الأمريكية.
في خطوة غير معتادة من شركة تكنولوجية بحجم ميتا، كشفت تقارير تقنية حديثة عن محاولات الشركة للحصول على تمويل خارجي لتطوير الجيل الرابع من نموذجها الذكي “Llama 4″، مما يعكس حجم التحديات المالية التي تواجهها حتى الشركات الكبرى في سباق الذكاء الاصطناعي.
ميتــا تبحث عن شـركاء لتمويل طموحات الذكاء الاصطناعي هل بدأت مرحلة التحالفات
ميتــا تبحث عن شـركاء لتمويل طموحات الذكاء الاصطناعي هل بدأت مرحلة التحالفات
نقل موقع The Information عن أربعة مصادر مطّلعة أن ميتا تواصلت مع عدد من الشركات العملاقة، من بينها مايكروسوفت وأمازون، لطلب الدعم المالي لمشروع “Llama 4″، وعرضت عليهم حوافز خاصة مقابل المشاركة، من بينها إمكانية التأثير في تطوير مزايا النموذج.
هذا العرض، رغم ما قد يبدو عليه من جرأة، لم يُقابل باهتمام كبير من تلك الشركات، نظرًا لما قد يترتب عليه من تضارب مصالح في سوق تنافسي حاد.
بالنظر إلى موقف أمازون ومايكروسوفت، فمن غير المنطقي من وجهة نظرهما تمويل مشروع منافس، لا سيما أن كلاً منهما يستثمر بمليارات الدولارات في تطوير نماذجها الخاصة، مثل Copilot وBedrock وClaude، وغيرها.
هذا يسلط الضوء على حقيقة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجالًا مفتوحًا للمنافسة التقليدية، بل ميدانًا مغلقًا على الكيانات العملاقة التي تستطيع تحمل التكاليف الباهظة لتدريب النماذج.
استثمارات هائلة: الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى مليارات لا ملايين
حتى النماذج التي تُروَّج على أنها منخفضة التكاليف، مثل R1 من شركة DeepSeek، التي قيل إن تطويرها كلّف “بضعة ملايين”، يُعتقد فعليًا أنها قاربت المليار دولار في تكلفة التطوير الحقيقية، مما يكشف عن فجوة بين ما يُعلن وما يُستثمر فعليًا.
رغم التحديات التمويلية، أعلنت ميتا رسميًا إطلاق Llama 4، الجيل الأحدث من نماذجها للذكاء الاصطناعي، مؤكدة استمرار التزامها بالمجال واستعدادها لضخ المزيد من الاستثمارات في هذا السباق المحتدم.
ووفقًا للمصادر، فإن الشركة ستواصل تطوير تقنياتها بمفردها في حال عدم تلقي الدعم المالي الخارجي المتوقع، في محاولة منها لمنافسة الشركات الكبرى مثل Google وOpenAI وMicrosoft.
نشرت مجلة IEEE Access دراسة علمية حديثة تكشف عن ثغرات أمنية خطيرة في واحدة من أكثر تقنيات الطب الحيوي تقدمًا، وهي تقنية تسلسل الحمض النووي من الجيل الجديد (NGS). وتُعد هذه التقنية عنصرًا حاسمًا في الطب الدقيق، وأبحاث السرطان، والأمراض المعدية، ما يجعل أي تهديد يطالها مثيرًا للقلق على مستوى عالمي.
تهديد صامت للجينات تحذيرات علمية من اختراق الأمن البيولوجي عبر الحمض النووي
تعتمد تقنية NGS على تحليل الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA) بدقة وسرعة، ما يسهم في التقدّم بمجالات عدة، مثل تطوير الأدوية وتحقيقات الطب الشرعي والزراعة وتحليل الطفرات الفيروسية. لكن، وبحسب الدراسة، فإن هذه التقنية تعتمد على أنظمة متصلة بالإنترنت ومعالجات متطورة، ما يجعلها هدفا محتملا لهجمات إلكترونية معقدة.
تهديد صامت للجينات تحذيرات علمية من اختراق الأمن البيولوجي عبر الحمض النووي
جرس إنذار علمي: الحماية الحالية غير كافية
أكدت الدكتورة نسرين أنجم، الباحثة الرئيسية من كلية الحوسبة بجامعة بورتسموث، أن الأمن الجينومي لا يجب أن يقتصر على التشفير، بل يجب أن يشمل استراتيجيات استباقية لمواجهة هجمات مستقبلية لم تحدث بعد، قائلةً:
“نحن بحاجة إلى تحول جذري في كيفية تأمين مستقبل الطب الدقيق.”
تهديدات جديدة: من برمجيات خبيثة إلى تلاعب بالذكاء الاصطناعي
أوضحت الدراسة أن التهديدات لا تتعلق فقط بسرقة البيانات، بل تشمل:
زرع برمجيات خبيثة داخل حمض نووي صناعي.
تعديل البيانات الجينومية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كما شدّدت على ضرورة التعاون بين علوم الحوسبة والتقنيات الحيوية والأمن السيبراني، نظرًا لخطورة العمل بمعزل عن التخصصات الأخرى.
تحذير من استغلال البيانات لأغراض بيولوجية خبيثة
أنهى الباحثون تحذيرهم بالإشارة إلى أن عدم التنسيق الأمني العالمي في مجال الجينوم قد يسمح باستخدام البيانات لأغراض مراقبة، أو تمييز، أو حتى إرهاب بيولوجي، في ظل وجود نقاط ضعف حرجة في الأمن البيولوجي الدولي.