شهد الذكاء الاصطناعي تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، مما جعله يتخطى دوره التقليدي في تحليل البيانات ليصبح شريكًا حقيقيًا في اتخاذ القرارات. ومن بين أبرز هذه التقنيات الحديثة يبرز الذكاء الاصطناعي التوجيهي (Prescriptive AI)، الذي يُعد بمثابة قفزة نوعية في كيفية تحليل البيانات وتقديم توصيات دقيقة ومباشرة.
الذكاء الاصطناعي التوجيهي هو تقنية متقدمة لا تكتفي بمساعدة المؤسسات على تحليل البيانات أو التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، بل تقدم توصيات فورية وقابلة للتنفيذ.
على سبيل المثال، يمكن لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي اقتراح خطوات استجابة فورية مثل زيادة إنتاج منتج معين في حالة ارتفاع الطلب المفاجئ، أو تحسين الحملات التسويقية.
يمثل هذا النوع نقلة نوعية للصناعات التي تحتاج إلى استجابات لحظية مثل التجارة الإلكترونية، والرعاية الصحية، واللوجستيات.
آلية عمل الذكاء الاصطناعي التوجيهي
1. جمع البيانات ومعالجتها
يبدأ الذكاء الاصطناعي التوجيهي بجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات من مصادر متعددة مثل أجهزة الاستشعار، والتطبيقات الذكية، وقواعد البيانات السحابية. مثال:
في قطاع الرعاية الصحية، تُجمع بيانات المرضى مثل الأعراض والتاريخ الطبي لتحليلها واقتراح خطط علاج فردية.
2. النمذجة التنبئية
يُستخدم التعلم الآلي في تحليل الأنماط السابقة للتنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية. مثال:
في النقل، يُمكن توقع ارتفاع الطلب على وسائل النقل خلال فترات معينة بناءً على تحليل البيانات الموسمية.
3. خوارزميات التحسين
تتيح هذه الخوارزميات مقارنة الخيارات المتاحة لاختيار الأفضل بناءً على معايير مثل الكفاءة والتكلفة. مثال:
في الخدمات اللوجستية، يُمكن اقتراح المسار الأسرع لتوصيل الشحنات بأقل تكلفة وأعلى كفاءة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوجيهي في الصناعات المختلفة
الرعاية الصحية
تحسين خطط العلاج الفردية بناءً على تاريخ المريض.
إدارة أسرّة المستشفيات والمواعيد لتجنب الازدحام.
اللوجستيات
اقتراح مسارات توصيل أسرع وأقل تكلفة.
التنبؤ بالأعطال وإجراء الصيانة الوقائية للمركبات.
القطاعات المالية
تحليل بيانات الأسواق المالية لتقديم توصيات استثمارية دقيقة.
تقليل المخاطر من خلال التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في السوق.
قطاع التجزئة
تحسين إدارة المخزون وتخصيص العروض للعملاء استنادًا إلى أنماط الشراء.
قد تؤدي البيانات غير المتوازنة إلى توصيات متحيزة، مما يتطلب تصميم نماذج تضمن الشفافية والتنوع.
الذكاء الاصطناعي التوجيهي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو استثمار حيوي يُعيد تشكيل طريقة اتخاذ القرارات في مختلف القطاعات. بفضل قدرته على تحويل البيانات إلى إجراءات قابلة للتنفيذ، أصبح هذا النوع من الذكاء الاصطناعي ضروريًا لتحقيق التميز في عالم تنافسي سريع التغير. ورغم التحديات المرتبطة به، فإن الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها تُبرر الجهود والتكاليف اللازمة لتطويره واعتماده.
أعلنت جوجل رسميًا عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini 2.0، الذي يمثل خطوة مهمة نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في تطبيقات أكثر شمولًا. يأتي هذا الإعلان كجزء من رؤية الشركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي القائم على مفهوم “الوكلاء”، وهي أدوات ذكية مصممة لتنفيذ المهام بالنيابة عن المستخدمين.
Gemini 2.0 من جوجل بداية عصر جديد لوكلاء الذكاء الاصطناعي
وصفت جوجل Gemini 2.0 بأنه النموذج الأكثر تقدمًا حتى الآن، مع قدرات محسّنة في معالجة الوسائط المتعددة، مثل إخراج الصور والصوت بشكل أصلي، مما يمهد الطريق لابتكار وكلاء ذكاء اصطناعي متطورين.
في بيانها الرسمي، قالت جوجل:
Gemini 2.0 من جوجل بداية عصر جديد لوكلاء الذكاء الاصطناعي
“Gemini 2.0 هو نموذجنا الأحدث والأكثر قدرة، مصمم لعصر جديد يعتمد على وكلاء الذكاء الاصطناعي، مما يقرّبنا من تحقيق رؤيتنا لمساعد عالمي متعدد المهام”.
وكلاء الذكاء الاصطناعي: المفهوم والتطبيقات
تشير جوجل إلى أن وكلاء الذكاء الاصطناعي هم أدوات مخصصة قائمة على الذكاء الاصطناعي، قادرة على اتخاذ قرارات وحل مشكلات بشكل مشابه للبشر.
هذه الوكلاء يمكنها:
أداء مهام محددة بالنيابة عن المستخدمين.
التعلم وتحسين أدائها بمرور الوقت.
التفاعل مع البيئة المحيطة.
مثال على ذلك، مشروع أسترا Astra من جوجل، الذي يساعد المستخدمين في التعرف على الأشياء، التنقل، وحتى العثور على العناصر المفقودة.
إنشاء محتوى صوتي ومرئي أصلي:
يدعم النموذج إنتاج الوسائط المتعددة بجودة عالية.
التكامل مع المشاريع المتقدمة:
مشروع مارينر (Mariner): وكيل يستخدم متصفح كروم لأداء المهام تلقائيًا.
برنامج Jules: أداة مخصصة للمطورين تساعد في اكتشاف الأخطاء البرمجية وإصلاحها.
وكلاء لتحسين أداء اللاعبين في ألعاب الفيديو.
الكفاءة والتكلفة:
يتفوق Gemini 2.0 على سابقه في الأداء مع الحفاظ على الكفاءة نفسها من حيث التكلفة والسرعة، وفقًا لديميس هسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة DeepMind التابعة لجوجل.
يرى هسابيس أن عام 2025 سيشكل بداية “عصر الوكلاء”، حيث ستلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في المهام المستقلة. ومع ذلك، أكد على أهمية مواجهة الأخطار المحتملة من خلال:
اختبار الوكلاء في بيئات معزولة.
تطوير حلول أمان لضمان الاستخدام الآمن.
التكامل مع خدمات جوجل
تخطط جوجل لتوظيف Gemini 2.0 في جميع خدماتها، بدءًا من محرك البحث وحتى أدوات Workspace. ويهدف هذا النموذج ليكون الأساس لتطوير أنظمة متعددة المهام وشاملة.
حاليًا، أطلقت جوجل إصدارًا تجريبيًا أصغر من النموذج يسمى Gemini 2.0 Flash، متاح لعملاء محددين.
من المتوقع طرح الإصدارات الكاملة والقوية مع بداية العام المقبل.
Gemini 2.0 ليس مجرد تحديث لنماذج الذكاء الاصطناعي، بل هو خطوة نحو مستقبل يعتمد بشكل متزايد على وكلاء ذكية قادرة على تحسين حياة المستخدمين وتبسيط المهام اليومية.
مع إطلاق تحديث iOS 18.2، قدمت Apple ميزة جديدة تتيح تكامل المساعد الصوتي Siri مع روبوت الدردشة الذكي ChatGPT، مما يوفر للمستخدمين تجربة فريدة للحصول على إجابات دقيقة وشاملة دون الحاجة إلى البحث اليدوي. تعرف في هذا الدليل على كيفية إعداد Siri لاستخدام ChatGPT وأهم الميزات التي يقدمها هذا التكامل.
دليل استخدام Siri مع ChatGPT في تحديث iOS 18.2
في iOS 18.2، عززت Apple من إمكانيات Siri بإضافة تكامل مع ChatGPT كجزء من تقنيات Apple Intelligence. يتميز Siri الآن بما يلي:
دليل استخدام Siri مع ChatGPT في تحديث iOS 18.2
تصميم بصري مميز: عند استدعاء Siri، تظهر أضواء أرجوانية حول حواف الشاشة، مما يعكس تطور تصميمه.
فهم أفضل للمستخدم: يمكنه استيعاب الأوامر حتى مع الأخطاء أو التلعثم.
تكامل عميق مع ChatGPT: بدلاً من الاكتفاء بالبحث في الويب، يستعين Siri بـ ChatGPT لتقديم إجابات متعمقة.
الأجهزة المدعومة
التكامل بين Siri وChatGPT متاح على الأجهزة التالية:
أعلنت شركة جوجل عن تطوير وكيل ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم مشروع مارينر (Project Mariner)، وهو ثمرة تعاون مع شركة ديب مايند التابعة لها. يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع إطلاق جوجل لنموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Gemini 2.0، مما يمثل نقلة نوعية في أسلوب تفاعل المستخدمين مع الإنترنت.
ذكاء اصطناعي جديد من جوجل يُعيد تعريف تجربة التصفح مشروع مارينر
يُعتبر “مارينر” وكيلًا ذكاءً اصطناعيًا متقدمًا مصممًا لمحاكاة سلوك البشر في اتخاذ القرارات وحل المشكلات. يتمتع الوكيل بقدرات فريدة تشمل:
ذكاء اصطناعي جديد من جوجل يُعيد تعريف تجربة التصفح مشروع مارينر
التصفح الآلي للويب: يستطيع التحكم في متصفح كروم، تحريك المؤشر، الضغط على الأزرار، وملء النماذج بشكل يحاكي تصفح الإنسان للمواقع.
التفاعل الذكي: يتم تفعيله عبر إضافة خاصة في متصفح كروم، حيث تُفتح نافذة جانبية للمحادثة تتيح للمستخدمين إدخال التعليمات.
عرضت جاكلين كونزيلمان، مديرة المنتجات في مختبرات جوجل، مثالًا عمليًا للوكيل. من خلاله، طلب أحد المستخدمين البحث عن معلومات اتصال شركات محددة من جدول بيانات، فقام الوكيل بالآتي:
البحث عن أسماء الشركات عبر محرك بحث جوجل.
التوجه إلى مواقع الشركات الرسمية.
التمرير والنقر على الروابط للعثور على البريد الإلكتروني المطلوب.
وعلى الرغم من نجاح التجربة، فإن السرعة والاعتماد على المستخدم لا تزالان تحديًا، حيث قد يتوقف الوكيل مؤقتًا ليطلب توضيحات إضافية، مثل تحديد الكمية المطلوبة أثناء التسوق.
ترى جوجل أن وكلاء الذكاء الاصطناعي، مثل مشروع مارينر، سيُحدثون تحولًا جذريًا في طريقة استخدام الإنترنت، ما قد يؤدي إلى تغيير المعايير التقليدية التي تم تصميم الويب لخدمة البشر بناءً عليها. ومع ذلك، لم تُحدد الشركة موعدًا لإطلاق المشروع على نطاق واسع، مشيرة إلى أنه قيد التجريب لدى مجموعة محدودة من المستخدمين.