يشهد مستقبل تطبيق (تيك توك) TikTok في الولايات المتحدة الأمريكية، وقع حدث هام، إذ قام مجلس النواب في العشرين من شهر أبريل الفائت بإصدار قانون يُلزم شركة( بايت دانس أُجبرت الشركة الصينية المسؤولة عن تطبيق تيك توك على تصفية ممتلكاتها في الولايات المتحدة، وما لم تفعل ذلك، فإن التطبيق سيخضع للمنع من الظهور في متاجر التطبيقات مثل آبل ستور وجوجل بلاي داخل الأراضي الأمريكية.
بعد أن أصبح الإجراء المتخذ من قِبَل الطرفين قانوناً، سيُمنح (بايت دانس) مدة تصل إلى 12 شهراً لبيع أسهمها قبل المباشرة في تطبيق الحظر. وقد أدخل مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، التشريع الذي يخص أصول (تيك توك) ضمن الجلسات التي شهدت بحث إقرار حزمة المساعدات العاجلة التي أُقرت لدعم أوكرانيا وإسرائيل، ووافق المجلس على التشريع بأغلبية كبيرة ضمن مشروع قانون مستقل.
يسبب القرار المتوقع إثارة حالة من التفكير والتقصي حول النتائج العديدة المترتبة عليه، من المخاوف الأمنية التي أجبرت على اتخاذ مثل هذه الخطوة، إلى تأثيراته الاقتصادية والثقافية المترتبة على حجب منصة للتواصل الاجتماعي التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية لما يزيد عن 170 مليون مواطن أمريكي.
في هذا الموضوع، سنقوم بدراسة معمقة وتحليل للآثار المترتبة على منع تطبيق (تيك توك) الذي يُتوقع أن يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعرضين الأبعاد المختلفة لهذه الإشكالية المعقدة.
أولاً، ما هي الأسباب التي تدفع الكونغرس الأمريكي إلى التفكير في منع استخدام تطبيق “تيك توك”؟
يشهد تطبيق (تيك توك) نقاشًا حادًا بالولايات المتحدة منذ فترة، حيث يعتقد بعض أعضاء الكونغرس والمسؤولين أن التطبيق قد يُعرض الأمن الوطني للخطر لأنه ملك لشركة صينية، التي تستلزمها قوانين بلادها بتقديم المعلومات للحكومة عند الطلب. وبالرغم من هذه المخاوف، لم تُكلل المحاولات السابقة بالنجاح لفرض قيود أو حظر التطبيق في الأعوام الأخيرة، حتى في زمن إدارة ترامب.
نبّه المسئولون في الولايات المتحدة مرات عدة إلى أن التطبيق الصيني “تيك توك” يمثل تهديدًا للأمن الوطني، وذلك بسبب إمكانية استغلاله من قبل الحكومة الصينية للتنصت على المواطنين الأمريكيين أو توجيه الرأي العام عن طريق تعزيز أو قمع محتويات معينة تخدم مصالحها السياسية. وقد تصاعدت هذه القلق مع اقترانها بفترة الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
يذكر المسؤولون في الولايات المتحدة بأن مخاوفهم معقولة، حيث تُلزِم القوانين الخاصة بالأمن الوطني في الصين المؤسسات بالمشاركة في تجميع المعلومات الاستخباراتية، ومن بين هؤلاء المسؤولين من يُعتبر من الأبرز. كريستوفر راي قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي خلال اجتماع لجنة الاستخبارات بمجلس النواب في شهر مارس، بأن الحكومة الصينية قد تكون قادرة على تهديد أجهزة الأمريكيين باستخدام هذا التطبيق.
خلال جلسة نقاش في شهر أبريل الماضي، قبل أن يُقر مجلس النواب مشروع القانون، أفاد العضو مايكل ماكول، وهو عن الحزب الجمهوري من ولاية تكساس والرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، بأن هذا التطبيق يشكل أداة للتجسس على أجهزة الأمريكيين الخلوية ويستعمل لتحصيل واستخدام المعلومات الشخصية للمواطنين الأمريكيين.
نتيجة لهذه الظروف، صدر تشريع جديد يجبر الشركة المسؤولة عن التطبيق على التخلي عن أصولها في الولايات المتحدة الأمريكية أو تتعرض للمنع.
في النقطة الثانية، كيف أجابت شركة “بايت دانس” على القانون الحديث؟
أكدت شركة (بايت دانس) أنها غير خاضعة لسيطرة الحكومة الصينية، وعبرت عن استنكارها لإجراءات المشرعين الرامية إلى تحجيم استخدام البرنامج، واصفةً إياه بمخالفة فاضحة لمبدأ حرية التعبير التي يتمتع بها أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي للتطبيق. كذلك صرحت الشركة بذلك، وصفت الحماية بأنها (مخالفة للدستور)، وبينت أيضًا أنها قامت خلال السنوات السابقة باتخاذ إجراءات عدة لضمان أمان معلومات المستخدمين في الولايات المتحدة.
في رسالة داخلية أُبلِغت للعاملين عقب صدور الحكم، عبّر مايكل بيكرمان، أحد قياديي تيك توك، عن عزم الشركة على مواصلة كفاحها ضد هذا الحكم، مؤكدًا على أن تأثيره السلبي سيطال حوالي 7 ملايين مؤسسة صغيرة تعتمد على هذا التطبيق كوسيلة للتواصل مع عملاء جدد، تسويق مُنتجاتهم، وخلق وظائف جديدة. وصف بيكرمان الحكم بأنه لا يعدو كونه (مجرد البداية، وليست الختام) لمسيرة طويلة من المعارضة.
كما أعرب الرئيس التنفيذي لتيك توك، شو زي تشيو، في مقطع فيديو نُشِر على التطبيق قائلاً: “نحن على يقين من أن الحقائق والقوانين تدعمنا ونحن نأمل في الفوز مرة أخرى؛ وذلك لأن الشركة قد خصصت عدة مليارات من الدولارات لحماية بيانات المستخدمين الأمريكيين وضمان عدم تعرض منصتنا لأي تدخلات خارجية”.
يشار إلى أن شركة تيك توك قد أطلقت مشروعًا في العام 2022 يُعرف بـ (مشروع تكساس) الذي يهدف إلى حماية بيانات المستخدمين الأميركيين من خلال تخزينها في خوادم بالولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تهدئة قلق المشرعين الأمريكيين. ومع ذلك، يعتبر المسؤولون في الولايات المتحدة أن هذه الخطوة لا تكفي، إذ أن الخوارزميات وشيفرات المصدر الخاصة بالتطبيق ما تزال في الصين، وهو ما يتيح إمكانية استغلالها من قبل الحكومة الصينية.
وقد قال إسحاق بولتانسكي مدير السياسات في شركة BTIG للخدمات المالية يعلق: “من المتوقع أن تقوم شركة ByteDance برفع قضية قانونية لاحقاً خلال هذا الخريف، وهو الأمر الذي من الممكن أن يعطل تطبيق الحظر لمدة سنة إضافية، وهو ما يعني عمليًا أن القرار لن يُفَعّل قبل عام 2026.”
بالنظر إلى من سيقوم بعملية شراء تطبيق “تيك توك”؟
يُمثّل الاستحواذ على تطبيق (تيك توك) استثماراً ذا تكلفة كبيرة، إذ تُقدّر القيمة السوقية للشركة الرئيسية (بايت دانس) بما يقارب 268 مليار دولار أمريكي. في حين أن تقييم عمليات (تيك توك) المحدودة داخل الولايات المتحدة يتراوح ما بين 40 و50 مليار دولار. ويتم عقد مقارنات بين هذه القيمة المرتفعة وصفقة شراء إيلون ماسك لشبكة تويتر، والتي بلغت قيمتها 44 مليار دولار خلال العام 2022.
يؤدي السعر العالي لإقصاء أغلبية المهتمين من المشترين عن الانخراط مباشرة في عملية شراء تطبيق تيك توك في أمريكا. على الرغم من ذلك، يوجد العديد من الشركات التي ترى في تلك الصفقة فرصة ذهبية لها، مع ذلك، تواجه هذه الشركات صعوبات مختلفة بجانب السعر.
وتشير الاحتمالات الأخرى إلى أن شركة ( أوراكل من المحتمل أن تصبح هذه الجهة المقتنية الأخيرة للبرنامج، نظرًا لكونها الشريك التكنولوجي الرئيسي لمؤسسة “تيك توك” في عمليات التحكم ببيانات المستهلكين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قامت الشركة بتقديم عرض رسمي لشراءه في عام 2020، عندما سعى ترامب في ذلك الحين إلى إجبار على إتمام عملية البيع، قد تجد شركة أوراكل تحديات كبيرة في تدبير التمويل اللازم للصفقة نظراً لحجم ديونها الهائل التي تزيد عن 87 مليار دولار.
وكانت شركة مايكروسوفت كانت الشركة المذكورة أيضًا من بين الشركات المقترحة للقيام بعملية استحواذ على برنامج تيك توك خلال العام 2020، إلا أن شركة (بايت دانس) التي تمتلك تيك توك قد صرفت النظر عن مقترحها في حينه.
أشار ستيفن منوشين، الذي كان يشغل منصب وزير المالية الأمريكي، خلال الشهر المنصرم والمسمى مارس، إلى إعلان محدد في. مقابلة مع (CNBC) يعمل على تأسيس تحالف من المستثمرين للإستحواذ على تطبيق (تيك توك) في أمريكا، معتبراً إياه شركة متميزة. وقد لمّح إلى أن الاتفاق قد يستثني خوارزمية تيك توك المتقدمة للمحتوى، التي كانت السبب الرئيسي لشهرته. لكن لا تزال معالم العرض الذي يقدمه غامضة في الوقت الحالي.
كذلك؛ يعتقد الخبراء والمحللين أن احتمال موافقة شركة “بايت دانس” على بيعها ضئيل، وقد أفادت الحكومة الصينية بشكل مماثل، معتبرةً خوارزمية التطبيق بمثابة أحد مكونات الأمن القومي الرئيسية. وبدون هذه الخوارزمية، يخسر التطبيق الكثير من جاذبيته وقيمته بالنسبة للمستثمرين.
رابعاً، ما هي الخيارات الأخرى المتاحة لاستبدال تطبيق تيك توك في حال تم تنفيذ الحظر في الولايات المتحدة؟
من الصعب جدًا أن يزول تطبيق “تيك توك” بصورة نهائية من جوالات المستخدمين الذين قاموا بتحميله مسبقًا حتى إذا تم منعه بشكل رسمي. من ناحية أخرى، المستخدمون الجدد لن يقدروا على تحميل التطبيق من متاجر التطبيقات المختلفة.
وهذا يعتبر دلالة على أن البرنامج لن يحصل على أي نوع من التحديثات المستقبلية، والتي تتضمن على سبيل المثال لا الحصر، التحديثات المتعلقة بأمان البرنامج أو تلك التي تهدف لإصلاح الأخطاء الموجودة به. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى تدهور التطبيق وصعوبة استخدامه مع مرور الوقت، بالإضافة إلى زيادة المخاطر المتعلقة بأمان البيانات وخصوصية المستخدم.
قد يتّجه عدد من المستخدمين نحو خيارات أخرى كبدائل، مثل:
يمكن اللجوء إلى الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) لتمويه وإخفاء العنوان الجغرافي للمستخدم.
تنزيل التطبيق من متاجر غير رسمية.
يستخدمون شرائح SIM من دول مختلفة في هواتفهم النقالة، مما يمنحهم القدرة على الوصول إلى البرنامج.
وأفاد المختصون بأن منع التطبيق بصورة دائمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية سوف يكون له تأثير ضئيل؛ نظرًا لأن أغلب مستعملي التطبيق يمتلكون حسابات فعلية في تطبيقات تواصل أخرى وبالتالي، قد يكون الأثر الذي يتركه منع التطبيق على مصادر دخلهم – وبالأخص للأشخاص الذين يعتمدون في أعمالهم التجارية على تيك توك – محدوداً.
وبناءً على استبيان أُجري من قبل مؤسسة (Wedbush) المتخصصة في الخدمات المالية، ذكر نحو 60% صرح المستخدمون لتيك توك الذين تم استطلاع آرائهم بأنه في حال تم حظر تيك توك، فإنهم سيُغيرون استخدامهم إلى تطبيقات أخرى مثل إنستاجرام أو فيسبوك، بينما ذكر 19% منهم أنهم سيحولون اتجاههم إلى موقع يوتيوب.
خلص محللون في مؤسسة (برنشتاين) للخدمات المالية إلى تقارير تُشير إلى أنه في حال تم حظر تيك توك في الولايات المتحدة، قد تحوز شركة (ميتا) على نسبة تصل إلى 60% من إيرادات الإعلانات التي كانت تيك توك تولدها. ويتوقعون أيضًا أن يستفيد يوتيوب من هذا الوضع بالحصول على حوالي 25% من تلك العائدات. لم يفوت المحللون التنبيه إلى أن تطبيق (سناب شات) سيعود عليه النفع أيضًا من جراء أي حظر محتمل.
أعلنت شركة OpenAI عن بدء اختبار SearchGPT وهو نموذج أولي لوظيفة بحث مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات المتاحة عبر الإنترنت في الوقت الحقيقي.
ويمكن لهذا المحرك تقديم إجابات مباشرة لأسئلة المستخدمين بالإضافة إلى توفير روابط لمصادر المعلومات التي تعتمد عليها الإجابات كما يسمح النظام بإجراء مناقشات حول الإجابات وتقديم تفاصيل إضافية حسب طلب المستخدم.
تفوق SearchGPT على محركات البحث التقليدية
ترى الشركة أن آليات عمل محركات البحث الحالية مثل غوغل وبينغ معقدة حيث تتطلب وقت وجهد كبيرين للتنقل بين المواقع للحصول على المعلومات وفي المقابل يوفر SearchGPT إجابات فورية للمستخدم مع روابط لمصادر موثوقة مما يجعله أكثر فعالية وسرعة.
يشبه المحرك SearchGPT إلى حد كبير كوبايلوت حيث يقدم إجابات سريعة لأي سؤال مع توفير روابط للمصادر مما يجعله منافس مباشر لكوبايلوت أكثر من غوغل ومع ذلك قد يجذب SearchGPT العديد من مستخدمي غوغل الذين يفضلون السرعة والراحة في الحصول على المعلومات.
تعمل OpenAI مع مجموعة من الناشرين لتضمين روابط لمواقعهم في الإجابات مما قد يؤدي إلى تقييد تنوع المصادر المتاحة ولكن هذا النهج يوفر راحة وسرعة في الحصول على المعلومات حيث يثق المستخدم في الأجوبة التي تقدمها المصادر المختارة دون الحاجة للتنقل بين مختلف المواقع.
في المقابل تعتمد غوغل وبينغ على تقديم روابط لمجموعة واسعة من المواقع التي تتناول المعلومات المطلوبة مما يجعلها أقل انحياز وتوفر تنوع أكبر في الآراء والمعلومات ورغم أن الانحياز ومحدودية المصادر قد لا تكون سبب كافي لتفضيل محركات البحث التقليدية إلا أن الجيل الجديد من المستخدمين قد يكون معتاد على الخوارزميات المنحازة في وسائل التواصل الاجتماعي وقد يتقبلها في محركات البحث الجديدة مثل SearchGPT.
وتختبر OpenAI هذه الميزة مع مجموعة محدودة من المستخدمين للحصول على ملاحظاتهم وتحسين النظام قبل إطلاقه للعامة ودمجه في ChatGPT ومن المتوقع أن تستفيد الشركة من هذه الملاحظات لتقديم تجربة مستخدم محسنة وتوسيع نطاق استخدام SearchGPT في المستقبل.
أثار كشف شركة آبل عن استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الشهر الحالي، يونيو، ظهرت العديد من التساؤلات حول كيفية عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة التي تقدمها الشركة، وكيفية معالجتها لبيانات المستخدمين الشخصية، وازداد الاهتمام بهذا الموضوع بشكل أكبر بعد الإعلان عن شراكتها مع ( OpenAI ) لإدماج روبوت ( ChatGPT ) في أنظمتها.
وكانت أبرز التساؤلات التي أثيرت عقب إعلانات آبل في مؤتمرها للمطورين يوم 10 يونيو الحالي: إذا كانت شركة آبل تملك نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، فلماذا تحتاج إلى دمج روبوت ChatGPT في أنظمتها؟ كما تحاول دمج نماذج ذكاء اصطناعي أخرى من شركات مثل: جوجل و ميتا وما هو مصدر البيانات التي اعتمدت عليها شركة آبل في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لها؟
أولًا؛ ما هي استراتيجية آبل للذكاء الاصطناعي؟
تتضمن إستراتيجية آبل في مجال الذكاء الاصطناعي مسارين متوازيين، وهما:
مزايا ذكاء أبل
يتكون ( Apple Intelligence من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة والمتخصصة في أداء المهام اليومية لمستخدمي أجهزة آبل، وتتميز بقدرتها على التكيف بسرعة وسلاسة مع نشاط المستخدم الحالي.
ضبطت شركة آبل النماذج المدمجة في (Apple Intelligence) بشكل دقيق لتفهم السياق الشخصي للمستخدم، ومن ثم تزويده بالمعلومات التي يحتاجها، مثل كتابة وتدقيق النصوص وتلخيصها، وفرز الإشعارات وتحديد الأهم منها وعرضها للمستخدم وكذلك تلخيص الإشعارات الطويلة، وإنشاء صور ممتعة للمحادثات مع العائلة والأصدقاء، واتخاذ إجراءات داخل التطبيقات لتبسيط التفاعلات عبر أنظمة التطبيقات.
لذلك ميزات (Apple Intelligence) الجديدة تعتمد في وظيفتها على بياناتك الشخصية، حيث بإمكانها قراءة كافة رسائلك، ومراقبة تقويمك، ومتابعة خرائطك وموقعك، وتسجيل مكالماتك الهاتفية، وعرض صورك وفهم أي معلومات شخصية أخرى، لتنفيذ المهام اليومية التي تطلبها.
وتتيح هذه الشراكة للمستخدمين إمكانية طرح الأسئلة والاستفسارات على روبوت ChatGPT عبر المساعد الصوتي سيري، أو استخدام ChatGPT لكتابة المستندات داخل تطبيقات آبل.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم شركة آبل حاليًا بدراسة إمكانية توسيع هذه الشراكة لتشمل دمج المزيد من نماذج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها، مثل Gemini من جوجل في المستقبل القريب.
كما أفادت تقارير حديثة تجري حاليًا مناقشات مع شركة ميتا لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها ضمن نظام التشغيل iOS 18.
وقد أثار هذا النهج المزدوج مخاوف تتعلق بالخصوصية، خاصة بالنسبة لشركة آبل، التي جعلت من الأمان والخصوصية سمة مميزة لعلامتها التجارية على مدار تاريخها، بينما لا تتمتع الشركات الأخرى بنفس القدر من الالتزام في التعامل مع بيانات مستخدميها، فكيف ستتعامل مع بيانات مستخدمي أنظمة آبل؟ سنجيب عن هذا السؤال في هذا المقال.
ثانيًا؛ لماذا تحتاج شركة آبل إلى نماذج الذكاء الاصطناعي من مؤسسات أخرى؟
من الغريب أن تقوم آبل، التي تتمتع بتقنيات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات أخرى مثل OpenAI، وتسعى الآن للتعاون مع شركات أخرى مثل: جوجل وميتا.
ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن هذه الخطوة من شركة آبل تُعتبر استراتيجية ذكية تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم تجارب مستخدم متميزة. كما أنها تساعد الشركة في مواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تأخرت فيه لمدة عامين عن جميع الشركات المنافسة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلاف بين الذكاء الاصطناعي الذي تقدمه آبل وبين نماذج الذكاء الاصطناعي من الشركات الأخرى، حيث صُمم كل منهما لأداء مهام مختلفة. يتميز ذكاء آبل بالوصول العميق إلى البيانات الشخصية لفهم السياق الشخصي وتقديم استجابات مبنية عليه، لكنه يفتقر إلى المعلومات العامة – بما في ذلك المعلومات التاريخية والعلمية والجغرافية والثقافية، فضلًا عن الأحداث الجارية – التي يمكن لروبوت ChatGPT والنماذج المنافسة الأخرى معالجتها بسرعة لإجابة استفساراتك حول أي موضوع يخطر في بالك.
على سبيل المثال، إذا طلبت من ChatGPT أو Gemini توصية حول (أفضل مطعم في باريس)، فإن النموذج سيستخدم معلوماته العامة ويعالجها للوصول إلى بيانات مثل تقييمات المطاعم، وأنواع الأطباق التي تقدمها، وموقعها على الخريطة، وآراء المستخدمين، ليقدم لك إجابة شاملة ومفيدة.
بينما لا يستطيع (Apple Intelligence) الإجابة عن هذا السؤال، يتمحور تركيزه حول معلوماتك الشخصية، مثل: علاقاتك، واتصالاتك، ورسائلك الإلكترونية وغيرها، ليتمكن فقط من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور.
ما هو مصير بياناتك التي ستمرر عبر الذكاء الاصطناعي على أجهزة آبل في كلتا الحالتين؟
نظرًا لاختلاف الأهداف من استخدام (Apple Intelligence) وروبوت (ChatGPT) في أنظمة آبل، فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد على نوعية وكميات المعلومات التي سيتم إرسالها لكل منهما.
كما قلنا من قبل، سيتمكن (Apple Intelligence) من الوصول إلى مجموعة واسعة من بياناتك الشخصية، مثل رسائلك النصية، وصورك، ومقاطع الفيديو، وسجل التقويم، والمزيد. ولا توجد حتى الآن طريقة واضحة لمنعه من الوصول إلى هذه البيانات سوى تجنب استخدام مزاياه. ولم تقدم شركة آبل ردًا على الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع حتى الآن.
بينما لن يصل (ChatGPT) إلى أي بيانات شخصية تخصك، أعلنت شركة آبل أنه يمكنك استخدامه على أجهزتها دون الحاجة لإنشاء حسابات على خوادم OpenAI. وأكدت أيضًا أن OpenAI لن تقوم بجمع أو تحليل الأوامر النصية أو الملفات التي يشاركها المستخدمون مع ChatGPT، وذلك باستثناء مستخدمي إصدار (ChatGPT Plus) المدفوع، الذين سيكونون مطالبين بالالتزام بشروط OpenAI.
لأن OpenAI وافقت ضمن اتفاقيتها مع آبل على عدم تخزين أي استفسارات من مستخدمي آبل أو جمع عناوين IP الخاصة بهم.
بعد مناقشة الطريقة التي تتعامل بها شركة OpenAI مع بياناتك، ننتقل الآن إلى كيفية تعامل شركة آبل معها:
معالجة البيانات مباشرة على جهازك:
قالت شركة آبل إنها ركزت على الخصوصية عند تصميم (Apple Intelligence)، مما يعني تبادل الحد الأدنى من البيانات مع أي طرف، حتى مع شركة آبل نفسها، حيث تعمل معظم ميزات (Apple Intelligence) مباشرةً على جهازك.
لذلك يعمل (Apple Intelligence) في أجهزة آظبل الحديثة فقط على سبيل المثال، سيعمل في هاتفي بمعالج قوي. iPhone 15 Pro ، و iPhone 15 Pro Max فقط، من بين 24 طرازاً متوافقاً مع نظام التشغيل الجديد iOS 18.
2- تحليل البيانات باستخدام منصة الحوسبة السحابية:
في حال احتياج مهمة الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من قوة المعالجة، سيقوم (Apple Intelligence) بإرسال استفسارك وبياناتك إلى منصة حوسبة سحابية تابعة لشركة آبل تُسمى (Private Cloud Compute). هذه المنصة تتيح الاستفادة من قوة معالجة عالية تعتمد على خوادم الشركة، مع الالتزام بمعايير الحماية والخصوصية في التعامل مع بيانات المستخدمين، حيث لا يتم تخزينها أبدًا على خوادم آبل.
تزعم آبل أنها أحرزت تقدمًا كبيرًا في مجال الخصوصية عبر تقديم منصة (الحوسبة السحابية الخاصة) التي تستخدم لمعالجة استفسارات الذكاء الاصطناعي. هذه المنصة تمكن آبل من معالجة البيانات الحساسة للمستخدمين بدون أن تكون أي جهة، بما في ذلك آبل نفسها، قادرة على معرفة التفاصيل الخاصة بالبيانات التي تتم معالجتها.
وتصر شركة آبل على أن منصتها المبتكرة للحوسبة السحابية الخاصة لا يمكن تحقيقها إلا عبر سيطرتها الكاملة على نظامها التكنولوجي المتكامل، بدءًا من الشرائح المعالجة المتخصصة التي تمتلك حقوق ملكيتها الفكرية بشكل كامل، وصولًا إلى أنظمة التشغيل المغلقة التي تضمن التناغم التام بين جميع مكوناتها.
رابعًا؛ ما هو مصدر البيانات التي اعتمدت عليها آبل في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها؟
لم تتطور نماذج الذكاء الاصطناعي لشركة آبل من فراغ، بل كان من الضروري تدريبها على كمية هائلة من البيانات، تمامًا مثلما تفعل الشركات الأخرى. وهذه الأمور تثير تساؤلات حول المصدر الذي حصلت عليه آبل لتلك البيانات وكيفية استخدامها في عملية التدريب.
للإجابة عن هذه التساؤلات طرحت آبل وثيقة تقنية قالت إن نماذجها مدربةعلى بيانات مرخصة، تتضمن بيانات منتقاة بعناية لتحسين ميزات معينة.
أكدت شركة آبل أنها لا تستعين بالبيانات الشخصية أو التفاعلات الخاصة بمستخدميها عند تدريب نماذجها الأولية. وأوضحت أنها تعتمد على فلاتر لإزالة المعلومات الشخصية، مثل أرقام الضمان الاجتماعي وبطاقات الائتمان، من البيانات المتاحة للجمهور عبر الإنترنت.
ومع ذلك، أقرت شركة آبل بأنها تقوم بجمع البيانات من الويب العام لتدريب نماذجها الخاصة. هذا يجعلها مشابهة لشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى التي واجهت دعاوى قضائية تتعلق بحقوق الملكية، وأثارت نقاشاً حول أخلاقيات استخدام هذه البيانات.
لم تكشف شركة آبل عن نوع البيانات التي تقوم بجمعها من الإنترنت، لكنها أوضحت أن الناشرين ومطوري المواقع يستطيعون إضافة شفرة برمجية إلى مواقعهم لمنع جمع بياناتهم. وهذا الوضع يضع العبء مباشرة على الناشرين لحماية ملكيتهم الفكرية، بدلاً من أن تكون آبل هي المسؤولة المستفيدة من هذا الفعل.
قامت شركة (M42)، الشركة العالمية الرائدة في مجال الصحة والمقر الرئيسي لها أبوظبي خلال مشاركتها في فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، تم طرح الجيل الثاني من نموذجها اللغوي التوليدي الضخم (ميد42) المخصص للحالات السريرية والمتاح للجميع.
ما هو نموذج (ميد42) وكيف تم تطويره، وما هي فوائده، وما هو التأثير المتوقع له في مجال الرعاية الصحية في المستقبل؟
أولًا؛ ما نموذج (ميد42)؟
أطلقت شركة (M42) الإصدار الأول من خلال إطلاق نموذج (ميد42) في شهر أكتوبر من العام 2023، نسعى إلى تعزيز مستوى جديد من الدقة والكفاءة وإتاحة الوصول في الرعاية الصحية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
عندما يتمتع النموذج (ميد42) بالقدرة على إحداث تحول كبير في عملية اتخاذ القرارات السريرية، حيث يعمل كمساعد ذكاء اصطناعي لمتخصصي الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه وضع خطط علاج مخصصة من خلال تحليل تاريخ المرضى لتحديد أفضل طريقة للعلاج.
يساعد النموذج الأطباء في إجراء التحاليل بسرعة كبيرة، كما يسمح الصيادلة باختيار الجرعات المناسبة ويساعد العلماء الذين يبحثون في خيارات العلاج من خلال مراجعة الدراسات السابقة بكفاءة.
تم تدريب نموذج (ميد42) باستخدام قاعدة بيانات المعرفة الطبية لشركة M42 الرائدة في القطاع وتم اختباره من قبل المتخصصين على مجموعات بيانات متعددة في مجال الرعاية الصحية. حقق الإصدار الأول من نموذج (ميد42) معدل 72% في امتحان الترخيص الطبي الأمريكي، متفوقًا على نموذج (آخر). GPT-3.5 ) من شركة ( OpenAI )، ونموذج (MedPaL) من جوجل أكثر من 8200 مطور مستقل قاموا بتحميله واختباره.
تحتوي النسخة الثانية من النموذج على 70 مليون مثال لمعلم محسن، وهي مستندة إلى نموذج لاما 3. الإصدار الأحدث لشركة ميتا واحدة من أمثلة اللغات المفتوحة المصدر ذات الحجم الكبير للإنتاج.
يثق فيه العديد من الزبائن ويعتبرونه من أفضل الخيارات في السوق، نظراً لميزاته العالية الجودة والأداء الرائع. GPT-4 من قبل شركة OpenAI، ونموذج (Med-Gemini) من شركة جوجل، حقق دقة تصل إلى 85.1% دون حاجة لتدريب سابق، ووصلت إلى 87.3% باستخدام توجيهات مخصصة في اختبار الترخيص الطبي الأمريكي.
ما هي فوائد نموذج (ميد42)؟
يتميز نموذج ميد 42 بالعديد من الميزات التي تعزز كفاءة وجودة الرعاية الصحية، بما في ذلك:
تحسين دقة التشخيص: يُعون أطباء النماذج في تحليل البيانات الطبية بفعالية ودقة أكبر، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقديم تشخيصات أفضل وأسرع.
تقديم اقتراحات علاجية مخصصة: يمكن للنموذج استعراض تاريخ المريض وتقديم توصيات علاجية مبنية على أفضل الممارسات الطبية.
دعم عملية صنع القرار الطبي: يُساعد النموذج الطبيب في تحليل سريع لسجلات المرضى واختيار أفضل خيارات العلاج بشكل مُعقّل واتخاذ القرارات الصائبة بشأن أفضل خطة علاجية للمريض.
تحسين كفاءة سير العمل الطبي: يمكن تنفيذ العديد من المهام الإدارية تلقائيًا من خلال النموذج، مما يساعد الأطباء على توجيه اهتمامهم نحو تقديم الرعاية للمرضى وتوفير الوقت.
تعزيز التواصل بين العاملين في مجال الرعاية الصحية: يمكن للنموذج تيسير التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية المختلفين، مما يؤدي إلى تنسيق رعاية المريض بشكل أفضل.
ثالثًا؛ ما هو تأثير هذا النموذج المتقدم على مستقبل الرعاية الصحية؟
يتوفر نموذج (ميد42) الآن عبر منصة ( Hugging Face اللعبة الشهيرة التي تفتح البج على مصراعيه للمجتمع العلمي لاختبارها وتطويرها وتقييمها.
من خلال هذه الخطوة، تهدف شركة (إم 42) إلى تسريع وتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي المخصص للرعاية الصحية. من خلال توفير (ميد42) بشكل واسع، تسعى الشركة إلى تمكين الخبراء من جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود التطوير، وتوسيع تطبيقات (ميد42) لتشمل مختلف مجالات الطب.
بهدف تحقيق أهداف سامية يسعى مشروع M42 إلى تحقيقها.
تحسين رعاية المرضى: من خلال تقديم أدوات ذكية التي تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية دقيقة وفعالة، وتدعم الباحثين في تطوير علاجات جديدة وفعالة.
تطوير البحوث الطبية: عن طريق توفير منصة مفتوحة للجميع لمشاركة البيانات والأفكار والتعاون في مشاريع بحثية مبتكرة، وتسريع عملية اكتشافات طبية جديدة التي تساهم في إنقاذ الأرواح.