من المتوقع أن تنخفض استخدامات مواقع البحث الإلكتروني بمقدار يصل إلى ربع معدلها الحالي، وذلك نتيجة لتأثيرات تطبيقات الذكاء الصناعي، وذلك وفقًا لما أفادت به منظمة “جارتنر” المتخصصة في التحليلات السوقية.
وفقاً لما جاء في تقرير أخير يُعزى السبب الرئيسي وراء الانخفاض الذي يشهده سوق محركات البحث على الإنترنت إلى النمو المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية مثل برامج الدردشة الآلية والأدوات المختصة بإنتاج الصور وغيرها من المنصات التقنية ذات الطابع المشابه.
مع التطور المتوقع، توصي مؤسسة غارتنر الشركات بالنظر في إعادة صياغة استراتيجياتها لقنوات التسويق لديها.
وذلك لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية ستتخذ مكانة كمصادر البحث البديلة، حيث سيرجع إليها المستخدمين لطرح استفساراتهم والحصول على إجابات بطريقة أكثر سرعة وسهولة مقارنة بمحركات البحث التقليدية.
تعمد العديد من المؤسسات التجارية الآن إلى تبني خطط الترويج عبر المحتوى، وكذلك السعي لجذب الفئة المستهدفة من العملاء من خلال الظهور في أعلى قائمة نتائج محركات البحث أو عن طريق دفع الأموال للحصول على إعلانات في صفحات نتائج البحث.
أفادت الشركة بأن خوارزميات محرك البحث ستُعطي الأولوية للمحتوى المتميز بالجودة نتيجة لتزايد المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن الشركات الكبرى العاملة في ميدان البحث على الإنترنت قد لا ترحب بالتحولات المتوقعة، إلا أنه يُلاحظ أن هذه الشركات هي ذاتها التي تُسهم في تقديم الخدمات الحالية للذكاء الاصطناعي التوليدي والتي من ضمنها خدمة Gemini من جوجل وCopilot من مايكروسوفت.
يُتوقع أن تعتمد الشركات التي تقدم هذه الخدمات على إدراج الإعلانات التجارية والروابط الدعائية ضمن منصاتها، وذلك بهدف تغطية نفقات التشغيل وتحقيق هوامش ربح.
قد تؤدي هذه التحولات إلى ظهور خدمات جديدة تنافس محركات البحث الأساسية.
على سبيل المثال، هناك محرك بحث حديث يدعى Perplexity. ومن جهتها، تعتزم شركة OpenAI، الجهة المنتجة لروبوت الدردشة الشهير ChatGPT، إطلاق خدمة خاصة بالبحث الإلكتروني