تقف الأم والأب أمام تحديات متزايدة عند تنشئة أبنائهم بفعل المتغيرات المتسارعة في عالم التقنية ونمط الحياة المعاصر الذي نعيشه، ومع ذلك، بات هناك أساليب مستحدثة يمكن للأبوين استغلالها لدعم عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائهم، ومن بين الأدوات البارزة في ذلك استخدام الروبوتات التعليمية. الذكاء الاصطناعي.
يستطيع الأهل الاستفادة من هذه الروبوتات بأساليب متنوعة لمساندتهم في تنشئة أطفالهم، ورغم أن هذه الأساليب محدودة إلا أنها تمتلك القدرة على تعزيز التواصل بين الآباء وأبنائهم وتقليل الضغوطات على الوالدين في بعض المواقف.
في الفقرة التالية، سنعرض خمس استراتيجيات يستطيع الذكاء الاصطناعي من خلالها أن يدعم الوالدين في تنشئة صغارهم:
استعمال الذكاء الصناعي كوسيلة لبدأ حوار ذو أهمية مع الصغير.
دعونا نتخيل أنك تحتاج إلى مساندة في أسلوب فتح حوار هام مع ابنك حول قضية دقيقة. في هذه الحالة، من الممكن أن تقوم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي ليعاونك في تهيئة المقدمات لهذا النقاش.
اطلب من روبوت الدردشة Copilot لنقل أن الجوزاء قد يقدم لك اقتراحاً بشأن كيفية بدء حوار مهم مع طفلك حول قضية دقيقة، وسوف يزودك الروبوت ببعض الإرشادات المفيدة لافتتاح النقاش.
على سجية المثال: قم بصياغة الطلب التالي لروبوت Copilot: قدمت اقتراحاً لطريقة مناسبة لفتح حوار حول موضوع دقيق مع طفلي.
ستتلقى مجموعةً من الإرشادات النافعة كما هو مبين في الصورة القادمة.
بما أن الآلي ليس لديه معرفة بك أو بطفلك، قد تكون المعلومات والإرشادات التي يسديها غير ملائمة لطريقتك في التربية. لهذا، استخدم فقط ما يتوافق معك من الإرشادات والتوصيات التي يوفرها الآلي.
٢- اللجوء إلى تقنيات الذكاء الصناعي في صياغة حكايات قبل الخلود إلى النوم.
يعشق الصغار الاستماع إلى حكايات ما قبل الخلود إلى الفراش، وغالبًا ما يقصُّ الوالدان على صغارهم حكايات من نسج خيالهم لا تحمل أي مغزى ولا تقدم للطفل أية معلومات قيمة. لهذا يُنصح بتقديم قصص هادفة لأطفالك يمكن سردها لهم قبل أن يغطوا في النوم.
رغم وجود الكثير من القصص المطبوعة والرقمية التي تحمل الفائدة، إلا أن روبوتات الدردشة الآلات المزودة بتقنية الذكاء الصطناعي قادرة على صياغة قصص قصيرة لتقصها على صغيرك قبل أن يخلد إلى النوم، تحمل في طياتها اسمه وتعرض حادثة وقعت له في يومه، وذلك للمساعدة في تلقين الطفل طرق التعامل مع مختلف المواقف التي قد يصادفها مجدداً في المستقبل. إذ ستقدم لك هذه الروبوتات الدعم في خلق قصص شخصية موجهة خصيصاً لصغيرك.
على سبيل المثال، قُم بصياغة الطلب التالي لروبوت الدردشة كوبيلوت:
صوغي حكاية قصيرة لترويها لطفل عند الخلود إلى النوم ، تدور حول ولد يدعى أمير واجه السخرية بين أقرانه في المدرسة نظرًا لمظهر شعره. ولتحمل تلك الحكاية غاية توجيهية، بإظهار كيف اكتسب أمير الجرأة على تقدير ذاته وقبول مظهره الطبيعي بكل اعتزاز.
سوف يؤلف الروبوت قصةً مختصرةً تشتمل على مجموعة من الإرشادات التي يُمكنك تقديمها لطفلك لتعزيز الثقة بالنفس لديه، والصورة أدناه تُبيّن لنا القصة التي تم الحصول عليها.
من الضروري أن تقوم بقراءة الحكاية بتمعن قبل أن تسردها لصغيرك، مع إجراء التعديلات اللازمة على الكلمات التي لا تعتبرها مناسبة، أو إضافة معلومات تثري المحتوى. لتخصيص القصة بشكل أكبر ولتتناسب مع سن طفلك، يرجى ذكر عمره عند الطلب.
يعد من الأهمية بمكان أن لا تلجأ إلى استعمال أي من برمجيات الذكاء الاصطناعي لكي تقص على طفلك حكاية قبل النوم. فالأطفال يميلون إلى التلذذ بسماع أصوات آبائهم وأمهاتهم، التي تشعرهم بالألفة والدفء. كل أب وأم لديه نغمة وأسلوب خاص ومتفرد في مخاطبة طفلهم، وهذه تفاصيل دقيقة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاتها أو تقديمها.
٣- المساهمة في وضع خطط للأطعمة المغذية والمفيدة.
إن كنت تنوي توجيه طفلك نحو اختيار الطعام الصحي وتقليص استهلاك الأغذية السريعة والوجبات غير المفيدة، من المهم أن تُعد له في المنزل وجبات صحية. وإذا كنت تفتقر إلى الأفكار حول كيفية تجهيز هذه الوجبات، فإن الذكاء الصناعي يمكن أن يُقدم المساعدة في ذلك.
على سبيل المثال، بإمكانك الاستعانة ببرامج مثل ChatGPT أو Copilot لتطلب منها اقتراحات لأفكار وجبات مغذية تتناسب مع المكونات التي تتوفر لديك، ومن ثم تشرع في إعداد تلك الوجبات برفقة طفلك.
قبل الشروع في تجهيز الأطعمة التي أوصى بها الآلي، من الضروري التأكد من دقة البيانات التي تم الحصول عليها من الروبوت عبر الرجوع إلى مصادر معتمدة ومؤتمنة.
4- تقديم اقتتاحات لألعاب وأنشطة داخلية مناسبة للصغار.
يستطيع الآباء الاستعانة بـ ChatGPT أو Copilot أو أي واحد من أنظمة الدردشة الآلية للحصول على إقتراحات لأفكار الأنشطة التي تجمع بين التسلية والفائدة التعليمية للصغار.
يمكنهم طلب أفكار لالعاب وتجارب علمية متنوعة، الألغاز، والنشاطات المرحة التي تتناسب مع مراحل عمرية معينة لضمان الحصول على اقتراحات تلائم اهتمامات وقدرات اطفالهم. كما يمكن طلب أنشطة يسهل إجراؤها داخل المنزل لما قد يواجهه الآباء من ظروف تمنعهم من الخروج، مثل الطقس السيء أو غيره من الأسباب.
5- المساهمة في تعليم الأطفال:
يمكن أن تساعد برامج الحوار الآلية مثل ChatGPT وCopilot وغيرها في تسهيل التواصل وتقديم دعم في مختلف المجالات. Gemini مساعدة الوالدين في إعداد أسئلة الامتحانات لصغارهم أو توضيح طريقة تفكيك مسألة حسابية مركبة؛ فمن الممكن للأم أو الأب أن يطلبا من روبوت المحادثة شرح الخطوات لحل مسألة حسابية مركبة، وبعدما يتأكدوا من كتابة الروبوت الخطوات بالشكل الصحيح، يصبح بإمكانهم تعليم الأطفال تلك الطريقة.
في فترات الاختبارات، يستطيع الوالد أو الوالدة الاعتماد على روبوتات المحادثة لإعداد مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمناهج أبنائهم الدراسية، ومن ثم يقومون بطرح هذه الأسئلة على الأطفال لمساعدتهم على الاستعداد الجيد للامتحانات.