فرضت واشنطن عقوبات على مجموعة من الهاكرز الصينيين، متهمة إياهم بأنهم يشكلون واجهة لمصلحة وزارة أمن الدولة الصيني، وذلك ضمن مساعي واسعة النطاق لزرع برمجيات خبيثة في شبكات توزيع الكهرباء وأنظمة تزويد المياه في الولايات المتحدة، إضافة إلى أجزاء أخرى من البنية التحتية الأساسية.
تمثل العقوبات تصاعداً هاماً، وتظهر في لحظة دقيقة بالنسبة للعلاقات الإلكترونية بين الولايات المتحدة والصين.
في وقت سابق من الشهر الحالي، أطلق كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، تنبيهًا هامًّا وقويًا بشأن استعداد مجموعةٍ متنوعة من القراصنة الصينيين لخلق حالة من الفوضى وإلحاق الضرر الجسيم بالأفراد الأمريكيين والمجتمعات.
إلى اليوم، ليس هناك مواقف أدت إلى تدخل الحكومة الصينية لإيقاف الخدمات الجوهرية، رغم تحذيرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي صدرت في الفترة الأخيرة، والتي تشير إلى أن هناك برمجيات خبيثة مُعدَّة على ما يبدو لتفعيلها في حال أقدمت الولايات المتحدة على دعم تايوان.
قد تسعى الصين إلى خلق حالة من القلق لدى الأمريكيين بشأن توفر الكهرباء والغذاء والمياه، من خلال قطع هذه الخدمات الأساسية عما يشمل القواعد الجندية والمواطنين، بدلاً من أن يتم تقديم الدعم لجزيرة تزعم بكين ملكيتها لها.
تُشكّل العقوبات عنصرًا ضمن المساعي المشتركة التي تبذلها واشنطن ولندن لإيقاف الهجمات الإلكترونية الصادرة من الصين ضد البنى التحتية الأساسية.
في بيانها الخاص بالخطوات المستحدثة، أطلقت وزارة الخزانة الأمريكية على الكيانات الإلكترونية الضارة المدعومة من الدول لقب أبرز وأشد المخاطر المتواصلة التي تواجه الأمان القومي للولايات المتحدة.
قامت وزارة المالية بإدراج شركة Xiaoruizhi للعلوم والتقنية في لائحة العقوبات، مشيرة إليها بأنها تعمل كغطاء لوزارة أمن الدولة في الصين.
ظهرت وزارة أمن الدولة الصينية كأبرز جهة لإدارة العمليات الاختراقية في العاصمة بكين، عقب تخصيص استثمارات ضخمة من قبل الحكومة الصينية.
تحت إشراف القيادة الصينية مباشرة، تقع مسؤولية إدارة جيش التحرير الشعبي على عاتق الوزارة المعنية. هذا الجيش الذي نفذ الغالبية العظمى من عمليات التجسس ضد الشركات الأمريكية بهدف الاستيلاء على أسرارها التجارية أو تصميماتها العسكرية.
تتقدم الاستراتيجية الصينية في الوقت الحالي، ويظهر أن الغاية الرئيسية لها تكمن في إيجاد وسيلة لردع المجهودات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لدعم تايوان في حال قامت الصين بمحاولة السيطرة على الجزيرة.
صرح برايان نيلسون، النائب الأول لوزير الخزينة المعني بمكافحة الإرهاب والرقابة المالية، قائلاً: “تُعمل الولايات المتحدة بجد لإحباط الممارسات الضارة وغير المسئولة التي يقوم بها القراصنة، وتعزز كذلك من الحماية لمواطنيها وللبنية التحتية الأساسية”.
فرضت وزارة المالية عقوبات على مواطنين من الصين بسبب مشاركتهم في هجمات الكترونية.
مع أن الرئيس بايدن لم يتحدث عن التهديد بشكل صريح، إلا أن معاونيه وجهوا اهتمامهم إلى مهمة تحمل اسم Volt Typhoon التي ازدادت شدتها منذ بداية السنة الماضية.
خلال الأشهر الماضية، جرى تعاون بين واشنطن والشركات الأمريكية الهامة للبنية التحتية للبلاد، إذ أنها حتى أصدرت تنبيهاً مفصلاً في الأسبوع الأخير يتعلق بكيفية الكشف عن تدخلات الصين في الأنظمة الأساسية.
أعلنت واشنطن عن تجاوزات تشمل شبكات الكهرباء ونظم المياه، وذكرت كذلك شركة متعاقدة في مجال الدفاع تُنتج محاكات طيران استخدمت من قبل الجيش الأمريكي، إلى جانب شركة مختصة بمجال الطيران والدفاع، وشركة أخرى تعمل في ميدان أبحاث الطيران والدفاع.