يستعد تطبيق واتساب، التابع لشركة ميتا، لإطلاق ميزة جديدة تعزز قدرات روبوت الدردشة الذكي Meta AI من خلال إضافة ذاكرة مخصصة للمستخدمين على أجهزة أندرويد، وذلك ضمن النسخة التجريبية الأحدث للتطبيق.

واتساب يضيف ذاكرة ذكية لـMeta AI نحو تجربة دردشة أكثر تخصيصًا

واتساب يضيف ذاكرة ذكية لـMeta AI نحو تجربة دردشة أكثر تخصيصًا

بحسب ما أورده موقع “WABetaInfo”، المتخصص في تتبع تحديثات “واتساب”، تتيح الميزة الجديدة للمستخدمين إمكانية تخزين معلومات وتفاصيل شخصية يدويًا داخل ذاكرة Meta AI، بحيث يمكن للمستخدم أن يطلب من الروبوت تذكر وظيفة معينة أو تفضيل غذائي، ليستخدمها لاحقًا في تقديم اقتراحات أكثر دقة وملاءمة.

• ثورة في عالم الهولوغرام تقنية جديدة تتيح التفاعل باليد مع الأجسام ثلاثية الأبعاد

مساعد شخصي يعرف اهتماماتك

على سبيل المثال، إذا أخبر المستخدم روبوت الدردشة بأنه يعمل كمصمم جرافيك، فإن Meta AI سيخزن هذه المعلومة ليقترح عليه لاحقًا أدوات تصميم، برامج احترافية، أو حتى ترشيحات متعلقة باتجاهات التصميم الحديثة.
وفي حال طلب المستخدم توصيات للمطاعم وذكر أنه يتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا، فإن Meta AI سيتذكر ذلك لتقديم اقتراحات متوافقة مع نمط حياته دون تكرار الخيارات غير المناسبة.

• جدل تقني حول أداء Llama 4 Maverick ميتا تُتهم بالتضليل في اختبار الذكاء الاصطناعي

التحكم الكامل للمستخدم في ما يتذكره الروبوت

الميزة الجديدة لا تنتهك خصوصية المستخدم، حيث إن Meta AI لن يصل إلى محتوى المحادثات الأخرى في “واتساب”، نظرًا لأنها مشفّرة بالكامل بين الطرفين.
كما سيتمتع المستخدمون بمرونة كاملة في مراجعة أو تعديل أو حذف أي معلومات قاموا بحفظها في ذاكرة الروبوت، بما يضمن التحكم الدائم في تجربة الاستخدام وتفضيلات الخصوصية.

• شات جي بي تي يتصدر العالم تطبيق الذكاء الاصطناعي الأكثر تنزيلًا في مارس

من مرحلة الاختبار إلى التوسّع التدريجي

وكان مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، قد أشار سابقًا إلى أن الشركة تسعى لدمج ميزة الذاكرة في “واتساب” بشكل موسع.
وتُتاح هذه الميزة حاليًا لعدد محدود من مختبري النسخة التجريبية من التطبيق على نظام أندرويد، على أن يتم تعميمها تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة لتصل إلى قاعدة أكبر من المستخدمين حول العالم.

في تحول لافت، أصبح تطبيق روبوت الدردشة شات جي بي تي التطبيق الأكثر تحميلًا على مستوى العالم خلال شهر مارس 2025، متفوقًا بذلك على عمالقة التطبيقات الاجتماعية مثل “إنستغرام” و”تيك توك”، وذلك باستثناء التطبيقات المخصصة للألعاب.

شات جي بي تي يتصدر العالم تطبيق الذكاء الاصطناعي الأكثر تنزيلًا في مارس

تُعد هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها شات جي بي تي قائمة التطبيقات الأكثر تنزيلًا شهريًا، محققًا أعلى عدد من التنزيلات منذ إطلاقه. ووفقًا لبيانات Appfigures، المختصة في تحليلات التطبيقات، فقد قفزت معدلات تثبيت التطبيق بنسبة 28% مقارنة بشهر فبراير، ليصل عدد التنزيلات في مارس وحده إلى نحو 46 مليون عملية.

شات جي بي تي يتصدر العالم تطبيق الذكاء الاصطناعي الأكثر تنزيلًا في مارس

تفوق على المنافسين الكبار

احتل شات جي بي تي المرتبة الأولى عالميًا في عدد التنزيلات، بينما تراجع “إنستغرام” إلى المرتبة الثانية، يليه “تيك توك” في المركز الثالث. ويمثل هذا التفوق تحولًا في هيمنة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على ساحة التطبيقات الذكية.

قدرات الصور تعزز الشعبية

ربما ساهمت التحديثات الجديدة التي حصل عليها التطبيق في دفع هذا النمو، خاصة بعد إطلاق أول تحديث رئيسي لقدرات توليد الصور خلال مارس. ومن أبرز ما جذب المستخدمين هو قدرة “شات جي بي تي” على إنشاء صور وميمات بأسلوب مشابه لرسومات “استوديو غيبلي” الياباني الشهير، مما ساعد في انتشار التطبيق عبر المنصات الاجتماعية بشكل واسع خلال أواخر مارس وأوائل أبريل.

• أسرار iOS 18.4 مزايا خفية تحسّن تجربة استخدامك لآيفون

نمو سنوي مذهل

بيّنت الأرقام أن شات جي بي تي شهد نموًا سنويًا بنسبة 148% عند مقارنة الربع الأول من عام 2025 بالربع الأول من عام 2024، وهو مؤشر قوي على تزايد الإقبال العالمي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.

• نتفليكس تختبر محرك بحث ذكي بالذكاء الاصطناعي تجربة مشاهدة أكثر تخصيصًا

الشعبية لا تُعزى فقط إلى التحديثات

على الرغم من أن ميزات مثل توليد الصور ساهمت في تعزيز الانتشار، فإن تقرير Appfigures يرى أن السبب الرئيسي في هذا الزخم ليس فقط الميزات الجديدة. ووفقًا لأرييل ميخائيلي، الرئيس التنفيذي للشركة، فإن اسم “شات جي بي تي” أصبح مرادفًا للذكاء الاصطناعي، تمامًا كما كان اسم “غوغل” مرادفًا للبحث على الإنترنت في بدايات الألفية.

• يوتيوب يسعى للحد من إدمان الشورتس بخاصية مؤقت زمني جديدة

ظاهرة تتجاوز حدود المنافسة

ويضيف ميخائيلي أن الحماس المتزايد تجاه الذكاء الاصطناعي – حتى مع وجود منافسين مثل “غروك” و”مانوس” و”ديب سيك” – يدفع العديد من المستخدمين العاديين لاختيار “شات جي بي تي” كوجهتهم الأولى لاكتشاف تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى لو لم يكونوا على دراية كاملة بالمنافسين.

أثارت دراسة حديثة جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية بعد أن نجح أحد نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة في اجتياز اختبار تورينج الشهير. الدراسة، التي أجراها باحثان من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أعادت إلى الواجهة نقاشًا قديمًا حول مدى فعالية هذا الاختبار كمؤشر على “الذكاء الحقيقي” للآلة، خصوصًا في ظل تباين الآراء حول طبيعته ومنهجيته.

بين الإقناع والمحاكاة هل خدع الذكاء الاصطناعي عقول البشر

الدراسة اختبرت أربعة نماذج لغوية:

بين الإقناع والمحاكاة هل خدع الذكاء الاصطناعي عقول البشر

• ELIZA (نموذج قديم من الستينيات)

• GPT-4o

• LLaMa-3.1-405B

• GPT-4.5 (من شركة OpenAI)

من خلال محادثات نصية تفاعلية امتدت لخمس دقائق، حاول المشاركون التمييز بين إنسان حقيقي ونموذج ذكاء اصطناعي دون معرفة مسبقة بهويتهما. أظهرت النتائج تفوق GPT-4.5، إذ اعتقد المشاركون أنه الإنسان الحقيقي بنسبة 73%، تلاه LLaMa بنسبة 56%.

اختبار تورينج: من فكرة فلسفية إلى مقياس للذكاء الآلي

اقترح عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينج عام 1950 ما عُرف لاحقًا بـ”لعبة المحاكاة”، حيث يقيس المحقق قدرة آلة على تقليد البشر نصيًا دون أن يميز بينها وبين الإنسان. لم يكن الهدف هو تقييم “تفكير الآلة”، بل ببساطة مدى قدرتها على خداع المتلقي.

أربع انتقادات رئيسية تلاحق اختبار تورينج

رغم شهرته، يواجه الاختبار انتقادات جوهرية، من أبرزها:

1. الخلط بين المحاكاة والفهم الحقيقي: نجاح النموذج في التفاعل لا يعني أنه “يفهم” مثل الإنسان.

2. افتراض اختزالي للعقل البشري: العقل البشري أكثر تعقيدًا من أن يُختزل في أداء مشابه للآلة.

3. إهمال العمليات الداخلية: يُقوّم الاختبار النتيجة النهائية فقط، دون النظر إلى كيفية الوصول إليها.

4. محدودية في نطاق الذكاء: يركز على المحادثة النصية ويتجاهل جوانب الذكاء الأخرى كالإبداع أو التفكير النقدي.

• المرأة السعودية تتصدر مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا وفق مؤشر ستانفورد 2025

هل يعني النجاح ذكاءً بشريًا حقيقيًا؟

الباحثون أنفسهم كانوا حذرين في تفسير نتائجهم، إذ وصفوا النجاح في اختبار تورينج بأنه “مؤشر على قابلية الاستبدال” وليس إثباتًا للذكاء الحقيقي. فالاختبار يقيس قدرة النموذج على أداء وظيفة إنسانية محددة (المحادثة النصية) دون أن يُكشف أمره، وليس على امتلاك عقل بشري فعلي.

• Google تطلق تحسينات جديدة في أدوات Workspace باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية

قيود منهجية في تصميم التجربة

من الجدير بالذكر أن:

• مدة المحادثة كانت قصيرة (5 دقائق)، وهو ما قد لا يكشف عيوبًا تظهر في حوارات أطول.

• النماذج طُلب منها تبني “شخصيات محددة”، دون توضيح مدى تأثير هذه الشخصيات على قدرتها في إقناع المحققين.

• ابتكار علمي يدمج الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي للكشف المبكر عن التوحد

ما بين خداع ذكي وذكاء حقيقي

بالنظر إلى طبيعة الاختبار، وقيوده، وتفسير الباحثين، يمكن القول إن نماذج مثل GPT-4.5 أظهرت تقدمًا كبيرًا في تقليد البشر، لكنها ما تزال في مرحلة “المحاكاة المقنعة” لا “الذكاء الأصيل”. فحتى الآن، لا تزال الفجوة قائمة بين الأداء الخارجي المشابه للبشر والقدرات الإدراكية الحقيقية التي تميز العقل البشري.