يشهد البحث العلمي تطورًا غير مسبوق بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي توفر أدوات مبتكرة لدعم العلماء في صياغة الفرضيات، وتحليل البيانات، وتصميم التجارب البحثية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، إطلاق شركة جوجل في فبراير الماضي أداة (AI co-scientist)، التي تهدف إلى تسريع الاكتشافات العلمية عبر تعزيز قدرات الباحثين في مجالات متعددة.
الذكاء الاصطناعي بين دعم البحث العلمي وتحديات التزوير
رغم الفوائد الهائلة للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، إلا أن هذه التقنية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، أبرزها تسهيل عمليات التزوير العلمي. إذ بات بإمكان الباحثين غير النزيهين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء بيانات مزيفة، أو إعادة صياغة أبحاث سابقة بطريقة مضللة، مما يؤدي إلى نشر دراسات غير موثوقة تؤثر سلبًا على المعرفة العلمية.
الذكاء الاصطناعي بين دعم البحث العلمي وتحديات التزوير
في عام 2023 وحده، تم سحب أكثر من 10,000 ورقة بحثية بسبب التلاعب بالبيانات أو الاحتيال البحثي، مما يشير إلى تنامي هذه المشكلة. وتشير الدراسات إلى أن نسبة 8% من العلماء في هولندا اعترفوا بارتكاب عمليات احتيال بحثي، وهي نسبة تضاعفت مقارنة بالإحصائيات السابقة.
أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة التزييف
تشكل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل (ChatGPT)، تهديدًا مباشرًا لمصداقية البحث العلمي، حيث يمكنها توليد أوراق بحثية وهمية في وقت قياسي. وقد أثبتت تجربة بحثية حديثة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء 288 ورقة أكاديمية مالية مزيفة بالكامل، مما يسلط الضوء على مخاطر هذه التقنية إذا استُخدمت بطرق غير أخلاقية.
ومن بين أخطر السيناريوهات المحتملة، استغلال الذكاء الاصطناعي في تزوير بيانات التجارب السريرية، أو التلاعب بنتائج الأبحاث الطبية والجينية، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية كارثية.
ازدادت المخاوف حول نزاهة البحث العلمي، بعدما اجتازت أوراق بحثية مزيفة عملية مراجعة الأقران وتم نشرها قبل أن يتم اكتشاف زيفها وسحبها لاحقًا. وقد أظهرت دراسة حديثة أن 17% من مراجعات الأقران في مؤتمرات الذكاء الاصطناعي الكبرى تمت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول دقة وموضوعية هذه التقييمات.
كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم في تضليل نتائج البحث من خلال ظاهرة “الهلوسة”، حيث يقوم باختلاق معلومات غير صحيحة بدلًا من الإقرار بعدم معرفته بالإجابة، مما يؤدي إلى نشر بيانات مضللة يصعب تصحيحها لاحقًا.
نحو استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
على الرغم من التحديات، لا يمكن إنكار الدور الإيجابي للذكاء الاصطناعي في تسريع الابتكار والاكتشافات العلمية. فالتطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي تتيح تطوير روبوتات مختبرية قادرة على إجراء التجارب وتحليل البيانات بدقة وكفاءة، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويساعد العلماء على التركيز على القضايا البحثية الأكثر تعقيدًا.
لكن لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنية دون الإضرار بمصداقية البحث العلمي، يجب على المؤسسات الأكاديمية والبحثية وضع سياسات وضوابط صارمة لضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتطوير آليات كشف التزوير لمنع استغلال هذه الأدوات في تضليل المجتمع العلمي.
في النهاية، يبقى مستقبل البحث العلمي مرتبطًا بقدرتنا على توظيف الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، لضمان تحقيق التقدم العلمي دون الإضرار بمبادئ النزاهة والشفافية.
أعلنت شركة KiranaPro الهندية الناشئة، والمتخصصة في خدمات توصيل البقالة، عن تعرضها لاختراق سيبراني أدى إلى تدمير كامل لبياناتها، بما في ذلك الأكواد المصدرية للتطبيق ومعلومات حساسة تخص العملاء مثل الأسماء، العناوين، وبيانات الدفع.
أُطلق تطبيق KiranaPro في ديسمبر 2024، ويعتمد على منصة التجارة الرقمية التابعة للحكومة الهندية. بلغ عدد عملائه نحو 55 ألف مستخدم، بينهم أكثر من 30 ألف مستخدم نشط يوميًا في 50 مدينة هندية. ويتميز التطبيق بإمكانية الطلب عبر الأوامر الصوتية بعدة لغات محلية.
وقع الاختراق في الفترة ما بين 24 و25 مايو، عندما اكتشف الفريق التنفيذي فقدان الوصول إلى خوادم “Amazon Web Services” و”GitHub”. وتشير الأدلة إلى أن الهجوم نُفذ من خلال بيانات اعتماد موظف سابق.
وأكد ديباك رافيندران، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الهجوم أدى إلى حذف جميع نسخ EC2 الخاصة بهم، وأنهم لم يتمكنوا من استعادة السجلات بسبب فقدان صلاحية الوصول إلى الحساب الجذري.
مؤشرات رقمية وبوادر استهداف متعمد
شارك رافيندران سجلات أمنية من “GitHub” وملفات تؤكد نشاطًا غير اعتيادي وقت الهجوم، مما يرجح فرضية وجود اختراق من داخل الشركة عبر حساب سابق.
وبالرغم من استخدام المصادقة متعددة العوامل (MFA) عبر Google Authenticator، فإن رمز المصادقة تغير، ما أدى إلى شلل تام في الوصول للخدمات السحابية.
الهجوم يعكس قصورًا في الإجراءات الأمنية، خاصة المتعلقة بإدارة حسابات الموظفين السابقين، وهو خطأ شائع ساهم في هجمات كبرى مثل LastPass وSnowflake. وأكدت تقارير أن برامج ضارة وسرقة بيانات الاعتماد كانت وراء غالبية تلك الحوادث.
تضم KiranaPro بين داعميها شركات رأس مال مغامر مثل Blume Ventures وTurbostart، بالإضافة إلى مستثمرين ملائكيين من بينهم الرياضية الأولمبية PV Sindhu والمدير التنفيذي لشركة BCG في الهند Vikas Taneja.
كشفت شركة كاسبرسكي، خلال الملتقى السنوي العاشر للأمن السيبراني لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، عن أحدث توجهات الأمن السيبراني المتوقعة لعام 2025، حيث رصد فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) تطورات متعددة تشمل برامج الفدية، والتهديدات المتقدمة المستمرة (APT)، وهجمات سلسلة التوريد، وتزايد المخاطر المرتبطة بالأجهزة المحمولة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء.
مستقبل الأمن السيبراني في الشرق الأوسط لعام 2025 تصاعد التهديدات وتطور الاستراتيجيات
رصد خبراء كاسبرسكي نشاطًا لـ25 مجموعة تهديدات متقدمة مستمرة (APT) في المنطقة، أبرزها SideWinder، وOrigami Elephant، وMuddyWater. لوحظ كذلك ارتفاع في استهداف الأجهزة المحمولة واستخدام تقنيات جديدة لتفادي الرصد، مما يشير إلى تطور متسارع في أساليب الهجوم.
مستقبل الأمن السيبراني في الشرق الأوسط لعام 2025 تصاعد التهديدات وتطور الاستراتيجيات
خريطة التهديدات الإلكترونية: الربع الأول من 2025
أظهرت الإحصاءات أن تركيا وكينيا سجلتا أعلى نسب من المستخدمين المتأثرين بهجمات الويب، تليهما قطر، نيجيريا، وجنوب أفريقيا. أما السعودية فكانت الأقل تأثرًا، مما يعكس نجاعة تدابيرها الأمنية.
برمجيات الفدية: ارتفاع الاستهداف ودقة الهجمات
ارتفعت نسبة المستخدمين المتأثرين ببرمجيات الفدية في الشرق الأوسط إلى 0.72%، بينما كانت النسبة 0.46% في تركيا و0.41% في أفريقيا. ويُلاحظ أن الهجمات باتت أكثر استهدافًا، موجهة إلى كيانات ذات قيمة عالية، ما يزيد من ربحية المهاجمين.
تباين التأثير حسب المناطق
الشرق الأوسط: أكثر تأثرًا بسبب التحول الرقمي السريع وتفاوت النضج في الأمن السيبراني.
أفريقيا: معدلات أقل نتيجة ضعف التحول الرقمي، لكنها تشهد تصاعدًا في دول مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا نتيجة نمو الاقتصاد الرقمي.
شهد عام 2024 وبداية 2025 ازديادًا ملحوظًا في استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير برمجيات الفدية. وتُعد مجموعة FunkSec أبرز مثال، حيث تفوقت بسرعة على مجموعات شهيرة عبر نموذج الفدية كخدمة (RaaS) واستخدام أسلوب الابتزاز المزدوج.
نقاط الضعف الجديدة: من الكاميرات إلى الأجهزة الذكية
يُتوقع تطور الهجمات في 2025 بالاعتماد على نقاط ضعف غير تقليدية. استخدمت مجموعة Akira، على سبيل المثال، كاميرا ويب لاختراق أنظمة الكشف والوصول إلى الشبكات الداخلية. كما يُتوقع أن تتوسع الهجمات لتشمل أجهزة إنترنت الأشياء والأجهزة المنزلية الذكية غير المؤمنة بشكل كافٍ.
تساهم النماذج اللغوية الكبيرة المنتشرة في الإنترنت المظلم في تمكين المهاجمين قليلي الخبرة من تنفيذ هجمات متقنة عبر أدوات منخفضة الكود، وأتمتة العمليات السيبرانية، مما يزيد من انتشار برمجيات الفدية وخطورتها.
تحذيرات كاسبرسكي وتوصياتها للمؤسسات
صرّح سيرجي لوجكين، رئيس مناطق الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وآسيا في كاسبرسكي، بأن المهاجمين يتجهون إلى تطوير برمجيات متعددة المنصات وذاتية الانتشار، ويستغلون ثغرات جديدة، حتى تلك التي كانت حكرًا على مجموعات التهديدات المتقدمة.
كشفت شركة كاسبرسكي، خلال مشاركتها في الملتقى السنوي العاشر للأمن السيبراني – META 2025، عن مؤشرات مقلقة بشأن تنامي الهجمات السيبرانية على الأجهزة المحمولة في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجل الربع الأول من عام 2025 ارتفاعًا بنسبة 43%، لتتجاوز الهجمات 57 ألفًا.
تصاعد مقلق في تهديدات الأجهزة المحمولة بالشرق الأوسط خلال 2025 كاسبرسكي تدق ناقوس الخطر
رغم استقرار متوسط الهجمات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا مقارنة بالربع الأخير من 2024، فإن الأرقام تكشف عن تفاوت واضح:
تصاعد مقلق في تهديدات الأجهزة المحمولة بالشرق الأوسط خلال 2025 كاسبرسكي تدق ناقوس الخطر
الشرق الأوسط: ارتفاع بنسبة 43% (أكثر من 57,000 هجمة)
هذا التباين يعكس اختلاف مستوى الوعي الأمني والبنية التحتية السيبرانية في كل منطقة.
تقنيات متطورة تُعقّد مشهد التهديدات
أكدت الباحثة الأمنية الرئيسية في كاسبرسكي، تاتيانا شيشكوفا، أن بعض الانخفاضات لا تعني انتهاء التهديد، بل تعكس فعالية إجراءات الوقاية، بينما تتصاعد خطورة الهجمات في أماكن أخرى نتيجة اعتماد المهاجمين على:
الذكاء الاصطناعي في الهجمات
تقنيات جديدة للهجمات الموجهة
أساليب خداع متقدمة تستهدف المستخدمين
مسارات الهجوم الشائعة على الأجهزة المحمولة
الهجمات لم تعد مقتصرة على تطبيقات غير رسمية فحسب، بل شملت طرقًا متعددة:
انتشرت تهديدات مثل حصان طروادة (Tria) عبر رسائل زفاف وهمية على واتساب وتيليغرام، حيث أُغري المستخدمون بتنزيل ملفات ضارة (APK) متنكرة في هيئة تطبيقات آمنة.
2. من خلال المنصات الرسمية الكبرى
كُشف عن تهديد SparkCat، الذي استُخدم فيه الذكاء الاصطناعي لاختراق بيانات حساسة وتحقيق أكثر من 242,000 عملية تحميل عبر متجري Google Play وApple Store.
3. هجمات سلسلة التوريد (Supply Chain Attacks)
كشفت كاسبرسكي أن بعض الأجهزة الجديدة تصل إلى المستخدمين وهي مخترقة مسبقًا ببرمجيات خبيثة مثل Triada، خصوصًا في الإصدارات المقلدة ذات الأسعار المنخفضة.
جهود الحماية: كاسبرسكي تتصدر المواجهة
أكدت الشركة أن حلولها الأمنية نجحت في إحباط كافة التهديدات المكتشفة على منصة أندرويد، وبيّنت أن الهجمات باتت تتبع نمط العدوى المتسلسلة (Chained Infection)، الذي يستغل عدة منافذ للاختراق.