يشهد عالم تحضير وحفظ الأطعمة تغيرات بارزة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية ونمو مجال الذكاء الاصطناعي. أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا مهمًا في الحياة اليومية، حيث يُستعمل الآن في الأجهزة المنزلية الحديثة لتسهيل إعداد الطعام، والمساهمة في تقليص الفاقد منه، كما يُسهم في اختصار الوقت والمجهود اللازمين لتجهيز الوجبات.
هناك عدة طرق يُسهم بها الذكاء الصناعي في تحسين عملية تحضير الطعام، وفي السطور التالية سنقوم بتسليط الضوء على بعض هذه الطرق.
قد يكون الذكاء الاصطناعي عاملاً مساعداً في منع الوقوع في مشكلة الإفراط في طهي الأطعمة.
كثير من الناس يكرهون القيام بعملية الطهو خوفاً من احتمال تعرض الأطعمة للفساد بسبب الطهي الزائد أو قصوره، فالأطباق غير الناضجة قد تتسبب في حدوث أمراض ناتجة عن تناولها، بينما قد تصبح الأطعمة المطهية أكثر من اللازم غير مؤهلة للأكل.
يُمكن لبعض الأجهزة الذكية أن تساهم في تخفيف التوتر المتعلق بالطهي، مثل جهاز قياس الحرارة التنبؤي الذي تصنعه شركة كومباستيون، إذ يمتاز هذا الجهاز بامتلاكه ثمانية مستشعرات تضمن قراءات دقيقة لحرارة الطعام من الداخل والخارج. يعتمد الجهاز على الذكاء الاصطناعي وخوارزميات معقدة لتوقّع متى يتوجب رفع الطعام من على النار، مما يعني أنه لا حاجة للوقوف أمام الطعام ومراقبته حتى ينضج، كما يعني تجنب الوقوع في فخ الإفراط في طهوه.
قامت شركة Combustion بتعديل الخوارزميات المستخدمة في جهاز قياس الحرارة التابع لها في نهاية السنة الماضية، وذلك بهدف التأكد من أن درجات الحرارة المستعملة في عملية الطهي متوافقة مع المواصفات التي حددتها وزارة الزراعة الأمريكية.
2- قد يسهم الذكاء الصناعي في خفض معدلات إهدار الأغذية.
غالبًا ما يصعب تذكر محتويات الثلاجة أثناء التسوق في المتجر، وقد تواجه حيرة بشأن الأصناف الغذائية التي ينبغي شراؤها. لكن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقدم المساعدة في التغلب على هذه العقبة.
على سبيل المثال: تدعم أحدث ثلاجات سامسونج توجد تقنية ذكاء اصطناعي تُعرف باسم “ذكاء الطعام الاصطناعي” التي تستغل الكاميرات داخل البراد لتنبيهك حول الأصناف التي ينبغي عليك زيادة مخزونها، الأمر الذي يحول دون تكديس الأغذية زيادة عن الحاجة.
ولا تقف إمكانيات هذه الميزة عند التعرف على المواد الغذائية داخل الثلاجة فحسب، بل تمتد لتقديم اقتراحات بوصفات طبخ تستفيد من هذه المكونات، ما يُمكنك من استخدام جميع المواد المتوفرة لديك بشكلٍ أمثل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الثلاجة يجب أن تعرض الصور بشكل جلي عبر التطبيق المرتبط بالثلاجة حتى تستطيع التعرف على محتوياتها، مما يعينك في معرفة الأصناف التي تحتاج لشرائها.
3- قد يسهم الذكاء الصناعي في مساعدتك على اختيار الوجبات التي يمكنك طهيها.
تشتمل الكثير من الأدوات المطبخية الذكية على مساعد صوتي قائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. يمكنك أن تعرض على هذا المساعد الصوتي المدمج قائمة بالمكونات التي لديك، أو أن تصف له حالتك النفسية، أو حتى تخبره برغبتك الخاصة في أكلة محددة، فعندها سيوفر لك عدة اقتراحات لوصفات يمكنك طهيها.
حتى إذا كنت لا تمتلك جهازاً للطهي مزودًا بمساعد ذكي، توجد العديد من البرامج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوصيك بوصفات يمكن إعدادها استنادًا إلى المقادير المتوافرة لديك أو حسب حالتك المزاجية، ومن بين هذه البرامج ما يلي: DishGen و MealsAI و MealPractice.
استعمال الذكاء الاصطناعي خلال عملية الطهي يعزز المتعة ويُسهم في تقليل الوقت المستغرق.
توجد الآن العديد من الأفران الذكية التي تزيد من متعة الطهي بسبب الميزات المتقدمة التي توفرها. على سبيل المثال، يأتي فرن Brava الذكي مزودًا بواجهة مستخدم رسومية تمكّن المستخدم من البحث عن مكونات مختلفة، حيث يُقدم لك عند البحث عن مكون معين، قائمة تحتوي على وصفات يمكن تحضيرها. بعد اختيارك لوصفة معينة، ستعرض الواجهة خطوات تحضير الوصفة التفصيلية، وسوف يتابع الفرن الطهي ويحرص على التوقف تلقائيًا عندما يصبح الطعام مطهيّاً بالشكل المثالي.
يعمل فرن برافا على توجيه الحرارة بشكل مباشر نحو الأطباق التي تُطهى بدلاً من إهدار الطاقة في تدفئة الفرن بأكمله، ومن ثم تصبح فترات الطهي أقصر إلى حد كبير، إذ تُختصر إلى النصف أو حتى أقل في بعض الأحيان.