أعلنت OpenAI، الشركة الرائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ومالك روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، عن تحقيق قفزة كبيرة بوصول عدد المشتركين المدفوعين لخدماتها الموجهة للشركات والقطاع التعليمي إلى مليون مستخدم. هذا الإنجاز البارز يأتي بعد فترة وجيزة من إعلان الشركة عن 600 ألف مستخدم في أبريل الماضي، مما يعكس نموًا مذهلاً في فترة قصيرة.
OpenAI تحتفل بإنجاز مليون مستخدم مدفوع في القطاعين التجاري والتعليم
منذ إطلاق خدمة ChatGPT Enterprise في أغسطس الماضي، حققت OpenAI نجاحًا ملحوظًا حيث انضم إليها 150 ألف مستخدم من مئات المنظمات حول العالم. توفر هذه الخدمة أحدث إصدار من ChatGPT، وهو GPT-4، مزودًا بقدرات تحليلية وتخصيص متقدمة تجعلها أداة فعالة للشركات.
لم تقتصر OpenAI على تقديم ChatGPT Enterprise فقط، بل أطلقت أيضًا خدمات أخرى مثل ChatGPT Team المخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وChatGPT Edu للقطاع التعليمي. هذا التوسع يعكس استراتيجية الشركة في تلبية احتياجات متنوعة عبر مجموعة واسعة من القطاعات، مما ساهم في تحقيق نمو هائل على مستوى عالمي.
OpenAI تحتفل بإنجاز مليون مستخدم مدفوع في القطاعين التجاري والتعليم
التبني العالمي والاستخدام المتزايد: إقبال واسع على تقنيات OpenAI
تشير التقارير إلى أن شركات كبرى مثل مورغان ستانلي وموديرنا قد انضمت إلى قائمة مستخدمي هذه الخدمات، في حين تتصدر دول مثل اليابان وبريطانيا وألمانيا قائمة الدول التي تبنت هذه التقنيات خارج أمريكا. كما شهد استخدام واجهة برمجة التطبيقات (API) زيادة ملحوظة منذ إطلاق GPT-4 mini الشهر الماضي، حيث أظهرت الشركات اهتمامًا بنماذج اللغة الصغيرة لأغراض مختلفة.
تستخدم الشركات هذه الأدوات لأغراض متعددة تشمل البحث، وتحرير المحتوى، وتوليد الأفكار، وإنتاج المسودات. وفقًا لاستطلاع أجرته الشركة، أفاد 92% من أصحاب الأعمال أن هذه الأدوات قد رفعت من إنتاجيتهم، بينما أشار 75% إلى زيادة في الابتكار والإبداع نتيجة لاستخدام هذه التقنيات المتقدمة.
يُعدّ الجيل زد (Generation Z) أول جيل نشأ في ظل تطور الإنترنت والتقنيات الذكية، مما جعله أكثر تكيفًا مع تدفق المعلومات واستيعابها بسرعة. ومع دخول هذا الجيل إلى سوق العمل في خضم الثورة التكنولوجية، باتت مهاراتهم في التعامل مع الذكاء الاصطناعي عنصرًا حاسمًا في تطورهم المهني.
الجيل زد والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بين التقبل والقلق
الجيل زد والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بين التقبل والقلق
يتعامل الجيل زد مع الذكاء الاصطناعي التوليدي بحذر، لكنه يدرك أيضًا إمكانياته الكبيرة في تحسين فرص العمل والتطور المهني. على سبيل المثال، طوّرت Avalon Fenster، البالغة من العمر 23 عامًا، مهاراتها في الذكاء الاصطناعي ذاتيًا، واستطاعت الاستفادة منه في حياتها الشخصية والمهنية، كما ساعدت زملاءها الأكبر سنًا في فهم هذه التقنية.
وتدير Fenster حاليًا منصة Internship Girl، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الموارد المهنية لأكثر من 350,000 شابة من 100 دولة، مما يعكس دور هذه التقنية في تعزيز تكافؤ الفرص، خاصة للطلاب الجامعيين وغير الناطقين بالإنجليزية.
على الرغم من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، فإن هناك قلقًا بين أفراد الجيل زد بشأن تأثيره السلبي في التفكير النقدي، والقدرة على الابتكار والتواصل الفعّال. لذلك، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي الرقمي وتوفير برامج تدريبية لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنية.
إضافةً إلى ذلك، يرفض بعض الشباب استخدام الذكاء الاصطناعي لأسباب بيئية، مثل Katya Danziger، طالبة علوم الحاسوب التي قررت التوقف عن استخدامه بسبب استهلاك الطاقة المرتفع، حيث أشارت تقارير إلى أن طرح سؤال على ChatGPT يستهلك طاقة أكثر من البحث عبر جوجل.
يشعر العديد من أفراد الجيل زد بالقلق من تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، حيث أظهر استطلاع أجراه مركز Pew للأبحاث أن 35% من العمال الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قد يقلل من فرص التوظيف.
ورغم هذه المخاوف، ترى (Christine Cruzvergara) أن القلق ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل يمكن أن يكون دافعًا للبقاء يقظين والاستعداد للتكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل المتطورة.
رفض ليانغ وينفينغ، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة ديب سيك (DeepSeek)، عروضًا استثمارية مغرية من مستثمرين يسعون لتحقيق أرباح سريعة من نماذج الشركة المتطورة في الذكاء الاصطناعي.
مؤسس ديب سيك يرفض الاستثمارات حفاظًا على روح الابتكار
مؤسس ديب سيك يرفض الاستثمارات حفاظًا على روح الابتكار
يواجه روبوت الدردشة الخاص بـ ديب سيك تحديات تقنية بسبب الضغط الهائل من ملايين المستخدمين، مما يؤدي إلى مشكلات متكررة في الخدمة. كما أن السلطات في عدة دول تفرض قيودًا على استخدامه، وسط مخاوف تتعلق بأمن البيانات.
أوضح ليانغ لمقربين منه أنه لا يرغب في الإسراع بالحصول على تمويل خارجي، خشية فقدان السيطرة على عملية اتخاذ القرار داخل ديب سيك. كما أبدى حذره تجاه المستثمرين المرتبطين بالحكومة الصينية، معتبرًا أن ذلك قد يعوق فرص الشركة في تحقيق قبول عالمي لنماذجها المتطورة.
أكد ليانغ أن قراره بالامتناع عن قبول الاستثمارات يأتي من رغبته في الحفاظ على الطابع العلمي والبحثي للمشروع، وهو ما جعله يكتسب شهرة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
سجَّل روبوت الدردشة الذكي ChatGPT رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الزيارات خلال شهر فبراير 2025، حيث بلغ إجمالي عدد الزيارات 3.905 مليارات، وفقًا لبيانات موقع Similarweb. ورغم هذا الإنجاز، فإن معدل النمو الشهري تباطأ ليصل إلى 1.44% فقط مقارنةً بشهر يناير. إلا أن النمو السنوي لا يزال قويًا، محققًا زيادة بنسبة 137% مقارنةً بفبراير 2024.
ChatGPT يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الزيارات الشهرية
أظهرت الإحصائيات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد زيارات موقع ChatGPT.com بين صيف وخريف عام 2024، قبل أن تستقر الأرقام في الأشهر الأخيرة. ونتيجة لهذا الارتفاع، تقدم ChatGPT في التصنيفات العالمية ليحتل المرتبة الخامسة بين أكثر المواقع زيارةً عبر أجهزة الكمبيوتر، والسابعة عند احتساب الزيارات من الهواتف المحمولة.
ChatGPT يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الزيارات الشهرية
نسبة ChatGPT من إجمالي حركة الإنترنت
يستحوذ ChatGPT حاليًا على 1.86% من إجمالي الزيارات على الإنترنت عالميًا، حيث يصل عدد الزيارات الشهرية إلى نحو 4 مليارات زيارة. ورغم هذا الرقم الهائل، لا يزال متأخرًا بفارق كبير عن مواقع عملاقة مثل جوجل.
أنهى ChatGPT عام 2024 بعدد 15.5 مليون مشترك في خططه المدفوعة، وهو ارتفاع كبير مقارنةً ببداية العام. ورغم ذلك، يواجه منافسة قوية، لا سيما من روبوت الدردشة الصيني Deepseek، الذي استقطب 6.2 ملايين زيارة يومية في يناير، مقارنةً بـ 117.5 مليون زيارة يومية لـ ChatGPT في الفترة ذاتها.
تشير البيانات إلى أن ChatGPT يحيل عددًا محدودًا جدًا من الزيارات إلى المواقع الإخبارية والمصادر التي يعتمد عليها في تقديم المعلومات. ففي الولايات المتحدة، لم تحصل وكالة رويترز سوى على 50,900 زيارة محالة من ChatGPT خلال آخر ستة أشهر، تلتها نيويورك بوست بـ 42,800 زيارة، ثم نيويورك تايمز بـ 31,600 زيارة. وحتى أكبر 10 مواقع إخبارية مجتمعةً، لم تتلقَ سوى 300,000 زيارة محالة في المدة نفسها.
مخاوف من تراجع الاعتماد على مصادر المعلومات التقليدية
لا يعمل ChatGPT كمحرك بحث بالمعنى التقليدي، حيث يعتمد المستخدمون على الإجابات المباشرة التي يقدمها دون الحاجة إلى زيارة المصادر الأصلية. وقد أظهرت دراسة حديثة أن 96% من مستخدمي روبوتات الذكاء الاصطناعي لا ينقرون على روابط المصادر، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الصحافة الرقمية والمواقع الإخبارية.
هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تحديات كبيرة مثل صعوبة التحقق من صحة المعلومات، مما يزيد من مخاطر نشر معلومات غير دقيقة. كما أن التطور المتسارع في أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT Search ومحرك بحث جوجل الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي، قد يهدد بنية الإنترنت التقليدية ويغير من طريقة تفاعل المستخدمين مع المعلومات بشكل جذري.