تستعد شركة “وايمو” التابعة لشركة “جوجل” الأمريكية للقيام بأول اختبار دولي للمركبات ذاتية القيادة في اليابان. حيث ستبدأ 25 مركبة من مركبات وايمو بالتجول يدويًا في 7 أحياء مركزية من العاصمة طوكيو، وذلك لاختبار تقنيات القيادة الذاتية في بيئات حضرية متنوعة.
اختبار تاكسي ذاتي القيادة في شوارع طوكيو خطوة جديدة نحو المستقبل
اختبار تاكسي ذاتي القيادة في شوارع طوكيو خطوة جديدة نحو المستقبل
بحسب موقع “The Verge” التقني، ستجري تجربة التاكسي ذاتي القيادة في مناطق بارزة مثل ميناتو، شينجوكو، وشيبورا. الهدف من هذه التجربة هو جمع بيانات تفصيلية حول ديناميكيات القيادة، مثل حركة المرور على الجانب الأيسر والتنقل في البيئات الحضرية ذات الكثافة العالية، والتي تعتبر تحديات خاصة في شوارع طوكيو.
أشارت وايمو إلى أن هذه الاختبارات تتم بالتعاون مع شركة نيهون كوتسو، التي تُعد أكبر مشغل لأسطول سيارات الأجرة في اليابان. سيتم تشغيل المركبات يدويًا عبر تطبيق GO، وذلك بهدف جمع بيانات الخرائط وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع الظروف المحلية والتحديات الفريدة التي تواجه القيادة في هذه البيئة.
خطوة استراتيجية وسط تغيرات صناعة السيارات الذاتية القيادة
تأتي هذه التجربة في وقت حساس، حيث تشهد صناعة السيارات ذاتية القيادة تغيرات كبيرة، مع توقف بعض الشركات المنافسة عن عملياتها. ولذلك، يُعتبر توسع وايمو إلى الأسواق الدولية بمثابة خطوة استراتيجية لتعزيز وجودها في هذا المجال، وتحقيق تقدم ملموس في اختبار تقنياتها في أسواق عالمية.
وسط القيود الغربية المتزايدة على تصدير الرقائق والتقنيات المتقدمة، ظهرت شركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية كلاعب رئيسي جديد في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت في بناء نماذج قوية باستخدام رقاقات متواضعة مقارنة بتلك التي تنتجها شركة إنفيديا، وبميزانية لا تتجاوز 6 ملايين دولار.
الصين تكسر القيود ديب سيك تقود ثورة الذكاء الاصطناعي بإمكانات محدودة
هذا التطور بعث برسالة واضحة: الإبداع وكفاءة إدارة الموارد يمكن أن يتفوقا على ضخامة التمويل، وهو ما يغيّر قواعد اللعبة في سباق الذكاء الاصطناعي، حسبما يرى محللون.
الصين تكسر القيود ديب سيك تقود ثورة الذكاء الاصطناعي بإمكانات محدودة
سباق محموم بين الناشئين والعمالقة
نجاح “ديب سيك” كان شرارة موجة تنافسية جديدة في السوق الصينية.
شركات ناشئة تبنّت التقنيات مفتوحة المصدر لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة.
في المقابل، تحركت شركات عملاقة مثل علي بابا، بايدو، تينسنت، وبايت دانس لإطلاق نماذجها الخاصة.
شركة “علي بابا” أعلنت عن نسخة مفتوحة المصدر من سلسلة Qwen، إلى جانب خطة لاستثمار 53 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية خلال ثلاث سنوات.
استراتيجية جديدة للشركات الناشئة
في ظل انخفاض التمويل واشتداد المنافسة، بدأت الشركات الناشئة في الصين بتغيير نهجها.
بعضها أوقف تطوير النماذج من الصفر.
آخرون ركّزوا على حلول متخصصة مثل الذكاء الاصطناعي في الطب، القانون، وألعاب الفيديو.
في ظل استمرار القيود الأمريكية، تُغيّر الصين مسارها من التركيز على ضخامة النماذج إلى فعالية الحلول. اليوم، تتسابق الشركات الصينية لتقديم تطبيقات ذكاء اصطناعي ترتبط مباشرة باحتياجات السوق اليومية، بدءًا من المساعدين الرقميين، مرورًا بتحسين الخدمات الطبية، ووصولًا إلى التعليم والألعاب.
لم تعد معركة الذكاء الاصطناعي في الصين تتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل أصبحت معركة رؤية واستراتيجية وفهم عميق للسوق. والفائز الحقيقي، كما يقول الخبراء، سيكون من يُوازن بين قوة التكنولوجيا واحتياجات البشر.
أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق سلسلة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي تحت اسم GPT-4.1، وتركز جميع النماذج على تحسين قدرات البرمجة وفهم التعليمات التقنية، وهي متاحة عبر واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بـ OpenAI، دون إتاحتها حاليًا لمستخدمي ChatGPT.
يتميز النموذج الجديد بدعمه لسياقات نصية ضخمة تصل إلى مليون رمز، أي ما يعادل أكثر من 750 ألف كلمة، وهو ما يفوق حجم رواية “الحرب والسلام” لتولستوي. وتهدف الشركة من خلال هذا التحديث إلى بناء ما يُعرف بـ “وكيل ذكاء اصطناعي برمجي”، قادر على أداء المهام الهندسية الكاملة، من البرمجة، واكتشاف الأخطاء، وحتى كتابة الوثائق الفنية.
منافسة متصاعدة في سوق النماذج
يأتي هذا الإطلاق وسط احتدام المنافسة مع شركات مثل:
جوجل: التي أطلقت نموذج Gemini 2.5 Pro، متفوقًا في اختبارات SWE-bench.
يشهد العالم تحولات جذرية بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد تطبيقاته تقتصر على تسهيل الحياة اليومية، بل امتدت لتحدث ثورة في مجالات حيوية كالرعاية الصحية والمواصلات. إلا أن هذا التقدم اللافت أفرز جانبًا مقلقًا، يتمثل في استغلال هذه التقنية في عمليات احتيال رقمية دقيقة يصعب اكتشافها، خاصة في مجال تزييف الوثائق المالية.
بين فوائد الذكاء الاصطناعي ومخاطره المتنامية
بفضل تطور تقنيات توليد المحتوى، بات بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي إنشاء نصوص وصور ومقاطع تبدو أصلية تمامًا، بما في ذلك الفواتير والإيصالات. هذه المستندات المصطنعة تحاكي النسخ الأصلية بدقة متناهية، من حيث الخطوط وتنسيق البيانات والعلامات المرئية، ما يجعل اكتشافها شبه مستحيل عبر الفحص البشري أو الأنظمة التقليدية.
بين فوائد الذكاء الاصطناعي ومخاطره المتنامية
المؤسسات والأفراد في مرمى الاحتيال المالي
لم تعد هجمات التزوير المالي مقتصرة على الشركات الكبرى، بل باتت تشمل المؤسسات الحكومية والشركات الناشئة وحتى الأفراد. إذ تُستخدم الفواتير المزورة في المطالبة بمبالغ غير مستحقة، مستندة إلى مستندات تبدو حقيقية. ويتطلب التعامل مع هذا التهديد الجديد يقظة دائمة واستراتيجيات تدقيق أكثر تعقيدًا.
تجربة تفاعلية تكشف الخطر الخفي
عند مقارنة إيصالات أصلية مع أخرى مزيفة صُنعت باستخدام أدوات مثل ChatGPT، يجد حتى الخبراء صعوبة في التمييز بينها. وهذه التجربة تكشف خطورة الواقع الجديد، حيث يستطيع أي شخص، دون مهارات تقنية متقدمة، إنتاج مستندات مزورة بضغطة زر.
تسارع تقني يزيد تعقيد المشكلة
مع إطلاق شركات كـ OpenAI وMidjourney إصدارات حديثة من نماذج توليد الصور، باتت القدرة على إنشاء محتوى مزيف أكثر دقة وسهولة. هذه الطفرة التقنية فتحت المجال أمام موجة أكثر تقدمًا من التزوير الرقمي يصعب مواجهتها بالوسائل التقليدية.
وفقًا لتقرير جمعية محققي الاحتيال المعتمدين (ACFE)، تخسر المؤسسات نحو 5% من إيراداتها سنويًا بسبب الاحتيال، بقيمة تتجاوز 3.1 مليارات دولار في 2024 وحدها. وتشير الأرقام إلى أن 35% من حالات اختلاس الأصول تعود إلى التلاعب بالفواتير والنفقات، وهو ما يضع المؤسسات تحت ضغط متزايد لتبني حلول أذكى في مواجهة هذا التهديد.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل الاحتيال؟
يُفسَّر انتشار الاحتيال من خلال نموذج “مثلث الاحتيال” الذي يتكوّن من:
الذكاء الاصطناعي لا يصنع الدافع أو التبرير، لكنه يعزز “الفرصة” بشكل خطير، إذ يُسهل عملية إنشاء مستندات مزيفة دون الحاجة لأي مهارات متخصصة.
تأثيرات مجتمعية تتعدى الشركات
عندما تُستخدم الفواتير المزيفة لتقليل الضرائب، تتضرر الإيرادات الحكومية المخصصة للخدمات العامة كالتعليم والصحة. على سبيل المثال، قدّر مكتب الضرائب الأسترالي أن خسائره السنوية من المطالبات الضريبية الاحتيالية في قطاع الشركات الصغيرة وحده تُقدر بـ 2.7 مليار دولار.
الاحتيال يطال المستهلكين أيضًا
لم يَعُد خطر الفواتير المزورة محصورًا بالمؤسسات. الأفراد باتوا هدفًا متزايدًا لهجمات احتيال رقمية تعتمد على إيصالات مزيفة تُرسل عبر البريد الإلكتروني أو رسائل مزورة لخداعهم وتحقيق مكاسب غير مشروعة.
في ظل التطور الهائل للذكاء الاصطناعي، تصبح الحاجة إلى أدوات كشف التزييف المتقدمة ضرورة لا خيارًا. ولتأمين بيئة مالية رقمية موثوقة، يجب أن تتضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، مع تعزيز الوعي الرقمي لدى الأفراد والمؤسسات، واعتماد استراتيجيات ذكية لمكافحة هذا التهديد المتنامي.