استبدلت شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، موظفين أميركيين في قسم التجارة الإلكترونية TikTok Shop بالقرب من سياتل بمديرين من أصول صينية، في محاولة لتكرار تجربتها الناجحة في آسيا، بعد أن فشلت في تحقيق أهداف المبيعات التي وضعتها في السوق الأميركية.
إدارة صينية جديدة تقود TikTok Shop في أمريكا وسط تراجع المبيعات ومخاوف الحظر
تشهد بيئة العمل داخل TikTok Shop تحولًا ثقافيًا ملحوظًا، حيث أصبحت الاجتماعات تُعقد غالبًا باللغة الصينية الماندرين، ويستخدم المديرون تطبيق “Feishu” – النسخة الصينية من Slack – للتواصل، مما أجبر الموظفين الناطقين بالإنجليزية على الاعتماد على الترجمة المدمجة للتفاعل مع الإدارة الجديدة.

إدارة صينية جديدة تقود TikTok Shop في أمريكا وسط تراجع المبيعات ومخاوف الحظر
عمليات تسريح وتراجع في الروح المعنوية
أفادت مصادر مطلعة بأن أكثر من 100 موظف غادروا المنصة أو تم فصلهم، وسط أجواء من الغموض وعدم الاستقرار الإداري. وبدأت موجات التسريح منذ أبريل واستمرت حتى مايو، ما أثر سلبًا على الروح المعنوية داخل الفرق العاملة.
“TikTok Shop” تحت قيادة صينية مباشرة
أوفدت “بايت دانس” عددًا من قياداتها من الصين لإدارة القسم الأميركي مباشرة. أبرزهم مو تشينغ، القادم من منصة “دوين”، النسخة الصينية من تيك توك، والذي تولى مسؤولية إدارة العمليات في الولايات المتحدة، إلى جانب تعيين ستة مديرين صينيين آخرين.
تغيير ثقافة العمل وزيادة الضغوط على الموظفين
فرضت الإدارة الجديدة نظام عمل صارمًا يتطلب من الموظفين الحضور إلى المكتب يوميًا لخمس أيام في الأسبوع، خلافًا لسياسات العمل المرنة في معظم شركات التكنولوجيا الأميركية. كما يتعين على الموظفين الأميركيين الانضمام إلى مكالمات ليلية مع زملائهم في آسيا بعد انتهاء الدوام، ما شكّل ضغطًا إضافيًا.
مشروع “تكساس” وأزمة الحظر المحتمل
يأتي هذا التغيير الإداري في وقت حساس تخوض فيه “تيك توك” صراعًا مع المشرعين الأميركيين بشأن علاقتها بالصين. فقد أقر الكونغرس قانونًا يفرض فصل أعمال “تيك توك” في أميركا عن شركتها الأم، وإلا سيتم حظرها. ورغم محاولات التأجيل، يقترب الموعد النهائي لحسم هذه الأزمة.
وكانت الشركة قد أطلقت سابقًا مشروعًا أمنيًا يُدعى “مشروع تكساس” لفصل البيانات الأميركية عن الرقابة الصينية، وهو وعد أصبح موضع شك بعد تعيين القيادة الصينية الجديدة.
المنافسة مع أمازون في مهب الريح
تمثل TikTok Shop مصدر دخل رئيسي لتطبيق تيك توك إلى جانب الإعلانات، وتسعى من خلالها بايت دانس إلى منافسة “أمازون”. ولتحقيق ذلك، استقطبت المنصة مئات الموظفين من ذوي الخبرة في التجارة الإلكترونية، خاصة من أمازون، خلال السنوات الثلاث الماضية.
لكن الأداء المتراجع وتردد المستخدمين الأميركيين في الشراء داخل التطبيق، إضافة إلى القلق من الحظر المحتمل، جعل من الصعب تحقيق الأهداف المنشودة.
عوائق ثقافية وسلوك استهلاكي مختلف
من أبرز التحديات التي تواجه TikTok Shop في الولايات المتحدة هو اختلاف سلوك المستخدمين، حيث يُفضل كثير منهم تصفح المحتوى بدلًا من الشراء المباشر، وهو ما يتعارض مع نموذج التسوق السريع والفعال الذي نجح في السوق الصينية عبر منصة “دوين”.